8 نظريات علمية لا يصدقها عاقل كانت مقبولة عند الغرب في العصور الوُسطى

مع التقدم والتطور العلمي وظهور نظريات جديدة كل يوم، فإن معرفتنا بهذا العالم وما خارجه تزداد بسرعة فائقة، وعلى الرغم من أننا نأخذ الكثير من المعرفة العلمية كأمر بديهي الآن، إلا إنها في الحقيقة عبارة عن نتائج من التفسيرات والتجارب لعدة قرون، فلقد ظل الناس العاديون، وحتى الأطباء، والعلماء يعتمدون في نظرياتهم أكثر على المعتقدات بدلاً من البرهان العلمي!

سنعرض لكم اليوم 8 نظريات لا يُصدقها العقل، اعتاد العلماء قديماً على تصديقها، فبالرغم من أن هذه النظريات تجعلك تضحك اليوم، ولكنها كانت في وقت ما جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس! فلنتعرف عليهم سوياً:

 

1. كان الاعتقاد الشائع قديماً، بأن السبب الرئيسي وراء الأوبئة هو ما أطلقوا عليه نظرية ميازما، والغريب أن هذه النظرية حظيت على قبول من قِبل الأطباء والعلماء لفترة كبيرة، ولكن ما هي مفاداة هذه النظرية؟!


انطوت نظرية ميازما (وتُسمى أيضاً نظرية ميازمية) على أن السبب الرئيسي وراء انتشار الأوبئة والأمراض مثل الكلاميديا ​​أو الكوليرا أو الطا عون الأسود، يرجع إلى الهواء السام المتصاعد من الأرض، والمنبثق من المواد العضوية المتحللة كالموجودة في المستنقعات الراكدة والمقابر.

ومنذ العصور القديمة، اُعتبرت هذه النظرية إحدى النظريات الأكثر قبولاً على نطاق واسع، وكانت شائعة في أوروبا والصين وجنوب شرق آسيا تحديداً.

ولم يكتفي بعض الأكاديميين عند هذا الحد بل في أوائل القرن التاسع عشر، أضافوا تعديل هام لهذه النظرية وأن هواء ميازما قد يكون السبب في أمراض أخرى، على سبيل المثال يمكن للمرء أن يصبح أكثر وزناً عن طريق استنشاق رائحة الطعام!!

وخلال خمسينيات القرن التاسع عشر، تم تحدي هذه النظرية من قِبل مجموعة من الأطباء منهم:

  • جون سنو ⇐ طبيب إنجليزي، وهو رائد في التخدير وفي اعتماد النظافة الطبية.
  • فيليبو باتشيني ⇐ طبيب وعالم تشريح إيطالي، تُنسب له العديد من الإنجازات والاكتشافات الهامة.

ولقد قاموا هؤلاء الأطباء بتمهيد الطريق للطبيب روبرت كوخ (وهو طبيب وعالم بكتريا ألماني رائد) والذي ثبت بعد عام 1876 أن العصوية الجمرية هي العامل المسبب للجمرة الخبيثة (مرض شائع يصيب الماشية وأحيانا البشر)، ومن بعدها بدأت نظرية جرثومية المرض (وهي نظرية تفترض أن الميكروبات هي سبب العديد من الأمراض) في إثبات نفسها.

 

2. قبل اعتماد وقبول نظرية الصفائح التكتونية، اعتقد العلماء بأنه يوجد “جسور كبيرة” عابرة للقارات، تمتد عبر آلاف الأميال في أعماق المحيط


كان هناك اعتقاد سائد قديماً، بأن القارات قد ارتبطت ببعضها البعض عبر جسور برية، وتلك الجسور مغمورة الآن تحت الماء.

وتم تشكيل نظرية الجسور الأرضية عندما لاحظ الجيولوجيون أن بعض الحفريات والسمات الجيولوجية لقارة واحدة تتطابق مع تلك الموجودة في قارة أخرى على الرغم من أن كليهما منفصلان عن المحيطات!

ولتفسير أوجه التشابه هذه، طرح العلم الأرثوذكسي في ذلك الوقت النظرية القائلة بأن جسور الأرض -المختفية الآن- هي التي ربطت هذه القارات النائية معاً.

وجاءت الأبحاث الجيلوجية لتدحض هذه النظرية، حيث اتفق علماء الجيولوجيا والعلماء في جميع أنحاء العالم على حقيقة أن سطح الأرض ليس كتلة صلبة واحدة، وأن القشرة الأرضية مُثبتة على ما يُسمى بالصفائح التكتونية، وهي عبارة عن ألواح صخرية طافية، تمتاز بحركتها الدائمة بالرغم من حجمها الكبير، وتكون حركتها إما تقاربية أو تباعدية أو متحولة.

 

3. قبل 1860، لم يكن من الشائع أن يقوم الأطباء بتعقيم أيديهم قبل وبعد الذهاب إلى المرضى، والمثير للدهشة أن الطبيب الذي اقترح هذا الأمر على الأطباء، قوبل بسخرية عارمة وعانى إثرها من انهيار عصبي.


في عام 1865، اُضطر طبيب مجري، يُدعى إيجنز فيليب سيملفيس للمكوث في مصحة إثر معاناته من انهيار عصبي، وكان السبب: أنه اقترح على الأطباء غسل أيديهم بعد فحص المريض!!

ففي ذلك الوقت، لم تكن نظرية الجراثيم مقبولة على نطاق واسع. وبالتالي، فلم يغسل الأطباء أيديهم بعد إجراء التشر يح مثلاً أو حتى بعد فحص المريض، كما أنه لم يتم غسل بياضات السرير والمعاطف المختبرية!

فقط كان يتم تنظيف الأدوات عندما يتم وضعها للتخزين. وأيضاً، في تلك الأوقات، كان من الشائع أن يدي النبلاء دائماً نظيفة، وبما أن الأطباء كانوا من النبلاء، فلهذا امتنعوا عن غسل أيديهم!

لذا، عندما اقترح سيملفيس أن الأطباء يجب أن يغسلوا أيديهم، تعرّض للسخرية، وللأسف لم يتمكن سيملفيس حينها من تقديم تفسيرات علمية مقبولة للنتائج التي حصل عليها،

ولقد اكتسبت ممارسات سيمفليس قبولاً واسعًا بعد وفاته بسنين قليلة، وذلك بعد ظهور نظرية الجراثيم، وبحلول عام 1875، كان يتم استخدام تنقية تعقيم الأيدي والأدوات على نطاق واسع.

 

4. كان الزئبق يعتبر في وقت من الأوقات مادة آمنة، واعتاد أن يتم استخدامه كمطهر، ومليّن، وأيضاً كعلاج لمرض الزهري، بل وحبوب للخلود والأبدية!


بعد تقدم العلم وإجراء العديد من الأبحاث، أصبحنا نُدرك جيدًا أن الزئبق مادة سامة للغاية وتعتبر مادة ملوثة وضارة.

ولكن في أوقات سابقة، اعتاد الأشخاص وكذلك العلماء والأطباء استخدام هذه “الفضة السائلة” على نطاق واسع، حيث كانوا يعتقدون بأنها مادة خارقة قادرة على القضاء على معظم الأمراض.

ومن المفارقات أنه في عام 210 قبل الميلاد، وبالتحديد أثناء حُكم الإمبراطور الصيني، تشين شي هوانغ دي، كان الإمبراطور آنذاك مهووس بالبحث عن إكسير الحياة الأسطوري والذي من المفترض أن يسمح له بالعيش إلى الأبد، ونتيجة لهوسه سقط مع الكثير من الذين عرضوا عليه الإكسير المزعوم، حيث أُعطيت له جرعة من حبوب الزئبق، والتي أودت بحياته في النهاية.

وبحلول القرن السادس عشر، تم استخدام الزئبق على نطاق واسع في الطب، فخلال القرون الأربعة التالية، كانت المركبات الزئبقية عنصراً أساسياً في الأدوية في كل من الصيدلة الآسيوية والأوروبية. ونتيجة لذلك، مات عدد أكبر من الناس بسبب التسمم بالزئبق، مقارنة بالأمراض التي يعانون منها بالفعل.

وحتى التسعينات، كان الزئبق يستخدم كمبيد للنطاف، ولا يزال يستخدم في حشوة الأسنان الرمادية وبعض مستحضرات التجميل، ومحاليل الملح، وكذلك قطرات العين.

 

5. قبل اختراع السكك الحديدية، كان يوجد اعتقاد بأن أي شخص إذا سافر بسرعة أكبر من 30 ميل في الساعة، فإنه سيتعرض للاختناق!

نظريات

هل يمكنك تخيّل عالم بدون قطارات؟ على الأغلب لا، فالقطارات تعتبر واحدة من أرخص وسائل النقل البري المستخدمة على نطاق واسع.

ولكن هل تتوقع ما كان سائد، قبل اختراع السكك الحديدية؟ فلقد تبنى الأشخاص أفكار سلبية وفي نفس الوقت مُضحكة للغاية عن أي شيء يتحرك بسرعة أكبر من 30 ميلاً في الساعة، ومن هذه الأفكار:

  • أن رحلة القطار يكون لها تأثير ضار على الدماغ.
  • قد تُدفع الحركة الاهتزازية للقطار أي شخص للجنون.
  • كما أن الضوضاء الناتجة عن احتكاك القطار بالقضبان، قد يُدمر الأعصاب.

وأتت أحداث أكدت نظرية السرعة تلك، فخلال ستينات أو سبعينات القرن التاسع عشر، تم الإبلاغ عن العديد من حالات “مجانين السكك الحديدية”، حيث تناولت وسائل الإعلام هذا الموضوع، وأصبح السلوك الغريب لبعض المسافرين في القطارات محط أنظار الأخبار ووسائل الإعلام آنذاك!

فحتى الأطباء وعلماء النفس لم يُفوّتوا فرصة كتلك، بل إنهم كتبوا في هذا الأمر كذلك، واحتوت المجلات الطبية على مقالات تحوي معلومات حول كيفية اكتشاف مجانين السكك الحديدية!!

في نهاية المطاف، انتهت موضة مجانين السكك الحديدية، وتلاشت المشكلة بشكل غير مفهوم كما ظهرت.

 

6. قبل اكتشاف الأكسجين ودوره في عملية الاحتراق، ادعى العلماء وجود مادة تُسمى “الفلوجستون- phlogiston”، ويتم إطلاقها عن طريق حرق الوقود أو إشعال النار بشكل عام!

نظريات

منذ أكثر من 100 عام، عندما لم يتم اكتشاف الأكسجين بعد، كان يعتقد العلماء والفلاسفة أن النار هي عبارة عن مادة مستقلة بنفسها، وأن جميع الأشياء القابلة للاشتعال احتوت على عنصر النار، والذي كان يتم إطلاقه في الغلاف الجوي أثناء الاحتراق.

وأول من صرّح بنظرية الفلوجستون وأطلق عليها هذا الاسم هو يوهان يواكيم بيشر (باحث وطبيب وخيميائي و عالم اقتصاد ألماني) وذلك في 1667، وتم استخدام هذه النظرية لفهم العمليات المختلفة مثل الاحتراق والصدأ.

حتى سبعينيات القرن التاسع عشر، كانت نظرية الفلوجستون هي النظرية الأكثر قبولًا على نطاق واسع، حتى عام 1774، حين اكتشف جوزيف بريستلي الأكسجين، وأطلق عليه حينها اسم الهواء الخالي من الفلوجستون – Dephlogisticated Air!

 

7. حتى وقت قريب، كان يوجد اعتقاداً علمياً شائعاً بأن كل جزء من اللسان يتفاعل مع أذواق مختلفة من الطعام! هل هذا غير صحيح؟!!

نظريات

لدى البعض معلومات خاطئة حول خارطة اللسان – خارطة التذوق، ولن أخفي عنكم فأنا شخصياً واحدة من هؤلاء، فلقد اندهشت كثيراً حين علمت أنه لا يوجد ما يُسمى بخارطة اللسان وأنه مجرد معتقد خاطئ مفاده أن أجزاء مختلفة من اللسان هي المسئولة بشكل حصري عن الأطعُم الأساسية المختلفة:

  • الأطعُم الحامضية.
  • الأطعُم المريرة.
  • الأطعُم المالحة.
  • الأطعُم الحلوة.

وللأسف أن هذا الرسم البياني والتخطيط للسان، مازال يُدرّس في بعض المدارس، وهذه الأسطورة نشأت حين تم نشر ورقة مكتوبة من قِبل عالم النفس الألماني (D.P Hanig) عام 1901، والذي قال أنه توجد أجزاء مختلفة من اللسان لديها مستويات مختلفة لإدراك لبعض الأطعُم، بالرغم من أن هذه الاختلافات تكون دقيقة للغاية، والمخطط الذي رسمه كان التفسير الفني لقياساته،

ولكن تم تفسير الرسم البياني بشكل خاطئ وتم قبوله فيما بعد من قِبل العالم كخريطة للتذوق!

 

8. حتى منتصف القرن التاسع عشر،  كان يوجد اعتقاد بأنه إذا وُضعت الملابس الداخلية المتسخة في دلو مع حبوب القمح، فهذا من شأنه أن يولد الفئران!! وأطلقوا على هذه النظرية، نظرية “التوليد التلقائي”


منذ عدة قرون مضت، كان يوجد اعتقاد شائع بأن الأجسام الغير حية قد تؤدي إلى ظهور كائنات حية وذلك عن طريق “التوليد التلقائي”!

وهذه النظرية ثَبُتت من خلال الملاحظات اليومية للناس والعلماء، ومنها:

  • لاحظ المزارعون أن الحظيرة الفارغة قد تكون ممتلئة بالفئران والجرذان عندما يتم تخزين الحبوب فيها. لذا، اعتقدوا أن الجرذان والفئران أتت من الحبوب.
  • وبالمثل حين تظهر الديدان والذباب من العدم عند وجود اللحوم الفاسدة.
  • وأيضاً ظهور الضفادع والخنافس والديدان وما إلى ذلك، من الوحل.

وقفت نظرية التوليد التلقائي على أرض صلبة حتى القرن الثامن عشر، وبدأت بالتلاشي حين قام العديد من العلماء بإجراء التجارب حول الكائنات الحية الدقيقة والتي لا يمكن إنتاجها بواسطة الأشياء غير الحية.

وجاء عالم الكيمياء الفرنسي لويس باستور (أحد أهم مؤسسي علم الأحياء الدقيقة في الطب) ليُدحض نظرية التوليد التلقائي، ليكتشف الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا يمكنها أن تتكاثر ذاتياً.

 

هل تود مشاهدة ما توّصل إليه الأطباء في العصور الوسطى من إنجازات؟ فقط نقترح عليك قراءة: +10 أفعال غريبة قام بها أطباء العصور الوسطى سوف تجعلك ممتناً أنك تعيش في الحاضر

فلتشارك هذه المعلومات الرائعة مع أصدقائك، وأخبرنا هل لديك معلومات غريبة كذلك؟ سننتظرك تعليقاتك أدناه 🙂 .