تربية الأطفال ليست بأمر سلس بل إنه يحتاج مجهود وترويض للآباء قبل الأطفال حتى يستطيعوا بناء شخصية سوية لأطفالهم. وطبيعي أن يتخلل تربية الأطفال الكثير من التحديات مثل لحظات انفعال الطفل والذي يبدأ أن يتكلم بوقاحة وأن يسيئ التصرف. وهنا يجب أن يدير الوالدين مثل تلك المواقف بشكل صحيح من أجل بناء علاقات صحيّة مع أطفالهم.
ولأننا نعي تماماً مدى أهمية الحفاظ على الاحترام في الأسرة، لهذا نوّد أن نسلط الضوء على هذه الخطوات السبع لكيفية التصرف عندما يتكلم طفلك بوقاحة وذلك وفقاً لتوصيات الخبراء!
الخطوة الأولى: تجنب الانفعال
من الصعب الحفاظ على هدوئنا عندما نجد من أطفالنا قلة احترام في السلوك. ولكن من الضروري للغاية تعلّم كيفية التحكم في انفعالاتنا ومراقبة لغتنا التي نتحدث بها، حيث يجب أن نكون مثالاً لهم لكيفية إظهار الاحترام، خاصة في تلك المواقف.
ويجب أن تُدرك أن الصراخ والتوبيخ والتلفظ بكلمات سيئة لن يكون مُجدي على الإطلاق، ولكن في الوقت نفسه لا تسمح بأن يتمادى الطفل في التحدث بهذا الشكل، ويجب أن تُخبره بما هو السلوك المتوقع منه، وأن رد الفعل هذا غير مقبول بالمرة، وامنحه فرصة لتصحيح سلوكه، ولا تستخدم جمل مثل: لا تقل ذلك! بل حاول أن تنحني عند مستوى عيني طفلك عندما تتحدث معه.
الخطوة 2: حاول فهم المشكلة الحقيقية للموقف
نحن لا نُبرر تكلم الطفل بوقاحة تحت أي ظرفٍ كان، ولكن لا تنسَ أبداً أنه مازال في طور التعلم، وهذا يشمل تعلم كيفية التحكم في سلوكه. ومن المتوقع أنه في بعض الأحيان لا يعي كيفية التعامل مع المشاكل. لذلك، من الطبيعي أن ينفذ صبره سريعاً، ودورك في هذه الخطوة يتمثل في وضع حد على الفور عندما يتعلق الأمر بنبرة صوته، مع محاولة لفهم المشكلة الكامنة التي أدت لهذا الغضب، ففي كثير من الأحيان عندما يتصرف الطفل بسلوك عدواني فإنه يعبر عن غضب أو إحباط أو أذى أو خوف.
ولتجنب هذه المشكلة من الأساس حاول منح كل طفل من أطفالك 15 دقيقة على الأقل كلٍ على حدة، ومنحهم اهتمامك الإيجابي المركّز، لمحاولة فهم احتياجاتهم وآمالهم وأحلامهم. على سبيل المثال ربما يكون طفلك مهتمًا بدراسة الكون وأنت لم تأخذه مطلقًا إلى القبة السماوية أو لم تشتر له كتاباً خاصةً بالفلك!
الخطوة 3: أخبره بأنك تعلم أنه مستاء
يقترح علماء النفس أن تكون في جهة طفلك وليس في الجهة المعادية له، أظهر له أنك تريد فهم أبعاد الموقف وتريد سماع المزيد، ولكن لا يمكنك الاستماع وأنت تشعر بهذا الغضب في نبرة صوته، واقترح أنك تود مناقشة المشكلة بمجرد أن يهدأ، إذا كان طفلك لا يزال يصرخ في وجهك.
الخطوة 4: أظهر العواقب، وإذا استمر الأمر نفذها دون تردد
لا ينبغي تجاهل كل كلمة سيئة أو نبرة صوت غير لائقة. وبالطبع لن يحدث هذا بين ليلة وضحاها بل يحتاج إلى التذكير لفترة حتى يعتادوا على السلوك الجيد. ولكن ضع في اعتبارك أن طفلك يجب أن يتوقع عقاب مقابل سلوكه غير الجيد هذا. لذلك كن محدداً دائماً وأظهر أنك لست على ما يرام مع عدم الاحترام هذا.
ويُمكنك أيضاً إخباره بأنه يوجد عقاب، إما عن طريق تكليفه بأعمال روتينية إضافية أو استقطاع بعض الوقت من وقت مشاهدته للتلفاز أو الكمبيوتر: “إذا واصلت التحدث معي بهذه الطريقة، فلا يمكنك الذهاب للعب.” وفي هذه الحالة، سيأخذون الأمر على محمل الجد. ونفذ العقاب إذا لم يتوقف الطفل عن التحدث بوقاحة
الخطوة 5: دع طفلك يعبر عن رأيه
فكما ذكرنا أن هذا السلوك قد ينبع من مشكلةٍ ما. وبعد أن تُظهر له أنك تتفهم أنه مستاء الآن، استمع له ودعه يُعبر عن رأيه فهذا أمر جيد. ولكن يجب التحدث بطريقة ودية ومحترمة. فسلوكك هذا يدعهم يعلموا أن لديهم مساحة آمنة لإبداء رأيهم، وبالطبع حاول ألا تُقاطعهم عندما يحاولون شرح ما يفكرون به. فقط استمع وانتبه إلى نوع المشكلة التي يواجهونها. ومن الضروري أيضاً إظهار التعاطف والتفهم، حتى يعتبرك طفلك في صفّه وليس في الصف المعادي.
الخطوة 6: حاول أن تُلاحظ متى يتكلم طفلك بوقاحة عادة
حاول أن تُركز في الأوقات التي يتجه فيها طفلك لهذا السلوك. مثلاً هل هي مرتبطة بأشياء معينة؟ فإذا استطعت تحديد هذه الأوقات فأنت قريب للغاية لحل صُلب الموضوع، وهذا أمر جيد. وإذا لم يكن الأمر كذلك، ففكر مليًا عندما تحدث هذه الأشياء عادةً، فربما يكون هذا السلوك مرتبط على سبيل المثال بعد عودة طفلك من المدرسة كل يوم، ويكون في مزاج سيء! فبهذه الطريقة ستكون اكتشفت مفتاح حل مشكلة كبيرة وتجنب عواقب أسوأ في المستقبل.
الخطوة 7: الثناء والمدح على السلوك الجيد
يحب الجميع الشعور بالتقدير والإطراء ولاسيما الأطفال. فإذا وجدت أن طفلك بدأ بالعدول عن السلوك السيء فأظهر له الامتنان، إما عن طريق عناق أو الثناء عليه أو حتى شكره. لكن في الوقت نفسه، تأكد ألا تزيد من التدليل والذي يصل إلى أن أي شيء يريده يحصل عليه.
وبالحديث عن سلوكيات الأطفال ومشاكلهم الكامنة التي قد تدفعهم لسلوك عدواني، نقترح عليك قراءة هذا الموضوع الشائع: بالأسباب: لا تعتمد على طفلك الأكبر في رعاية طفلك الأصغر حتى لا تدمر شخصيتيهما
أخبرنا كيف تتعامل مع طفلك عندما يسيء التصرف؟ هل تصرخ عليه أم تكتفي بالعقاب دون نقاش، أم تتحدث معه؟ أخبرنا في التعليقات هل ستحاول تجربة هذه النصائح مع أطفالك؟! 🙂
عرب ميز