عرب ميز ثقافة وترفيه
مَن أنجَب أكثر من طفل، فهو يعلم بالطبع كيف تكون الخلافات المزعجة بين الإخوة والأخوات، وهو أمر لن ينتهي باي شكل، بل في الحقيقة إنه أمر طبيعي وصحي لعلاقة الإخوة. ولكن المهم أن يكونوا قادرين على حل خلافاتهم ومشاكلهم بشكل سليم. وهذا يقع على عاتقك أنت، فأنت المسئول عن زرع القيم والسلوكيات التي ستحل خلافاتهم الداخلية اليوم، وتستمر معهم لبقية حياتهم.
ولهذا نحن هنا اليوم لنقدم بعض النصائح والتي يمكنك تطبيقها لمساعدة أطفالك على إنهاء خلافاتهم وتعليمهم أيضا حل المشكلات بأنفسهم.
1. استحضر قدوة لهم وازرع بها المبادئ التي تريدها
الأطفال في كل مرحلة عمرية عادة ما يولعون بشخصية ما ويتخذونها قدوة، فعلى سبيل المثال إذا رأيت بناتك يتقاتلن، فأسرد لهن قصة عن الشخصية الكرتونية المفضلة لديهن ولتكن سندريلا، وكيف كانت متسامحة ولطيفة مع أخواتها، وطبّق نفس الشيء مع الأولاد!
وإذا لم تجد شخصية ملائمة للمبادئ التي تريد زرعها، ابتكر أنت الشخصية والقصة التي تلاءم هدفك، وحاول بقدر الإمكان أن تزرع في تلك القصص كيفية حل النزاعات وأهمية التسامح والترابط الأسري.
2. اطرح فكرة برطمان المال أو برطمان المهام
إذا وجدت أطفالك يتنازعون فيما بينهم، فاطلب منهم دفع غرامة صغيرة (مقتطعة من مصروفهم) ثم ضعها في برطمان مخصص لهذا الغرض، لتتجه الحصيلة النهائية لأعمال الخير حتى ولو إطعام قطة.
أما إذا كان أطفالك أصغر من امتلاك أموال خاصة بهم، فيمكنك استبدال الغرامة بعمل برطمان من الأوراق الصغيرة كلاً منها مكتوب فيها مهمةٍ ما كالتنظيف أو الترتيب، ويلتقط الطفل المُعاقب ورقة ويقوم بالتنفيذ (تذكر أن تجعلها ملائمة لسن أطفالك).
ربما تساعدهم كلتا الفكرتين في إعادة التفكير مرة أخرى قبل بدء النزاع.
3. اطلب منهم كتابة رسالة
اطلب من أطفالك، بعد انتهاء الخلاف والشجار، أن يهدئوا ويبدئو في كتابة مشاعرهم، فبهذه الطريقة أنت تساعدهم في التعرف على مشاعرهم بوضوح وعدم إغفالها. كما أنهم بهذه الطريقة سوف يفرغوا مشاعرهم السلبية في الكتابة، فربما تساعدهم هذه الطريقة على إدراك أنهم يتنازعون بشأن شيء صغير لا يستحق كل هذه الجلبة، وبهذا سوف يتعلمون التعبير عن مشاعرهم بصورة صحيّة.
4. خصص لكل طفل وقتاً خاصاً به
في أغلب الأحيان تحدث الخلافات بهدف جذب انتباه الآباء ليس إلا، ولهذا ننصحك من البداية أن تخصص لكل طفل وقته الخاص على حدة. ربما يشعل هذا الأمر الغيرة في البداية، ولكنه له فوائد أخرى، فطالما أن الأطفال يحظون بنفس القدر من الاهتمام من قِبل الآباء، فلن يلجئوا للخلافات للفت الأنظار! كما أن ذلك سيعطي مساحة صحية بينهم. فقط تأكد من حصول كل طفل على قدر متساوٍ من الاهتمام.
⇐ النقطة السابقة لا تعني عدم قضاء الوقت معاً كأسرة، ولكن أن يحدث الأمرين بالتوازي.
5. درّب أطفالك على أن يقوموا بحل مشاكلهم بأنفسهم
عندما يحدث نزاع وتتدخل أنت لحل المشكلة، فأنت مطالب في هذا الموقف أن تحسم الأمر وأن تُحدد من هو الجاني ومن هو المجني عليه. وفي الأغلب لا يكون الأطفال على دراية بما هو الصواب، فكل منهما يرى نفسه بأنه على حق، وتدخلك في بعض الأحيان ربما يزيد من حدة التوتر. فقط تدخل في الأمور التي تستحق أن تمسك زمام أمورها.
وبدلاً من ذلك، درّب أطفالك على حل المشكلات بأنفسهم أو على الأقل التعبير عن احتياجاتهم لبعضهم البعض.
6. تشتيت الانتباه
إذا حدثت خلافات الإخوة تلك، فامنحهم شيئاً آخر ليفعلوه مع بعضهم البعض مثل حل الألغاز، وبمجرد أن يجدوا الحل، امنحهم لغزاً آخر أكثر صعوبة. فبهذه الطريقة ستعلمهم مساعدة بعضهم البعض والاعتماد على بعضهم للحصول على الدعم.
7. ضع بعض الحدود داخل المنزل
يجب أن يعي أطفالك أن هناك وقتاً ومكاناً مخصصاً لكل شيئ، ولا يصح الصراخ أو الشجار بصوت مرتفع في أرجاء المنزل. ولهذا خصص لهم مكان يستطيعوا أن يعبروا عن غضبهم فيه، فإذا كنت تقطن في منزل ملحق به حديقة، فالأفضل أن تدعهم يخرجوا إليها!
⇐ تجدي هذه النصيحة نفعاً وتقلل الشجار في كثير من الأحيان.
8. خطط لقضاء عطلة معاً
اقتنص أي فرصة قد توثق علاقة الترابط بين أفراد أسرتك. وإذا لم تكن متاحة، فأصنعها أنت. حيث يُمكنك التخطيط لقضاء عطلة كالتخييم في عطلة نهاية الأسبوع أو حتى الذهاب لحديقة الحيوان أو أي مكان يجتمع يه أفراد الأسرة كلهم، لتستمعوا بوقتكم معاً.
9. التعليق والتعزيز الإيجابي
لا تكون دائم النقد، فإذا رأيتهم منسجمين ويتعاملون بشكل مهذب فركز على هذه المواقف وكافئهم عليها أيضاً، فالتعزيز الإيجابي لا يقل أهمية عن التعزيز السلبي، كما أنهم سوف يبذلوا المزيد من الجهد لينالوا رضاك!
10. ساعدهم على رؤية الموضوع من زوايا مختلفة
أخبر أطفالك أن يهدءوا قليلاً وأن يُفكروا في الأمر ملياً، وعلى غرار the Goldilocks solution، قدّم لهم ثلاث اختيارات. على سبيل المثال: اسألهم كيف يصفون المشكلة والخلاف الذي حدث مع بعضهم البعض هل هو صغير أم متوسط أم كبير؟
فعندما يفكرون مرة أخرى في المشكلة، سيكتشفون أن السبب في الأساس كان بسيطاً ولا يستحق كل هذه الجلبة، وهذا سيساعدهم مستقبلاً على تحليل المشكلة والتفكير في الأمور بشكل أعمق وبالتالي توسيع مداركهم.
نقطة أخيرة مهمة: هل خلافات الإخوة والأخوات أمر طبيعي؟
يتشاجر الإخوة منذ الخليقة الأولى، وكما ذكرنا فكل مرحلة عُمرية ولها خلافاتها ومشاكلها الخاصة بها، ولكن هل هذا شيء جيد أم أنه إشارة لوجود خللٍ ما في العلاقة؟
تُخبرنا ماريان بوردن، مؤلفة كتاب The Baffled Parent’s Guide for Sibling Rivalry، أن القليل من الخلافات والشجار بين الإخوة أمر صحي، كما أنه يساعد الأطفال على المدى الطويل لأنه يعلمهم كيفية “تسوية مشاكلهم والتعاون فيما بينهم” عند الدخول في أي صراع آخر.
وفي النهاية، يجب أن يستفيد ويتعلم الأطفال دروساً من هذه المواقف، مثل:
- كيفية حل مشكلاتهم الخاصة باستخدام الحوار بدلاً من الخوض في معارك جسدية.
- وكذلك القدرة على التعبير عن أنفسهم وآرائهم بكل وضوح.
- وأن يُقدروا النعمة التي أنعم الله بها عليهم بأن لديهم إخوة سند لهم!
إذا كانت لديكِ أخت كبرى، فننصحك وبشدة بقراءة الموضوع التالي: لماذا الأخت الكبرى هي واحدة من أهم الشخصيات في حياتك؟ أكملي القراءة لتعرفي تأثيرها في حياتك!!
ماذا تفعل لمنع أطفالك من الشجار مع بعضهم البعض؟ يرجى مشاركتنا طرقك الإيجابية في التعليقات 🙂 .
المصدر: Brightside
