إن الهدف المشترك لجميع الآباء هو ألا يرتكبوا أخطاء تربوية مع أطفالهم وأن يحصل أطفالهم على أفضل حياة ممكنة، ولكل منهم أسلوبه المختلف لتحقيق ذلك الهدف، فمنهم من يعمل طوال الوقت، حتى يتمكنّوا من شراء الألعاب الجديدة مستلزمات الرفاهية لأطفالهم، وقد يكون الآخرون صارمون تجاه أطفالهم لأنهم يريدونهم أن يكونوا منضبطون وموجّهون نحو الأهداف، وقد يعطي آخرون مساحة من الاختيار لأطفالهم، ليُعلموهم كيفية اتخاذ القرارات بأنفسهم.
فلكل عائلة طريقتها الخاصة في التربية، ولكن هناك شيء واحد مشترك بين جميع الآباء والأمهات وهو أنهم عندما يسترجعون الذكريات، غالباً ما يريدوا إصلاح أخطاء ارتكبوها ويتمنوا لو يعود الزمن للوراء مرة أخرى لعدم الوقوع فيها.
ولأننا على يقين بأن السنوات الأولى من حياة الطفل تكون الفترة السحرية التي يكون لها مذاق خاص والتي يجب الاستمتاع بها. وحتى لا تندم على ارتكاب بعض الأخطاء، ألقِ نظرة على الأشياء التي يندم عليها العديد من الآباء، لتتجنب تكرار نفس الأخطاء!
1. لم يستمتعوا بالتواصل الكافي مع أطفالهم الصغار
ينمو الطفل بشكل مطَّرد خاصة في سنواته الأولى، فسرعان ما تجده يتحوّل من رضيع إلى طفل يحبو ومن ثم يُكوّن شخصيته الخاصة ويبدأ بالاكتفاء الذاتي
ولكن في الحقيقة يحتاج الطفل إلى التواصل المستمر مع أبويه في جميع مراحله، والمُدهش أن الآباء يحتاجون إلى هذا التواصل بنفس القدر. نحن على يقين بضغوطات الحياة وعدم انتهاء المهام اليومية، وأننا نملك وقت فراغ قليل، ولا بأس إذا كانت الأم تُنجز مهامها الخاصة بينما يلعب طفلها بالألعاب، ولكن يجب الحذر، فإذا تحول هذا الأمر إلى عادة، فقد تُفوّت مراحل نمو طفلك دون أن تدري.
⇐ اعلم أنه لا توجد طريقة لإعادة الوقت الفائت، لذا حاول ألا تكون قريباً من طفلك جسدياً فقط، ولكن أيضاً قريباً ذهنياً، فقط استمتع بالوقت الذي تقضيه معه.
2. لم يضموا أطفالهم لأحضانهم في كثير من الأحيان
لقد أثبت العلماء أهمية العناق على الصحة (سواء على المستوى المعنوي أو البدني)، فبغض النظر عن الفوائد، إنه لأمر رائع أن تضم طفلك لأحضانك. وقد نغفل عن عناق أطفالنا ربما دون أن ندري، وربما عن عمد، حيث توجد بعض المعتقدات الخاطئة التي يتبناها الوالدان مثل “لا تحملي طفلك لفترة طويلة، حتى لا يعتاد على ذلك…”).
⇐ وبمرور الوقت، سوف ينمو طفلك، وهو غير معتاد على العناق، ولن يسمح لك مستقبلاً بعناقه، فاغتنم الفرصة حالياً!!
3. عدم التقاط ما يكفي من الصور ومقاطع الفيديو
بالطبع، لن يحدث أي شيء سيئ إذا لم تلتقط الصور، وبالطبع لن يؤثر ذلك على الحالة العقلية أو النفسية أو حتى صحة الطفل البدنية، ولكن هذه الصورة ستكون هامة لك لاسترجاع الذكريات واللحظات الرائعة في حياة طفلك، ومشاركة هذه المشاعر معه عندما يكبر.
لذا حاول اغتنام كل فرصة لالتقاط الصور، بالطبع نحن لا نُحرضك بألا تستمتع باللحظة ولكن لا تنسى التقاط الصور بين الحين والآخر.
⇐ لا تزال ألبومات الصور (رغم امتلاكنا جميع الأجهزة والتكنولوجيا) هي الطريقة الأفضل والأكثر موثوقية للحفاظ على الصور المهمة!!
4. لم يكترثوا لتدوين كلمات أطفالهم الأولى
هذه مجرد ذكريات جيدة، وبالطبع لن يحدث شيء إذا لم تفعل هذا الأمر، لكن الأفضل هو أن تحتفظ بهذه الذكريات الرائعة.
5. عدم قضاء الوقت الكافي للعب مع أطفالهم
نحن لا نُجزم أنه إذا لعبت ألعاب مبتكرة مع طفلك، فهذا سيؤدي في نهاية المطاف ليصبح طفلك فناناً رائعاً أو أديباً مثلاً، ولكن قضاء الوقت للعب مع أطفالك يكون له عدة إيجابيات منها:
- مشاركة طفلك العديد من الألعاب المختلفة، سيتيح لك معرفة ما هي موهبة طفلك وما الشيء المُميز فيه، لتتمكن من تطوير تلك الموهبة في الوقت المناسب.
- ممارسة بعض الألعاب سوياً كالقراءة بصوت عالٍ أو اللعب معهم بالألعاب أو الصلصال، سيُطور ذكائهم وخيالهم وأيضاً سيزيد من مفرداتهم.
- أخيراً وليس آخراً، سيقوي العلاقة بينك وبين طفلك، وهذا وحده سبب كافٍ لقضاء المزيد من الوقت مع طفلك واللعب معه.
يندم العديد من الآباء على عدم ملاحظة مواهب أطفالهم، على الرغم من أن بعض تلك المواهب، يمكن ملاحظتها في سن مبكرة جداً.
⇐ قدّم لطفلك فرصة تجربة ألعاب مختلفة ، وحاول القراءة معه أكبر قدر ممكن
6. كانوا صارمين جداً وكثيري العقاب وهذه أخطاء تربوية شائعة
لن نختلف أننا نريد جميعاً أن يصبح أطفالنا أفضل منّا، ولكن توجد أسطورة شائعة مفادها أنه كلما ارتفعت التوقعات، كلما أصبح الشخص أكثر نجاحاً. ولكن في الواقع، هذه المقولة قد تأتي بنتيجة عكسية، فقد تكون السبب في الإصابة بمشاكل سلوكية وغيرها من المشاكل، وبالطبع، من إحدى سلبيات هذه المقولة علاقة الآباء الضعيفة مع الأطفال، ففرض العقوبات بشكل مفرط وعلى أقل سبب كالحصول على درجات سيئة أمر ضار، وقد يكون له تأثير سلبي على نجاحهم في المدرسة بشكل عام.
⇐ حاول الموازنة بين الأشياء التي تستحق العقوبة وتلك التي يمكن التغافل عنها، وتذكر أنه طفل ولديه الحق للاستمتاع بوقته!
7. لم يأخذوا رأي طفلهم بعين الاعتبار
قد نُكرر دائماً عبارات مثل “أنت أصغر من أن تقرر” أو “الكبار يعرفون بشكل أفضل” دون أن ندري تأثيرها السيئ على نفسية الطفل ومدى العواقب الوخيمة في المستقبل! فالأطفال المُهملة أرائهم قد يصبحوا غير مستقرين نفسياً، ولا يستطيعوا اتخاذ القرارات،
إنه لأمر منطقي، كيف تنتظر منه أن يعرف ما هي أهدافه في المستقبل، وهو اعتمد أنه يوجد شخص آخر دائماً ما يتخذ جميع القرارات نيابة عنه؟
⇐ دع طفلك يختار ويعبر عن رأيه الخاص، ومن الأفضل مناقشة رغباته وتوضيح الأمور، بدلاً من تجاهلها
8. لم يجعل الآباء أطفالهم سعداء بما فيه الكفاية!
تترك ذكريات الطفولة الجيدة أثر فينا، وتُلازمنا طوال العُمر ولا نسمح لأحد أن يقترب منها، والأكثر من ذلك، أنه ربما قضاء بعض الإجازات الصغيرة مع العائلة قد تتحول لإنجازات أكبر في وقت لاحق، ففي العموم إذا كان الطفل ينمو في جو صحي ولديه الكثير من التجارب الجديدة، فهذا يعني أنه ينمو بنشاط.
فمن السهل على الأطفال السعداء أن يتكيفوا مع حياة الكبار وبدء علاقات جديدة، والأمر له مردود جيد على الآباء أيضاً، فقضاء وقت مع العائلة أمر رائع لا يُمكن تعويضه.
⇐ لذلك، استمتع بحياتك مع أطفالك وتأكد من أن طفلك يمتلك العديد من اللحظات السعيدة في حياته بقدر الإمكان.
9. أنهم كانوا غالباً يتبعون نصيحة شخص آخر
يميل بعض الأشخاص لإعطاء النصائح في أي وقت، حتى لو كان ذلك غير مناسب، وكثيراً ما تستمع الأمهات الشابات إليهم. فعندما ترى هؤلاء “الخبراء”، سوف يقوموا على الفور بتوجيهك ببعض النصائح مثل كيفية إطعام الطفل وما هي الأطعمة المناسبة وسيتطرقوا لمواضيع أخرى كتعليمه وملابسه وما إلى ذلك
ولكن الحقيقة، هي أنكم أنتم الآباء وبالطبع تعرفون ما هو الأفضل لأطفالكم أكثر من أي شخص آخر، وبالطبع الاستماع للنصيحة أمر جيد، ولكن هذا لا يعني أنه عليك إتباعها!
وشيء آخر، يجب ألا تدع الغرباء، ينتقدون طفلك كونه مشاغب، حاول دعمه في أي وقت وفي أي مكان، وإذا فعل أمور مشاغبة فكُن أنت الصارم والمُوجه في هذه الحالة،
⇐ يجب أن يشعر أطفالكم دائماً بأنهم قادرين على الاعتماد عليكم، عندما يحتاجون إلى الدعم.
10. لم يكونوا بجانب أطفالهم في أهم لحظات حياتهم!
بعض اللحظات والمواقف قد لا تبدو لك أنها ذات أهمية، ولكنها قد تكون كذلك بالنسبة لأطفالنا، فجميع الأشخاص وخاصة الأطفال يحتاجوا للدعم في بعض اللحظات، مثل عيد الميلاد أو حفلة بالمدرسة، حتى ولو كان لك سبب وجيه للتغيّب، ولكنه لن يفهم ذلك، بل سيشعر بغيابك فقط! وسيكون لذلك مردود على نفسية الطفل الآن، وفي المستقبل ستأسف أنت عندما تُدرك عدد الأحداث المهمة التي تغيبت عنها.
⇐ اقضي الوقت معه في الأعياد، أو اذهبوا لزيارة الجدة معاً وغيرها من الأنشطة. كل هذه الأشياء مهمة، ولا تجعل ضغوطات الحياة، تضغط أيضاً على طفلك، بل حاول أن تكون بجانبه دائماً
ربما تريد أيضاً قراءة التالي: عالِمة نفس تكشف سر قاعدة ال 3 دقائق والتي يجب على جميع الآباء اتباعها
هل أدركت أهمية تصحيح الوضع الآن وليس لاحقاً؟ أخبرنا في التعليقات أدناه 🙂 .
حقوق الصور: Brightside