لهذه الأسباب يختلف لسان القطط تماماً عن ألسنة باقي المخلوقات وهذه هي قدراته المذهلة

إذا كنت من هواة الاعتناء بالقطط فربما تكون قد لاحظت ولو لمرة أن لسان القطط يبدو غريباً نوعاً ما. وربما تأكدت من هذا في حالة كنت محظوظاً بما يكفي لتلعقك القطة لتُظهر شكرها لك بطريقتها الخاصة، وعندها شعرت بخشونة جعلتك ترتاب قليلاً. ولكن بالنظر عن كثب للسان القطط سنجد أنه ليس أملساً بل إنه يحتوي على أهداب، ولعل هذا ما حفز العلماء لدراسة أسرار لسان هذا الكائن الصغير. وبعد إجراء بعض الأبحاث، توصلوا إلى نتيجة مفادها أن القطط حقاً كائنات مذهلة وأننا جميعاً يجب أن نعتني بواحدة على الأقل في المنزل.

 

1. لسان القطة خشن لأن براعم التذوق الخاصة بها مصنوعة من الكيراتين

لسان القطط

ولعل أول حقيقة يخبرنا بها العلماء هي أن سبب اللعقة الخشنة هو وجود براعم تُسمى ببراعم التذوق الخيطية للقطط، وهذه البراعم تكون أغلظ من الشعيرات بل وأكثر تعقيداً مما تبدو عليه. وعلى عكس براعم الإنسان، فهي مصنوعة من الكيراتين، ومادة الكيراتين في حد ذاتها ليست غريبة بالنسبة للإنسان فهي تُنتج في جسم الإنسان بشكل طبيعي ولكن  ليس في اللسان، ففي الواقع أظافرنا مُكوّنة من هذه المادة. و تماماً مثل أظافرنا، تتميز براعم التذوق لدى القطط بالمرونة والصلابة نوعاً ما، بالإضافة إلى أنها تميل إلى شكل الخُطاف.

 

2. تمشيط وترتيب شعرها للحصول على فراء خالي من العيوب

لسان القطط

وجدت دراسة حديثة أن براعم التذوق الخيطية الموجودة في لسان القطط لديها خاصية أخرى مثيرة للاهتمام. فبالإضافة إلى كونها منحنية مثل الخطافات، فهي أيضاً مُجوّفة، وهذا بدا غير عادي بل وغير متوقع بالنسبة للعلماء. ولكن اتضح بعد الدراسات أنه مُجوف ليستطع حمل اللعاب من أفواههم لنشره عبر أجسامهم عندما يقومون بتنظيف أنفسهم، لتحصل في النهاية على جلسة تهذيب وتمشيط شاملة لفرائها.

ولفهم كيف يعمل الأمر، فقط تخيّل أن لسان القطط بمثابة فرشاة بتقنية حديثة! حيث تتخلل تلك البراعم المُحملة باللعاب فراء القطة، ليُفرز اللعاب ويبدأ السحر في فك تشابك العقد وإزالة الطفيليات والشعر المتساقط، بالإضافة إلى نشر اللعاب بالتساوي كطبقة كريم مُصفف ولا أروع. فلا عجب لماذا يبدو فراء القطط دائماً حريرياً وعديم الرائحة!

 

3. الانتعاش عن طريق اللسان!!

في المتوسط، تقضي القطط حوالي 24% من وقتها في “تمشيط” فراءها. ونظراً لتكوين لسانها العجيب، تساءل العلماء عمّا إذا كان هذا السلوك هو أيضاً استجابة لاحتياجات أخرى بصرف النظر عن النظافة؟! وكانت المفاجأة هي نعم، فبالإضافة إلى ما ذُكر سابقاً، إلا أنه ومن خلال التقاط  صور حرارية للقطط، اكتشف العلماء أن كمية كبيرة من اللعاب التي ينشرونها على فرائهم أثناء تنظيفهم لأنفسهم تساعدهم في الواقع على موازنة درجة حرارتهم للحفاظ على البرودة وبالتالي انتعاشهم.

 

4. محاولة صنع فرشاة ذكية لتحاكي لسان القطط

لسان القطط

لقد دَرِسَ الباحثون  ألسنة 6 أنواع مختلفة من الفصيلة القططية، بحثاً عن مصدر إلهام محتمل، وكانت النتائج التي توصلوا إليها في كل حالة متشابهة جداً. ولوحظ أن لسان الأسد يعمل تماماً مثل لسان قطة منزلية صغيرة!! ليتمكنوا في الأخير من إنتاج فرشاة تسمى TIGR وهي اختصار لـ (Tongue-Inspired Grooming) وهي فرشاة ثلاثية الأبعاد تهدف إلى محاكاة براعم التذوق المذكورة أعلاه بشكل مصطنع لتطبيق العلاجات والمستحضرات مباشرة على جلد القطط، والحفاظ على فروها خالياً من العقد، وحتى إزالة مسببات الحساسية المحتملة. كما أنها ستكون مفيدة لأصحاب القطط أنفسهم لأنها ستساعدهم في التخلص من الفراء المتناثر على الأريكة والأقمشة الأخرى دون أي مشكلة.

 

ولأننا نتحدث عن القطط اليوم، نقترح عليكم قراءة ⇐ علامات تدل على أن قطتك تحبك وأخرى تدل على أنها لا تطيق حتى الجلوس معك

 

وعلى غرار لسان القطط ما رأيك: هل تصميم فرش ذكية مشابهة جداً لألسنة القطط سيكون مناسباً للبشر؟ بحيث تكون مجوفة ليتمكن المستخدم من تطبيق العلاجات والمستحضرات مباشرة على فروة الرأس لتتغلغل المنتجات في فروة الرأس ويتم الاستفادة منها لأقصى درجة؟ أخبرنا رأيك في قسم التعليقات أدناه ⇓ ولا تنسَ مشاركتنا بالجوانب الأخرى الرائعة في القطط! 🙂