احذر من أن تكون من الآباء المروحيّات الذين يحومون حول أبنائهم حتى لا تدمر حياة طفلك

قد ينشغل بعض الآباء بالأبناء وتربيتهم وأدق التفاصيل التي تحدث لهم لدرجة الهوس، ولقد أُطلق عليهم مصطلح “الآباء المروحيات”! وتعود التسمية هذه لأنهم يحومون فوق رؤوس أطفالهم كمروحيات! ولكن كشفت بعض الدراسات أن هذه الطريقة من التربية قد تبدو من الخارج أنها جيدة لأنها توفر المزيد من الحماية ومضمونها الحب والحماية، ولكن الحقيقة أن الطفل من سيتأذى وقد تصل عواقب الأمر لتُدمر حياته المستقبلية!!

أكملوا القراءة لتتعرف أكثر على نظرية “الآباء المروحيات” وما هي عواقب الأمر وكيف يُمكننا تغيير هذا السلوك للأفضل إذا اتضح أنك من نوعية هؤلاء الآباء…

 

من هم آباء المروحيات وهل أنت واحد منهم؟!

الآباء المروحيات

أُشيع استخدام مصطلح الآباء المروحيات بغرض تشبيه الآباء المفرطون في الحماية ولقد ظهر هذا التشبيه في البداية عام 1969 في الكتاب الذي حقق أكبر مبيعات بعنوان: الحال بين الآباء ووأبنائهم الشباب الصغار (Between Parent & Teenager) للكاتب دكتور حاييم جينوت، ويذكر الكتاب الأبناء الذين يعانون من : “تحليق الأم الدائم فوقهم كالمروحيات…” ويكيبديا

حيث اعتاد استخدام هذا المصطلح للإشارة للآباء الذين يسيطرون على كل جانب من جوانب حياة أطفالهم بدقة، بل ويتحكمون في كل حركة، ولا توجد طريقة للاختباء من أعينهم الساهرة. وللعلم لقد طُرحت مصطلحات أخرى لتوصيف هذه الحالة ولكن مصطلح “الآباء المروحيات” هو من حاز على الشعبية في العديد من المؤسسات.

فوفقًا للخبراء، أضحى هذا النمط من الآباء شائع للغاية في أيامنا هذه، وأحد الأسباب وراء ذلك هو أن الآباء يريدون التخلص من جميع مصادر الإحباط المحتملة في حياة أطفالهم، فهو مستعدون للتضحية من أجل حماية أطفالهم من جميع التهديدات المحتملة، وينتهي بهم الأمر إلى الحد من حرية أطفالهم في التصرف بمفردهم، واتخاذ قراراتهم الخاصة، وبالتالي عدم التعلم من أخطائهم.

 

آباء الهليوكوبتر

 

يأتي نمط الآباء المروحيات في عدة مستويات وهذا يتوقف على حجم الحماية المُقدمة

وفيما يلي بعض العلامات التي ستساعدك على معرفة ما إذا كنت واحداً منهم أم لا:

  • أن تصبح ظلاً لطفلك أينما ذهب: ترافق طفلك أينما ذهب، وفي كل مكان، سواء للمدرسة أو حتى عند خروجه لحفلات أعياد ميلاد أصدقائه، بل ويصل الأمر في بعض الحالات أنك تنوب عنه في الإجابة إذا وجه أحدهم سؤال له!
  • تتدخل في كل كبيرة وصغيرة: من الطبيعي أن يتدخل الآباء في حياة أبنائهم ولكن عندما يزيد التدخل عن اللازم ويصبح هوس بعدم السماح للطفل بحل أي مشكلة بنفسه مع تقديم بعض المساعدة، بل والتدخل لتولي زمام الأمور حتى في أصغر الأشياء، كتخاصم طفلك مع زميله في المدرسة، بدلاً من توجيه طفلك لكيفية التصرف في مثل هذه المواقف، وتقوم بالاتصال بالمعلم أو ولي أمر الطفل الآخر!
  • لم ولن تدع طفلك يفشل: إنه أمر طبيعي أن يخشى الآباء من فشل أبنائهم، ولكن بمقدار منطقي. فبعض الآباء يريدون أن ينجح أطفالهم في المدرسة لدرجة أنهم دائمي الاتصال بالمعلم بشكل مفرط لمعرفة أدق التفاصيل، ولا يكتفوا بهذا الحد، بل إنهم قد يلجئوا إلى كتابة الواجب المنزلي بأنفسهم للتأكد من أن ابنهم يحصل على أفضل العلامات، ظناً منهم أن هذا سيساعده على النجاح في دراساته!
  • توفر لهم الحماية والأمان التام: فأنت حريص ألا يكون طفلك في أي موقف يحمل ولو نسبة من الخطورة، كقيادة الدراجة الهوائية. فأنت مؤمن بأنه يجب أن يضع عجلات التدريب بدراجته، بغض النظر عن عمره، وأنك تعاني من القلق الشديد عندما يذهب طفلك في رحلة مع مدرسته!

عادة ما يعاني هؤلاء الآباء من القلق الدائم، ولا يشعرون بالاسترخاء، بسبب ما يتخيلونه من تهديدات محاطة بأطفالهم لا وجود له في الواقع.

 

والآن دعونا نفهم لماذا قد يكون للأمر عواقب وخيمة على الطفل؟!

إذا توجهت بالسؤال للآباء الذين اختاروا أن يتخذوا نهج الآباء الهليكوبتر (المروحيات) في التربية، لماذا اختاروا هذه الإستراتيجية لتربية أطفالهم؟ ستكون الإجابة على الأرجح كما ذكرنا أنه بدافع خالص من الحب والاهتمام، ويريدون ضمان توفير أفضل جودة حياة لأطفالهم وأكثرها سعادة!

ولكن مع الأسف وبالرغم من هذه النية الطيبة، إلا أن هذا النهج في تربية الأطفال، يكون له نتائج عكسية، لأن الأطفال ستكون في حالة حماية طالما كانوا في كنف آبائهم، وبمجرد أن يكبروا ويبدءوا في التعامل مع العالم الخارجي، سرعان ما يبدأ الصدام والفشل في حل مشاكلهم الخاصة وبالتالي الشعور بالإحباط، وأنهم غير قادرين على اتخاذ أي قرارات بمفردهم، مما يؤدي في وقت لاحق إلى الإحساس بعدم الثقة بالنفس وتدني احترام الذات، ومن ثم انخفاض مستوى الرضا عن الحياة، وفي بعض الحالات الإصابة بالاكتئاب!

 

كيف يُمكنك تغيير هذه الإستراتيجية في التربية من أجل تجنب العواقب السابق ذكرها؟!

الآباء الهليكوبتر

إذا اكتشفت بأنك تتبع إستراتيجية الآباء الهليكوبتر (المروحيات)، من خلال قراءتك للنقاط السابقة، فلا تيأس فهناك بعض الخطوات الفعالة التي يمكنك اتخاذها لتغيير إستراتيجيتك للأفضل:

  • إعادة النظر في يوم طفلك ومهامه، وتأكد من أن هناك ما يكفي من الوقت والمساحة لطفلك للاسترخاء والقيام بكل ما يريد، فوجود بعض الأوقات غير المخطط لها سيؤدي إلى تعزيز خيال طفلك ومساعدته على تحديد ما يريد فعله حقاً.
  • ثق بطفلك بدرجة أكبر وامنحه بعض الأعمال والمهام اليومية للقيام بها، والتي بالطبع تُناسب عمره، ليشعر بمزيد من الثقة وأنه أهل لها.
  • دع طفلك يفشل ويتعلم من أخطائه، فهذا جزء مهم من النمو والتعلم الذي سيساعد طفلك على التغلب على الفشل وخيبة الأمل في حياته عندما يكبر، وتذكر أن الأخطاء الصغيرة التي قد يرتكبها الآن، بأنها ستجعله مستعداً لتجنب مشاكل أكبر في المستقبل.
  • تعلم أن تتنحى جانباً وأن تدع ابنك يتحمل المخاطر، فالتعلم بالممارسة سيزيد من احترام طفلك لذاته، وأخبره دائماً بأنك متاح للمساعدة عندما يحتاج إليك، لكن لا تتدخل في كل قرار يتخذه.
  • وأخيراً لا تتردد في استشارة خبير في تربية الأطفال، أو طبيب نفساني، إذا كنت تشعر بأنك تُسيطر على حياة طفلك بشكل مبالغ فيه، لتُعدل من سلوكك في أقرب وقت ممكن قبل فوات الأوان!

 

وبالحديث عن حماية الأطفال، ربما تريد أن تقرأ هذا الموضوع أيضاً: 6 طُرُق شائعة لحمل الأطفال ومسك أيديهم والتي قد تضرهم بشكل أكبر مما نتخيل

 

هل تتبع إستراتيجية الآباء الهيلوكبتر في تربية أطفالك؟ وما هو أسلوبك في التربية إذا كنت تتبع نهج آخر مختلف؟ وهل ترى أشخاص يفعلون نفس الشيء مع أطفالهم؟ شاركنا رأيك في التعليقات

المصدر: Brightside