وفقاً للأبحاث التي أُجريت فيما يخص العنف لدى الأطفال وبخاصة التنمر اتضح أن أكثر فئة تتعرض للتنمر هم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عاماً!! فمشكلة التنمر متواجدة منذ قديم الأزل وهي ليست بحديثة ولكن الأمر تطور وأصبح أكثر عنفاً، ولهذا يجب أن نعطي للأمر المزيد من الاهتمام.
ولكن دعونا أولاً نبحث في بواطن الأمر لنعرف ما هي الأسباب الجوهرية التي دفعت هؤلاء الأطفال الأبرياء لمثل هذا التصرف. فنحن ضد أي نوع من أنواع التنمر والعنف ولذلك نحاول العثور على الأسباب الحقيقية لإنقاذ أطفالنا!
1. المشاكل الأسرية وعدم التفاهم الذي يسود أجواء المنزل
المنزل هو أساس كل شيء، وإذا كان يسوده أجواء غير صحية فهذا بالطبع سيكون له مردوده على نفسية الأطفال. فالأطفال الذين يتعرضون للإيذاء سواء الجسماني أو حتى الإيذاء النفسي هم أكثر عُرضة لإظهار العنف والعدوان وكذلك التنمر مقارنة بالآخرين!
فالطفل يلجأ إلى التنمر لأنه يمنحه شعور وإحساس بأنه صاحب الكلمة الأخيرة والمسيطر على الوضع، وهو الأمر الذي يفتقده في منزله!
2. الحصول على الشعبية بين مجتمعهم
رُوّج في العديد من الأفلام أن الأطفال ذوي الشعبية الكبيرة في مجتمعهم، سواء كان هذا المجتمع هو المدرسة أو النادي، أنهم يظهرون ميلاً أكبر لممارسة التنمر على الأطفال الآخرين، وأنهم يفعلون هذا من أجل تحسين حالتهم المزاجية فقط، ولكن طريقتهم هذه في الواقع ما هي إلا لاكتساب شعبية ووضع اجتماعي. فالحصول على شعبية ووضع اجتماعي جيد يمنحهم القوة والسيطرة أكثر من الآخرين.
حيث يكشف لنا الباحثون أن الأطفال الذين لديهم مكانة في مجتمعهم ويحتلون مكانة فيه سواء حصلوا على هذه المكانة من التميّز في المذاكرة أو التميّز في التمارين الرياضية، فهم يكونوا أقل عدائية مقارنة بهؤلاء الأطفال الذين يودون تعويض هذا النقص بهذا التصرف.
3. دليل على ضعف الشخصية واهتزازها
يخبرنا الباحثون أن الأطفال ذوي الشخصية القوية السوية والذين لا يخشون أن يفقدوا مكانتهم لا يلجئون إلى التعدي أو التنمر على الآخرين لأنهم ببساطة لا يحتاجوا لهذا الأمر، ولكن عندما يتصرف الأطفال بشكل عدائي، فهم في الحقيقة يريدون إخفاء ضعف شخصيتهم وراء هذه التصرفات العنيفة. فهم يخشون فقدان مكانتهم ولهذا يفتعلون أمور التنمر للتستر على ضعفهم!
4. الضغط من الرفاق والزملاء الآخرين
نحن مخلوقات اجتماعية بطبعنا ولهذا نحاول الانضمام إلى أية تجمعات بشكل لا إرادي. فالعزلة هي أخطر شيء على الإنسان، ولهذا قد يلجأ الطفل إلى التنمر بسبب ضغط أقرانه عليه، ويكون هذا الضغط قوياً، وبالتالي لا يشعر بأن لديه أي خيار آخر سوى اختيار طفل من خارج المجموعة يبدوا ضعيفاً ومن ثم يبدأ بالتنمر عليه لنيل إعجاب أصدقائه وأقرانه. وأيضاً قد يبدأ بالتنمر على الآخرين خشية أن يكون هو الهدف التالي!
5. رد فعل لتنمر قد تعرض له مسبقاً
عندما يتعرض الأطفال للتنمر فقد يتولد بداخلهم رغبة في ممارسة التنمر أيضاً، ولكن على أطفال من منطقة أخرى كرد فعل لا إرادي، حيث يبحث بعض الشباب الصغار والأطفال، الذين تعرضوا للتنمر، عن الانتقام! فهم غالباً ما يجدون مبررات لتصرفاتهم هذه، بالإضافة إلى الشعور بالارتياح عندما يستطيعون الاستقواء على شخصٍ ما آخر!
وغالباً من يُمارَس التنمر عليه يكون ذو شخصية ضعيفة، وبالتالي تتولد لديه رغبة في الانتقام وبالتالي ندخل في دائرة مفرغة!
6. لم يتعلموا الشعور بالتعاطف
ترى في بعض الأحيان أن الأطفال الذين يمارسون مثل هذه الأمور يشعرون بمتعة عندما يقومون بإلقاء النكات المُسيئة، أو حين يقومون بتصرفات عنيفة. هذا وإن دلّ فإنه يدلّ على أنهم يفتقرون إلى الشعور بالتعاطف، لأنهم ببساطة لا يستوعبون كم أن هذا الأمر مؤلم ومؤذي.
فأخذ ما يشعر به الآخرون في الحسبان عند الحديث أو حين القيام بأي فعل لهو أمر رائع وله تأثير على بناء علاقات أفضل عند الوصول لمرحلة النضج، ولهذا يُفضل أن يعير الآباء الانتباه لهذه النقطة عند التنشئة والتربية!
7 عدم حصول الطفل على الحب والاهتمام الكافيين
يحتاج الأطفال إلى الحب والاهتمام من الذين يكبروهم، فعندما يشعر الطفل بأنه غير مرغوب فيه أو متجاهل من قِبل الآخرين، فهو يبدأ بافتعال المشاكل واللجوء للعنف بما في ذلك ممارسة التنمر على الآخرين للاستحواذ على المزيد من الاهتمام!
ولأنهم لا يعلمون عادة ما هي الطريقة الصحيحة لجذب انتباه الوالدين، فقد يلجئون إلى العنف والتصرف بشكل غير سوي، حتى يبدأ الآباء بالاهتمام بهم، لأن مشاكل الطفل هي من جذبتهم إليه!
8. التعصب والتمييز والحكم المسبق دافع قوي للتنمر
التمييز الذي يحدث بناء على التعصب والتمييز والحكم المسبق يمكن أن يحدث في أي مكان، سواء في المدرسة أو في المقاهي أو حتى بشكل افتراضي كما يحدث على الإنترنت، وهو في الغالب يحدث نتيجة اعتقاد بأن هذه الفئة من الناس تستحق هذه المعاملة المختلفة! فكل شخص يريد أن يشعر بأنه مميز، وعندما يستشعر الأطفال بأنهم أفضل من الآخرين في شيء مثل وضعهم الاجتماعي أو أي أسباب أخرى، فهنا يبدءون في خلق سلوك معين والذي قد يشمل التنمر.
لأننا نهتم بنفسية الأطفال لأنهم هم النواة للمستقبل، فنقترح عليك قراءة الموضوع التالي: كيفية الإجابة بذكاء عن 10 أسئلة شائعة يطرحها الأطفال وتصيبنا بالإحراج
هل سبق لك وأن تعرضت للتنمر من قِبل شخصٍ آخر عندما كنت طفلاً؟ هل تعلم ما هو التصرف الصحيح الذي يجب أن يتبعه الآباء عندما يكتشفوا أن طفلهم يمارس التنمر على الآخرين؟ شاركنا تجربتك ونصائحك في التعليقات أدناه 🙂
المصدر: Brightside