8 علامات تشير إلى وجود مشاكل نفسية عميقة لدى الأطفال والتي تحتاج إلى التدخل الفوري

نستثمر في أطفالنا كل ما لدينا، أملاً في أن يصبحوا أفضل الأشخاص في المستقبل، ولكن للأسف ينشغل الكثير منّا عن الحالة النفسية لهؤلاء الصغار بسبب ضغوطات الحياة المستمرة، ولكن في الأغلب يعبر هؤلاء الأطفال عن مشاكلهم الدفينة من خلال سلوكيات قد نجدها مزعجة في كثير من الأحيان، ونتعامل معها بشكل سلبي، بدلاً من فهم السبب الجوهري وراء هذه السلوكيات. ولأن النمو النفسي والعاطفي للأطفال لا يقل أهمية من النمو البدني، لهذا أردنا اليوم تقديم 8 علامات قد تكون بمثابة ناقوس خطر لضرورة التدخل ومساعدة طفلك حتى ولو تطلب الأمر تدخل المتخصصين.

 

1. رد الفعل المبالغ فيه

يلجأ الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات للتعبير عن أي انزعاج داخلي يعانون منه عن طريق إتباع السلوك التخريبي ورد الفعل المبالغ فيه. وقد يكون هذا الانزعاج أو القلق هو استجابة نفسية يقوم بها عقل الطفل نتيجة لعدم ارتياحه، مما يدفعه لفقد السيطرة على العديد من المواقف ومن ثم فعل سلوكيات مزعجة.

يُفضل التحدث إليهم لفهم ردود أفعالهم وإدراك البيئة المحيطة بهم، وأن المخاوف التي في عقلهم ربما ليس لها أي أساس من الصحة.

 

2. الغضب والصراخ على أقل الأسباب

المشاكل النفسية لدى الأطفال

دعونا نتفق أن الأطفال دائمو الصراخ والغضب، وجميع الآباء يعلمون ذلك. وبالطبع يعانون من الأنين والركل إذا لم ينفذوا طلبات أطفالهم.

ولكننا نتحدث في هذه النقطة عن الغضب كسلوك متبع وبشكل مفرط! وفي هذه الحالة يجب ملاحظة الطفل، لأنها قد تكون علامة من علامات اضطراب القلق الذي يصيب الأطفال أو حتى الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ADHD.

قد يتوجب عليك في بعض الحالات المتطورة الذهاب إلى الطبيب المختص، لتحديد أصول المشكلة التي تجعل طفلك دائم الصراخ والغضب هكذا، وبالتالي تقديم حلولاً مخصصة له.

 

3. الحزن المستمر والعصبية

قد تجتاح مشاعر الحزن الأطفال في عُمر مبكر، وغالباً ما يشعرون بالحزن ويلجئون للتصرف بعصبية في الأمور، وهذه علامات يجب ملاحظتها للتعرف على سبب المشكلة. ويُمكنك أيضاً أن توجه إليهم السؤال مباشرة عن سبب حزنهم الشديد.

والأطفال الذين لا يجدون جو أسري هادئ وساكن يكونوا أكثر عُرضة للشعور بمثل هذه المشاعر، وهنا يجب التدخل من قِبل أحد المتخصصين.

وعلاج الأمر منذ البداية وفي مراحله الأولى يكون له نتائج فعالة، لأن هؤلاء الأطفال بمجرد أن يشعروا بأن آبائهم يكنون لهم كمّ كبير من الحب، وأنهم محاطون بالأمان، سرعان ما يبدئون بالهدوء والتخلص من مشاعرهم السلبية تلك التي تدور في عقولهم.

 

4. انخفاض مفاجئ وغير مُفسر في التحصيل الدراسي

المشاكل النفسية لدى الأطفال

نحن هنا نتحدث عن فئة عُمرية أكبر قليلاً والتي يُمكن اكتشاف ضغوطاتهم النفسية من خلال متابعة التحصيل والعلامات المدرسية. فالانخفاض المفاجئ وغير المُبرر للعلامات الدراسية قد يكون مدعاة للقلق. ففي الأغلب يعكس التحصيل الدراسي للطفل مدى استقراره العاطفي خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال الصغار،

وعندما نجد هذه المشكلة مع طفل صغير، فتوقع أن يكون السبب مجرد قلقهم من أقرانهم أو أنهم يتعرضون للتنمر. أما عندما نجد هذه المشكلة في طفل عُمره 5 أو 6 سنوات، فقد تكون في هذه الحالة المشكلة شخصية أكثر.

والأفضل في جميع الأحوال مشاركة ومناقشة هذا الأمر مع معلّم الصف أولاً لتحديد المشكلة وإذا كانت المشكلة. معقدة فالأفضل استشارة متخصص.

 

5. الميل للعزلة وللوحدة

طبيعة الأطفال أنهم يريدون الاختلاط والتحدث وطرح التساؤلات دوماً، وخصوصاً عندما يصلون إلى المرحلة الابتدائية، فهم لا يكفّوا عن الحديث. وبالطبع هذا لا يمنع حاجتهم في بعض الأوقات للحصول على بعض الخصوصية والجلوس في صمت، ولكن كما ذكرنا فالصمت هو الاستثناء.

ولذلك إذا لاحظت أن طفلك يُفضّل الجلوس وحيداً صامتاً طوال الوقت، فقد يكون للأمر أبعاد أخرى. ولهذا يجب سؤال المعلم عن سلوك الطفل خلال يومه الدراسي مع ملاحظة يومه في المنزل. فهذه التفاصيل الصغيرة ربما تكون دليل على وجود قلق اجتماعي يعاني منه طفلك.

دعونا نوضح أنه يوجد بعض الأطفال ذوي طبيعة تميل للتحدث بشكل أقل أو يفضلون اللعب بمفردهم، ولكن إذا لم يكن هذا سلوك طفلك وطرأ عليه هذا التغيّر، فهنا يجب التدخل.

 

6. عدم القدرة على التركيز

نفسية الأطفال

يُعد تشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز من السمات المشتركة للعديد من الأطفال، نتيجة أحلام اليقظة وتفكيرهم الدائم في أكثر من شيء، ولكن إذا كان هذا التشتت وقلة التركيز يعرقل عملية التحصيل الدراسي، أو التحدث بشكل صحيح ومفهوم، أو حتى في اكتساب أي مهارة جديدة، فهنا يجب الانتباه حيث يُمكن للمعالج تحديد سبب هذا التشتت من خلال بضع جلست فقط وتقديم المساعدة.

 

7. الهواجس

قد تكون الهواجس واختلاق الشخصيات والمواقف في خيال الطفل جزءاً طبيعياً من نموه، طالما لم تؤثر تلك الهواجس على حياته اليومية.

ولكن إذا لوحظ أن تلك الهواجس يصدقها طفلك لدرجة أنها تؤثر عليه بشكل مبالغ فيه، وبطريقة أشد من أقرانه، فهذه حالة تدعو للقلق لأن هذا العَرَض يعد واحداً من أكثر الأعراض شيوعاَ لمتلازمة الوسواس القهري، وهو نوع من الهوس الذي يؤثر على الطفل بطريقة لا تسمح له بالقيام بمهامه اليومية، ولهذا فمن الضروري الاتصال بالمعالج في أقرب وقت.

 

8. التغيرات المفاجئة في أنماط النوم

نفسية الأطفال

أخذ قسط كاف من النوم له مردوده الخاص على سلوكيات الطفل وتحصيله بشكل عام. ودورنا كآباء أن نرسخ عادات النوم الصحية للأطفال لينشئوا عليها!

فسوف تندهش حين تعلم أن النمو والتطور البدني والعاطفي يتأثر بشكل مباشر بنوعية النوم، كما أن عدم الحصول على قسط كاف من النوم في المراحل المبكرة في حياة الطفل يمكن أن يؤثر على تطور الدماغ ومن ثم الأنشطة اليومية.

وبالرجوع إلى موضوعنا، فإذا كان نمط طفلك في النوم مستقر وبدأ فجأة بالتغيّر، أي أنه أصبح يعاني من صعوبة في النوم أو الأرق أو أنه أصبح يعاني من التعب بشكل مستمر، فمن الضروري القيام بزيارة إلى الطبيب المعالج.

 

فلنجعل هذا الموضوع بمثابة ناقوس خطر لجميع الآباء وأنا على رأسكم، لإيلاء المزيد من الاهتمام للأطفال، والاهتمام بصحتهم النفسية وتخصيص المزيد من الوقت لهم.

 

ننصحك بقراءة هذا الموضوع أيضاً: 8 أسباب تدفع الأبناء للتنمر والاستقواء على الآخرين والتي يجب معالجتها على الفور

 

إذا وجدت أن هذا الموضوع مفيد، ففضلاً ساعدنا على نشره من خلال الضغط على زر النشر بالأسفل، وشاركنا رأيك في قسم التعليقات 🙂

المصدر: Brightside