لدى كل شخصٍ منّا حلمه الخاص، ويظل طوال حياته يناضل من أجله، وهذا الحلم يعتبر بمثابة الحافز له لتخطي اللحظات الصعبة والإحباطات. وفي بعض الأحيان عاجلاً أم آجلاً يتحقق حلمنا، لكن قد يتبين حينها أن الواقع مختلف تماماً عما تخيلناه! فأغلبنا مثلاً يحلم بالعيش في منطقة ساحلية على شاطئ البحر حيث السكينة والهدوء. فوفقاً للأبحاث، يعيش حوالي 40٪ من سكان الأرض في مناطق مطلة على شواطئ البحر، وعادةً ما يكون هؤلاء الأشخاص أكثر سعادة عن غيرهم. واليوم أردنا أن ننقل لكم التجربة الحية للعيش في منزل يطل على الشاطئ، وكيف غيّر الواقع ما تخيلناه
سيصبح لديك شعر جاف يعاني من الهيشان
التعرض الدائم للرطوبة والهواء المالح يُحوّل أفضل نوعية شعر لشعر جاف يعاني من الهيشان. بالإضافة إلى ما يخص لون الشعر، فإذا كنتِ تصبغين شعرك بألوان محددة، فتوقعي أن تتلاشى تلك الألوان بفضل ضوء الشمس والهواء المالح في غضون أسبوعين!! فهذه الأجواء لا تؤثر فقط على نوعية الشعر ولونه، بل إن حتى ملابسنا وكذلك ملابس السباحة المفضلة تفقد لونها أيضاً بعد كل دورة غسيل، فالبحر لم يرحم ملابسنا.
نقطة أخرى فيما يخص الرطوبة، وهي النظارات!! فمن يعيش أمام البحر مباشرة عادة ما يجد صعوبة في ارتداء النظارات، لأنه سيضطر حرفياً إلى مسح عدساته كل 5 دقائق، كما أن الملح الموجود في الأجواء وفي الهواء يُزعج العينين حقاً، ويجعلك تبدو كما ولو كنت تبكي!
موج “النفايات البلاستيكية”
إن البحار متشبعة بالنفايات البلاستيكية، وربما لا تلاحظ هذا أثناء قضاء الإجازة! وحتى لو لاحظت ذلك، فإن هذه الانطباعات السيئة غالباً ما تُمحى وسط الإنطباعات والذكريات الجيدة. ولكن العيش بالقرب من الشاطئ يجعلك لا تتجاهل مثل هذه الأشياء على الإطلاق، خاصة بعد العواصف الشديدة، حيث تجدها قد جرفت ورائها مئات الزجاجات والحاويات والنظارات، فقد كان من المزعج السباحة في هذا الماء.
الرطوبة والعفن
تُخبرنا راوية التجربة أنها انتقلت إلى منزل قد تم طلاءه حديثاً وتجديده قبل انتقالها إليه بقليل، ولكن بعد بضعة أشهر، بدأت البقع بالظهور على الجدران، ويوماً بعد يوم بدأت هذه البقع في الازدياد، واتضح أنها رطوبة وعفن قدظهرا على الجدران.
فالعفن والرطوبة لم يظهران فقط على الجدران، بل ظهرا على أي ثنايا موجودة في المطبخ والحمام، وكأن الأمر قد حدث بين عشية وضحاها! وبدأ الأمر في الازدياد وظهر في كل مكان تقريباً: على الستائر، وملابسنا، وأحذيتنا، وحتى ألعاب أطفالنا، وكاميراتنا.
لنكن صادقين، فالعفن لم يُغطي المعدن، ولكن الصدأ هو من ظهر على المعادن بالطبع، حيث أصبحت جميع الموصّلات الخاصة بأجهزة الكمبيوتر ووحدات التحكم لدينا صدئة.
تكلفة تحقيق هذا الحلم
العيش بالقرب من الشاطئ مُكلّف، فكلما أردت منزل بالقرب من الرمال كلما زادت تكلفته. والأمر يعتمد أيضاً على الموسم الذي تنوي التأجير فيه، فمواسم الذروة تكون أغلى مرتين عن باقي أوقات العام. ولهذا إن كنت تطمح لتأجير منزل بالقرب من الشاطئ مباشرة، فكن على وعي بأن هذا سيتطلب منك خفض نفقاتك والتضحية ببعض الأشياء لتستطع دفع الإيجار المرتفع.
العمل أم الاسترخاء والراحة؟!
ولسداد الإيجار المرتفع يتطلب ذلك منك العمل بجد! لكن المكوث أمام البحر يعمل جو من الاسترخاء وكأن عقولنا يضبح لديها إشارة بالراحة والتراخي، فكل مخيلاتك عن أن هذا المشهد الرائع سيزيد من إبداعك ستتلاشى، وستكون أمامك حقيقة واحدة هي ضرورة العمل لدفع مصاريف المعيشة والمنزل.
وحقيقة أخرى نتوقعها حيال منزل الأحلام هذا، وهي أننا سوف نستيقظ كل يوم للسباحة مبكراً في البحر، ثم تناول القهوة، لنبدأ العمل بكل استمتاع! ولكن ما يحدث في الحقيقة أن الكسل يُسيطر على الأجواء ويكون أقوى من الآمال، فبمجرد أن تنوي السباحة، عقلك سيُخبرك ولماذا لا تؤجل هذا الأمر لبعد الغذاء؟ أو في المساء؟ أو ربما غداً!! فالبحر لن يذهب لأي مكان ونحن سوف نمكث هنا لفترة! نتيجة لذلك وبعد عدة أشهر تروي لنا صاحبة التجربة أنها كانت تتمكن من الذهاب للشاطئ فقط ربما مرة واحدة في الأسبوع، وهو أمر أربك حتى جميع الأصدقاء حين أخبرتهم بذلك الأمر!
حشود السياح
العيش في منطقة سياحية يعني التعوّد والاستسلام لفكرة وجود السياح وخاصة في موسم الذروة. فقد يتجاوز عدد السياح عدد السكان المحليين في تلك الأوقات! والأمر لا يتعلق فقط بالسياح والازدحام، بل إن معظم الخدمات والمتاجر تكون مخصصة للسياح، لذلك كانت جودة الأشياء التي يتم شرائها أسوأ وكانت الأسعار أعلى باعتبار أن السائحين يغادرون المكان في غضون أسبوعين ويتم استبدالهم بأشخاص جدد!
بالإضافة إلى أن معظم الأطعمة ومتاجر البقالة كانت تُقدم طعاماً يناسب من يقضون الإجازة مثل: رقائق البطاطس والشوكولاتة والمكسرات والوجبات الخفيفة الأخرى. وكانت هناك العديد من المتاجر لبيع الهدايا التذكارية، ومعدات السباحة، وأشياء من هذا القبيل.
حقائق أخرى عن العيش في منتجع على الشاطئ
لا أحد يُنكر فوائد البحر الجمة، ولكننا جميعاً نمرض من وقتٍ لآخر، وإيجاد طبيب جيد في هذا النوع من المدن ليس بالمهمة السهلة، فعلى الأغلب يكون هناك أطباء لمعالجة زوار الفنادق والسائحون بشكل عام وليسوا أطباء متخصصون بشكل احترافي! والعيادات والأطباء ليست هي المشكلة الوحيدة، فإذا نظرنا إلى الجانب التعليمي، فلن تجد هناك فصول جيدة للأطفال ورياض الأطفال والمدارس وباقي الخدمات الطبيعية غير الترفيهية.
وبما أننا نتحدث عن البحر، ربما تكون مهتم بقراءة ⇐ دليلك لتعلم السباحة وإتقان المهارات التي ستجعلك تسبح بثقة كالدلافين
وفي النهاية وبالرغم من جميع المساوئ التي ذُكرت إلا أن المكوث في منزل الأحلام وسماع صوت البحر ومشاهدة النجوم تضوي في السماء لهو أمر رائع للغاية.
والآن أخبرنا هل العيش بجوار الشاطئ هو أحد أحلامك؟ وإذا سنحت لك الفرصة، هل ستتأقلم مع هذه المشاكل؟ سننتظر مشاركتك 🙂
عرب ميز