أعراض القولون العصبي وكيفية علاجه بالطُرُق الطبيعية والوقاية منه – دليل شامل

تعاني فئة كثيرة من الناس من متلازمة القولون العصبي (IBS) فنحن نتحدث عن نسبة تتراوح من 10 : 15% من السكان ممن يعانون من هذه المتلازمة. وتجدر الإشارة إلى أن القولون لا يتم التعامل معه على إنه مرض يمكن علاجه، فهي متلازمة تُرافق الشخص طوال حياته ولكن يُمكن السيطرة عليها من خلال إتباع نظام غذائي متوازن وتجنب مُهيجات القولون وممارسة الرياضة، بالإضافة إلى شرب الكثير من المياه. ولذلك دعونا نستفيض في هذا الأمر وأن نقدم لكم معظم المعلومات التي قد تريد معرفتها حول القولون.

 

ما هو القولون وما هي وظيفته؟

القولون هو الكلمة المرادفة للأمعاء الغليظة!! وتكمن وظيفة القولون الأساسية في جسم الإنسان في صُنع وإنتاج البراز وذلك من خلال سحب ما تبقى من الماء والأملاح وبعض العناصر الغذائية من بقايا الطعام المهضومة. ومن الوظائف الأخرى للقولون أنه يعتبر وسط مناسب لنمو البكتيريا المعوية والتي تكون مهمة في إنتاج بعض الفيتامينات كفيتامين K.

 

أسباب الإصابة بمتلازمة القولون العصبي:

لم يستطع العلم تحديد العامل الرئيسي للإصابة بمتلازمة القولون العصبي ولكنهم استطاعوا تحديد بعض العوامل التي يكون لها دور كبير في الإصابة به ومنها:

تقلصات العضلات في الأمعاء:

تُبطن جدران الأمعاء الداخلية بالعضلات والتي تكون مهمتها هي التقلص لنقل الطعام عبر الجهاز الهضمي، وطالما أن معدل هذه التقلصات طبيعي فإن كل شيء على ما يُرام، أما إذا زادت عن الطبيعي أو استمرت لفترة طويلة فإن هذا قد يُسبب الغازات والانتفاخ وكذلك الإسهال، بينما إذا كانت هذه التقلصات ضعيفة فهذا ينتج عنه بُطء مرور الطعام وبالتالي يؤدي إلى جفاف الفضلات وميلها لتكون أصلب.

خلل في إشارات الجهاز العصبي:

قد يحدث خلل بالأعصاب الموجودة في الجهاز الهضمي ويتمثل هذا الخلل في عدم تناسق الإشارات الواصلة بين الدماغ والأمعاء، مما يترتب عليه رد فعل الجسم بشكل مبالغ فيه للتغيرات التي تحدث أثناء عملية الهضم، مما يؤدي إلى الألم أو الإسهال أو الإمساك وعادة ما يُصاحب هذا الخلل تمدد البطن بشكل غير طبيعي نتيجة لتراكم الغازات أو البراز بها.

التهاب الامعاء:

بعض الأشخاص المصابون بالـ IBS لديهم عدد متزايد من خلايا الجهاز المناعي في أمعائهم، وهذا يكون له علاقة مباشرة باستجابة النظام المناعي للألم والإسهال.

بعد الإصابة بعدوى شديدة:

يمكن أن تحدث الإصابة بالقولون العصبي بعد الإصابة بنوبة شديدة من الإسهال (التهاب المعدة والأمعاء) سواء نتيجة اقتحام البكتيريا أو الفيروس، وأيضاً متلازمة القولون العصبي لها علاقة بفرط نمو البكتيريا في الأمعاء.

تغيرات في بكتيريا الأمعاء الجيدة (الميكروفلورا):

تلعب الميكروفلورا دوراً رئيسياً في جسم الإنسان، وتشير الأبحاث إلى أن الميكروفلورا في الأشخاص المصابين بالـ IBS قد تختلف عن الميكروفلورا الموجودة في الأشخاص الأصحاء.

 

القولون العصبي

 

بعض المحفزات التي تُهيّج أعراض متلازمة القولون العصبي:

  • الطعاملم يتم تحديد كيف يؤثر الطعام على القولون، هل لأنه يُسبب حساسية أم أن القولون لا يستطيع تحمله فحسب؟! فالأطعمة تختلف من شخص لآخر*، ولكن الشائع منها: القمح ومنتجات الألبان والحمضيات والفاصوليا والملفوف والحليب والمشروبات الغازية.
  • الضغط العصبى: قد تبدأ أعراض القولون العصبي بالظهور وقد تحتد أكثر من اللازم إذا تعرض الشخص لضغط عصبي وتوتر أو إجهاد، ولكن لنوضح أمراً مهماً، وهو أن الإجهاد قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض، إلا أنه لا يُسببها.
  • الهرمونات: وفقاً للأبحاث فإن السيدات أكثر عُرضة للإصابة بمتلازمة القولون العصبي مقارنة بالنوع الآخر وتم ربط هذه النتيجة بالهرمونات وتغيراتها، ولهذا تجد العديد منهن تحتد لديهن أعراض الـIBS خلال فترة الدورة.

*من الأفضل أن يُحدد كل شخص الأطعمة التي تناولها واتضح انها تُهيّج القولون الخاص به، ليتجنبها.

 

أعراض القولون العصبي

قد تختلف الأعراض من شخص لآخر ولكن الأعراض الأكثر شيوعاً ما يلي:

  • ألم في البطن، والتشنج أو الانتفاخ الذي يزول عادة أو يُشفى جزئياً من خلال تمرير حركة الأمعاء.
  • وجود غازات زائدة عن الحد اللازم.
  • الإسهال أو الإمساك: ففي بعض الأحيان يحدث تناوب بين الإسهال والإمساك.
  • الإخراج المختلط بالمخاط.

معلومة: أعراض القولون العصبي لا تكون مستمرة طوال الوقت، فقد تحتد الأعراض في مرحلة ما وقد تتعافى بشكل جزئي وقد تتحسن تماماً في أوقات أخرى.

 

ولكن متى تكون رؤية الطبيب ضرورية؟

يجب أن تتخذ قراراً سريعاً لرؤية الطبيب إذا لاحظت الأعراض التالية والتي تشير إلى أن الأمر خطير:

  • فقدان الوزن.
  • الإسهال وخاصة في الليل.
  • نزف بالمستقيم.
  • فقر الدم بسبب نقص الحديد.
  • القيء بدون سبب واضح.
  • صعوبة في البلع.
  • الألم المستمر الذي لا يقل عند تمرير الغاز أو حركة الأمعاء.

 

كيفية تشخيص القولون العصبي:

لنكن واضحين، لا يوجد اختبار محدد لتشخيص القولون العصبي بشكل نهائي، ولكن عادة ما يتبع الطبيب مسار محدد لاكتشاف الأمر كفحص التاريخ الطبي للمريض وأيضاً خضوع المريض للفحص البدني وكذلك الاختبارات لاستبعاد الأمراض الأخرى. فإذا تلازمت أعراض متلازمة القولون العصبي مع الإسهال، فمن المرجح أن يخضع المريض لاختبار عدم تحمل الغلوتين (مرض الاضطرابات الهضمية). وبعد استبعاد جميع الأمراض الأخرى، فمن المرجح أن يستخدم الطبيب إحدى هذه المعايير من معايير التشخيص للـIBS لتمييز المرض عن أمراض الجهاز الهضمي المختلفة:

 

معيار روما:

 يتضمن هذا المعيار معاناة الشخص من وجود ألم في البطن مصاحب للشعور بعدم الراحة بمتوسط يوم على الأقل بالأسبوع خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ويكون مرتبطاً باثنين على الأقل من هذه العوامل:

  • ألم وعدم راحة أثناء الإخراج.
  • تغيّر وتيرة الإخراج.
  • تغيّر في قوام الفضلات.

معايير مانينغ:

 تُركز هذه المعايير على:

  • الشعور بالراحة إذا حدث إلإخراج.
  • الشعور بعدم إفراغ البطن حتى بعد الإخراج.
  • تغيّر في قوام الفضلات.
  • وفي العموم فإنه كلما زادت الأعراض، كلما زاد احتمال الإصابة بالقولون العصبي.

 

تحديد نوع المتلازمة:

يتم تقسيم القولون العصبي إلى ثلاثة أنواع، استنادًا إلى الأعراض التي تعاني منها وذلك لغرض العلاج. حسب معاناة الشخص من:

  • الإمساك في الغالب.
  • الإسهال في الغالب.
  • إمساك في حين وإسهال في حين آخر.

 

كيفية علاج القولون العصبي بالأعشاب وبالعلاجات الطبيعية

يتم التركيز في علاج متلازمة القولون العصبي على تخفيف الأعراض حتى تتمكن من العيش بشكل طبيعي قدر الإمكان، ويُمكن السيطرة على تلك الأعراض من خلال إدارتها عن طريق إجراء تغييرات في النظام الغذائي الخاص بك وكذلك نمط الحياة، ولهذا حاول:

تناول الأطعمة الغنية بالألياف:

تساعد الألياف على الحد من الإمساك (في حالة الإمساك المصاحب للقولون) ولكن أيضاً احذر لأنها قد تزيد من الغازات وانقباضات المعدة، لذلك يُنصح بزيادة كمية الألياف في النظام الغذائي ببطء على مدى أسابيع، ومن الأطعمة المُقترحة: الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبقوليات. وتجدر الإشارة إلى أن مكملات الألياف قد ينتج عنها غازات وانتفاخات بكمية اقل مقارنة بالأطعمة الغنية بالألياف.

شرب الكثير من السوائل:

فأنت بهذا تُساعد الفضلات بألا تكون صلبة وهذا يُسهّل من عملية إخراجها.

ممارسة الرياضة والنوم المنتظم:

تُساعد الرياضة على تخفيف الاكتئاب والإجهاد، وأيضاً تُهدئ من تقلصات الأمعاء بشكل طبيعي. ولا يستهان مطلقاً من تأثير الحصول على قسط غير كافي من النوم، على تهيج القولون العصبي.

تناول الطعام في أوقات منتظمة:

لا تتخطي وجبات الطعام، وحاول تناول الطعام في نفس الوقت تقريباً كل يوم للمساعدة في تنظيم وظيفة الأمعاء، وإذا كنت تعاني من الإسهال، فقد تجد أن تناول وجبات صغيرة ومتكررة يجعلك تشعر بتحسن، أما إذا كنت مصاباً بالإمساك، فقد يساعدك تناول كميات أكبر من الأطعمة الغنية بالألياف على نقل الطعام عبر الأمعاء.

 

أما عن العلاجات الطبيعية المقترحة:

  • النعناع: يحتوي النعناع على مضاد طبيعي للتقلصات، وهو ما يُريح العضلات الملساء في الأمعاء.
  • خمائر البروبيوتيك: البروبيوتيك هي بكتيريا “جيدة” تعيش عادة في الأمعاء وتوجد في بعض الأطعمة، مثل الزبادي، والمكملات الغذائية، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن البروبيوتيك قد يعالج بعض أعراض الـIBS، مثل ألم البطن والانتفاخ والإسهال.
  • الحد من التوتر: يمكن للاسترخاء أو التأمل أن يساعد في تخفيف التوتر، ولهذا ننصحك بأخذ دروس أو التمرن في المنزل على الاسترخاء باستخدام الكتب أو مقاطع الفيديو المتاحة على الإنترنت.

 

القولون العصبي والحمل

لن تفلت أي واحدة أثناء فترات الحمل المختلفة من اضطرابات الجهاز الهضمي سواء كان ذلك بسبب الإمساك، أو الغازات، أو الإسهال، أو الانتفاخ، أو الغثيان، أو التقيؤ ، أو المعاناة من جميع ما سبق، أو توليفة منه. ولكن قد يختلف الأمر قليلاً بالنسبة للواتي يعانين من متلازمة القولون العصبي (IBS)، فكيف يؤثر عليهم؟

من الصعب تحديد تأثير الحمل على متلازمة القولون العصبي، فالأمعاء عُرضة بشكل تام (إذا جاز التعبير) للتأثر بالحمل، فالحوامل أكثر عرضة للإمساك (تماما مثل اللاتي لديهن بعض أنواع متلازمة القولون العصبي)، وبعض الحوامل يجدن أنفسهن أنهن يعانين من ليونة الإخراج (وهو أيضاً أحد أعراض القولون العصبي)، والمُدهش أن اللاتي يعانين من IBS قد يحدث تعافي لديهم من جميع الأعراض خلال فترة الحمل، في حين أن البعض الآخر قد تستقر حالتهن أو تصبح أسوأ إلى حد ما.

وتجدر الإشارة إلى أن متلازمة القولون العصبي (IBS) تجعل الحامل أكثر عُرضة لحدوث زيادة طفيفة جداً في الولادة المبكرة، على الرغم من أن البيانات ليست واضحة تماماً بخصوص هذا الأمر.

 

إذا كنتِ حاملاً..

يجب أن تتأكدي من حصولك على رعاية جيدة قبل الولادة مع الطبيب، وأيضاً محاولة السيطرة على الوضع من خلال إتباع النصائح التالية:

  • إذا كنتِ معتادة على تناول علاجات للقولون العصبي فيجب استشارة طبيب الحمل حول هذا الأمر لأنها قد تُلحق الضرر بالجنين.
  • حاولي السيطرة على الأعراض بقدر الإمكان كما ذكرنا سابقاً من خلال تناول وجبات صغيرة بشكل متواتر، والمحافظة على نسبة السوائل بجسمك، وتجنب الإجهاد الزائد. وبالإضافة إلى الابتعاد عن الأطعمة أو المشروبات التي تجعل الأعراض تسوء.
  • تأكدي من تناول كمية ألياف أكبر بشكل تدريجي.
  • احرصي أيضاً على تناول البروبيوتيك (البكتيريا الجيدة) على هيئة الزبادي أو المشروبات التي تحتوي على الزبادي، أو على شكل مكملات غذائية (بالطبع بعد استشارة الطبيب).
  • لا تنسي أن تتحركي، فممارسة التمارين الرياضية هامة للغاية لمرضى القولون العصبي، وبالأخص للحوامل.

 

هل القولون العصبي يسبب سرطان القولون؟

مع الأسف ينتشر سرطان القولون والمستقيم دون أن يُصدر أية أعراض، وبمجرد أن تظهر أعراضه على الشخص فهنا يكون الأمر قد خرج عن السيطرة في كثير من الأحيان.

ولهذا يُنصح بالخضوع لفحص سرطان القولون كإجراء وقائي فكلما تم كشفه مبكراً وقبل تحوله من أورام حميدة لسرطانية، كان هذا أفضل وتكون نسبة الشفاء أكبر.

 

ناقوس خطر

ووفقاً للبيانات الحديثة أن عدد حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في تزايد في الفئة العُمرية الأصغر سناً، وهذا هو السبب في أن جمعية الأورام الأمريكية توصي بإجراء فحص سرطان القولون والمستقيم المنتظم للأشخاص الذين يعانون من الخطر بدءً من سن 45.

 

الأشخاص الذين يقعون ضمن دائرة الخطر هم من لديهم تاريخ عائلي ووراثي للمرض. فهم أكثر فئة ننصحهم بإجراء الفحص في سن مبكر وبشكل منتظم. ومن الأعراض التي تدق ناقوس الخطر هي:

  • تغيير في عادات الأمعاء، مثل الإسهال، أو الإمساك، أو ميل الفضلات للقوام الصلب، والذي يستمر لأكثر من بضعة أيام.
  • الشعور بعدم الراحة وتقلصات في الأمعاء.
  • النزف ألمستقيمي.
  • تحوّل لون الفضلات للداكن، أو وجود دم في الإخراج.
  • الضعف والتعب.
  • فقدان الوزن الغير مقصود، والغير مُبرر.

 

معلومات يجب أن تعرفها:

قد يرغب طبيبك عند الاستشارة في معرفة تاريخك الطبي بالكامل للتحقق من الأعراض وعوامل الخطر، بما في ذلك تاريخ عائلتك.

هناك تقريباً 1 من كل 5 أشخاص يصابون بسرطان القولون والمستقيم ممن لديهم تاريخ وراثي – خاصة من الآباء والأمهات أو الإخوة والأخوات أو الأطفال.

مع ذلك، تحدث معظم سرطانات القولون والمستقيم في الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ عائلي!!

ولكن لتطمئن أن أعراض سرطان القولون والمستقيم تتشابه كثيراً مع أمراض أخرى مثل حدوث عدوى، أو البواسير، أو متلازمة القولون العصبي، أو مرض التهاب الأمعاء.

وأخيراً فإن إصابتك بالقولون قد يزيد من مخاطر أمراض أخرى كوجود أورام حميدة والتهاب القولون التقرحي، ومرض كرون، ومتلازمات وراثية مثل داء السلائل الغدي العائلي (FAP) أو سرطان القولون الوراثي غير البوليب (HNPCC) والمعروف أيضاً باسم متلازمة لينش، وأيضاً قد يؤدي مرض السكري من النوع 2 إلى زيادة المخاطر.

 

قد تريد أيضاً قراءة: كيفية تطهير القولون والتخلص من السموم بطريقة سريعة وآمنة في المنزل

هذا الموضوع يعتبر بمثابة دليل شامل فيما يخص القولون العصبي وكيفية السيطرة على أعراضه. لذلك لا تبخل بمشاركة تلك المعلومات مع أصدقائك وأفراد عائلتك، وفي النهاية نتمنى الشفاء للجميع 🙂 .

المصادر: 1  2  3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *