بالأسباب: لا تعتمد على طفلك الأكبر في رعاية طفلك الأصغر حتى لا تدمر شخصيتيهما

وجود أكثر من طفل في الأسرة يزيد بالطبع من المهام التي تقع على عاتق الوالدين وبخاصة الأم، مما يدفع الأم بشكل غير واعي لطلب المساعدة من الأطفال الأكبر سناً. ولا توجد مشكلة في ذلك، طالما كانت هذه المهام بسيطة وفي استطاعتهم، ولكن إذا تخطت هذه المهام قدرتهم أو مثلت ضغطاً عليهم، فهنا يجب إعادة النظر في الأمر لأنه اتضح أنه ليس من الجيد دائماً جعل الأطفال الأكبر سناً يُقدمون الرعاية لأشقائهم الأصغر سناً، لأن هذا قد يؤدي إلى بعض النتائج السلبية. وبناءً على هذا أردنا اليوم مناقشة هذا الموضوع معكم باستفاضة، لعدم المساس بنفسية الأطفال الأكبر سناً بل ولبناء شخصية سوية سليمة.

 

تحميل الأطفال الأكبر سناً مسؤوليات غير مناسبة

ترك الطفل الأصغر في رعاية الطفل الأكبر

لا ضرر في جعل الطفل الأكبر يشعر بالمسؤولية، وأنه قادر على إنجاز المهام، ولكن هناك فرق كبير بين جعل ابنك الأكبر يراقب الطفل الأصغر أثناء طهي العشاء على سبيل المثال وبين جعله يعتني بإخوته لساعات دون إشرافك.

عندما تكون المهمة التي تقع على كاهل الطفل أكبر من استطاعته، فهي بذلك تتحول من مسؤولية إلى عبء غير مرغوب فيه، فهناك خيط رفيع بين إعطاء الطفل مسؤولية في حدود كونه أخ أكبر، وبين جعله يتصرف كما لو كان هو الوالد.

ولا تنس أيضاً أنه بِغض النظر عن مدى نضج سلوك أطفالك، فهم لا يزالون أطفالاً، وهذا يعني وجود احتمالية عدم تصرفهم بشكل سليم عندما يتطلب الموقف هذا، وبهذا أنت تضع الأطفال الأكبر سناً وكذلك البقية في خطر، بالإضافة إلى أنه إذا وقع حادث لا قدَّر الله، فسيظل الشعور بالذنب ثقيلاً عليهم دائماً.

 

هذه ليست مهنتهم

يُمكنك الاستعانة بأطفالك الأكبر سناً عوضاَ عن المربية إذا كنت لا تستطع تحمل تكاليف مقدمي الرعاية المحترفين، ولكن في هذه الحالة، لا ينبغي أن تتوقع منهم نفس المستوى من التفاني والاحترافية.

فهم غير مُدّربون على تغيير الحفاضات، ولا على كيفية إطعام الأطفال بشكل صحيح أو كيفية التعامل مع نوبة غضب طفل صغير. وفي جميع الأحوال يجب أن تتأكد من اختيار المهام التي يقوم بها طفلك الأكبر وفقاً لعمره، والأفضل أن تتحمل أنت المهام التي تحتاج لمسؤولية كبيرة واترك لهم مهام مناسبة كالقراءة لأشقائهم قبل النوم، أو اللعب معهم لبضع ساعات، أو القيام بأشياء بسيطة مماثلة.

 

إنهم يضحون بطفولتهم!

ترك الطفل الأصغر في رعاية الأطفال الأكبر

تذكر أن الوقت الذي تطلبه من طفلك الكبير لرعاية أخيه أو أخته، هو في الحقيقة وقت مستنزف من طفولته ومرحه! فهو كشخص كبير لديه مهامه الخاصة مثل تنظيف غرفته أو أداء واجباته المدرسية، وبعد الانتهاء يفعل ما يحلو له في حدود المسموح كالخروج واللعب مع الأصدقاء، او مشاهدة التلفاز أو القيام بأي شيء يُفضله.

ولكن حين تطلب منه رعاية الصغير بشكل مبالغ فيه، فأنت بذلك تدفعه للتخلي عن أنشطته المعتادة لمجرد احتياجك لبعض المساعدة. وبالتالي ضع في اعتبارك أنه من المهم لأطفالك الحفاظ على طفولتهم والاستمتاع بها بدلاً من تغيير الحفاضات، أو المساعدة في تدريب استخدام المرحاض، أو فحص الواجبات المنزلية، وما إلى ذلك.

 

قد تتوتر العلاقة بين الأخوة

إجبار الأطفال الأكبر سناً على مراقبة أشقائهم بشكل منتظم، قد يُولد لديهم شعور بالاستياء واللوم، وأن هؤلاء الصغار هم السبب في عدم حصولهم على اللعب والمرح كما يريدون. وقد ينعكس استيائهم هذا على سلوكهم تجاه اشقائهم، ليتكون لديهم مشاعر سلبية تجاه الصغار.

ليس هذا السبب فقط، بل إنه عندما تعطي الطفل الأكبر هذه المسؤولية، فهم يمنحون أنفسهم بعض الصلاحيات كما لو كانوا هم الوالدين، وهذا لا يتقبله عادة الصغار. وهذه النقطة بالتحديد تكون الشرارة لنشوب الخلافات فيما بينهم.

 

هذه ليست وظيفتهم

ترك الطفل الأصغر في رعاية الأطفال الأكبر

عادة إذا طلبنا المساعدة من محترفين، فإننا نقاضيهم مقابل وقتهم ورعايتهم، ولكن الأمر لا يحدث مع الأطفال الأكبر سناً وهذا ما يدفعهم للتفكير، فلماذا الآخرين يتقاضون المقابل في عمل نفس الأنشطة التي أقوم بها، وأنا لا؟!!

نحن لا نرجح تقديم مقابل لكل خدمة يقوموا بها، فإذا كانوا يساعدونك من الحين للآخر، فلا داعي للتحدث عن المال، أما لو كانت رعاية أشقائهم مهمة ثابتة لهم وتستنفذ جزءاً كبيراً من حياتهم، فمن الأفضل تحديد نوع من التعويض.

التعويض لا يقتصر فقط عن المال، بل يُمكنك السماح لهم باستخدام بعض متعلقاتك، إذا كانوا كِباراً بما يكفي، أو منحهم بعض الامتيازات الإضافية، فقط تأكد من أن عملهم محل تقدير.

 

ربما توّد أيضاً قراءة: 8 علامات تشير إلى وجود مشاكل نفسية عميقة لدى الأطفال والتي تحتاج إلى التدخل الفوري

 

أخبرنا هل كنت من الأطفال الأكبر سناً وكانت رعاية أشقائك تقع على عاتقك؟ صِف لنا كيف كان شعورك، أم أن لديك أكثر من طفل وتطلب المساعدة من طفلك الأكبر دوماً؟ 🙂

المصدر: Brightside