7 إرشادات مهمة لتسهيل عملية الرضاعة الطبيعية لراحة الأم والمولود

تبدأ الأم بالتفكير في الرضاعة الطبيعية بمجرد الدخول في الشهور الأخيرة من الحمل، وتتسائل حول كيفية القيام بالأمر وما هي التحضيرات اللازمة له. وتنقسم الآراء إلى فريقين، الفريق الأول يدّعي أن الأمر لا يحتاج تحضيرات خاصة فهي عملية بيولوجية بسيطة، والفريق الثاني يؤكد بضرورة التحضير لهذه المهمة، ونحن مع التحضير لعملية الإرضاع من حليب الثدي لتبدئي رحلة العامين من الرضاعة بكل سلاسة ولا تواجهي أية صعوبات خلالها. فالأم وخاصة في الأيام الأولى تحتاج إلى معرفة أدق التفاصيل، فيكفيها التوتر الناتج عن وجود مولود جديد بين ذراعيها وهي لا تعي كيف تتعامل معه! لذلك دعونا نُسهّل عليكِ مهمة إرضاع طفلك من خلال تلك النصائح السبع.

جميع المعلومات الواردة في هذا الموضوع هي لأغراض معلوماتية بحتة، ولا يزال يتعين عليكِ استشارة الطبيب المختص.

 

⇐ إذا لم تسنح لكِ فرصة الرضاعة الطبيعية واضطررتِ للرضاعة الصناعية، فهذا لن يُقلل من أمومتك ولن يؤثر في ارتباطك برضيعك.

 

1. ابدئي الرضاعة الطبيعية في أسرع وقت ممكن

بمجرد الإفاقة من الولادة، اطلبي من المستشفى إحضار رضيعك إليكِ على الفور، فمن المهم للغاية لكِ ولرضيعك أن يحدث تلامس بينكما خلال الساعة الأولى بعد الولادة، فلحظات التلامس الأولى هذه ستساعد في تنظيم درجة حرارة جسم المولود، كما أنها ستُسهّل وتطيل من فترة الرضاعة الطبيعية. ومن الطبيعي أن تخرج الأمور عن السيطرة في بعض اللحظات، ولكن لا داعي للقلق، فقط اطلبي المساعدة من الممرضة أو الطبيب المختص.

 

2. جهّزي مساحة مخصصة للرضاعة الطبيعية

الرضاعة الطبيعية

يجب أن تتم عملية الرضاعة الطبيعية في الوضع الذي تكون فيه الأم تشعر بالراحة وغير متوترة، فأي توتر أو انزعاج سيصل إلى الرضيع ويجعله هو الآخر منزعجاً. ولهذا يُفضل أن تُخصص الأم مساحة صغيرة تستطيع أن تُرضع مولودها فيها بشكل مريح وبعيداً عن الضوضاء أو أي مشتتات. فالأفضل أن تضعي أريكة أو كرسي بالقرب من سرير الطفل حتى تتمكني من إطعامه وإعادته إلى النوم خاصة أثناء الليل. وفي جميع الأحوال، يجب أن تحرصي على أن تكون العناصر التالية موجودة في متناول يديكِ أثناء الرضاعة:

  • حمالات صدر مصممة للرضاعة الطبيعية وكريم يحتوي على مادة اللانولين، لحماية حلمة الثدي من أية تشققات أو تقرحات.
  • وسادة صغيرة أو وسادة مُخصصة للرضاعة.
  • مناديل مُبللة خاصة للأطفال (تكون خالية من الكحول والعطور).
  • أقمشة نظيفة لتنظيف مكان التجشؤ إذا حدث لطفلك.
  • ملابس طفلك وغطائه والحفاضات وكريم مُخصص لترطيب الطفل ومنع التهاب الحفاضات.

 

3. اختاري الوضع الأكثر راحة لكِ ولطفلك

الرضاعة الطبيعية

من المهم أن تشعري بالراحة أثناء إرضاع مولودك كما ذكرنا سابقاً، وهذا ينطبق بالطبع على الوضعية التي تتخذينها. وهناك العديد من أوضاع الرضاعة الطبيعية للاختيار من بينها طالما أنها تساعدك على الشعور بالراحة مع طفلك. فقط جربي من بينهم حتى تجدي ما تُفضلينه وترتاحين عليه أنتِ ورضيعك؟ ولعل أكثر المواضع شيوعاً هي:

  • وضعية الاستلقاء: لا يُفضل أخذ هذه الوضعية عند نوم الأم خاصة في الأيام الأولى حتى لا يختنق الرضيع بثدي الأم. وبخلاف فترة النوم، فهي مناسبة لراحة الأم والطفل. فقط استلقي على أحد جانبيك بحيث تكوني في مواجهة الطفل، وفمه في محاذاة حلمة ثديك. ويُمكنك وضع وسادة لمزيد من الدعم لظهرك ورقبتك.
  • وضعية الاحتضان: سوف يرتكز المولود على ذراع واحد، بحيث يكون رأسه بالقرب من مرفقك وبنفس الذراع سوف تدعمي ظهره ورقبته، والذراع الأخرى تكون حرة.
  • وضعية الجلوس: قد تكون هذه الوضعية مناسبة إذا كنتِ تتعافين من عملية القيصرية لأنك غير مضطرة للاستناد على الجرح عبر هذه الوضعية. أو إذا كان لديك ثدي كبير، فقط احتضني المولود تحت ذراعيكِ كما لو كنتِ تحملين حقيبتك بحيث يكون الطفل عند مستوى الخصر، ثم ادعمي رأسه بيديكِ وادعمي ظهره بساعديكِ.
  • وضعية الاسترخاء: استرخي على الأريكة أو السرير بوضع مائل ولكن ليس تماماً وكأنك تنامين، ثم ضعي قدم طفلك بين ساقيك ورأسه بالقرب من ثدييك، ويمكنك رفع ركبتيك قليلاً لدعم الطفل. لا تناسب هذه الوضعية حديثي الولادة.

أعيري الانتباه لنفسك أيضاً، حيث يجب وضع مسند للظهر وعدم النظر مطولاً للطفل، حتى لا تُصابي بآلام في الرقبة والظهر.

حاولي الجلوس بشكل مستقيم ومريح بقدر الإمكان، مما يعني رفع الطفل على وسادة حتى لا تضطري لثني ظهرك وحتى يتسنى لكِ إراحة ذراعيك أثناء حمل الطفل. ويُمكنك أيضاً تجربة وضع قدميكِ على كرسي لمزيد من الراحة.

 

4. تعرَّفي على أنواع حليب الثدي المختلفة

يُنتج حليب الثدي وفقاً لاحتياج الرضيع، فكل مرحلة يكون لها نوع مختلف من حليب الثدي والذي يحتوي على خصائص يحتاجها الرضيع في هذه المرحلة. وبشكل أساسي ينتج الثدي 3 أنواع مختلفة من الحليب خلال الأسبوعين الأوليين من حياة المولود:

  • حليب اللبأ – Colostrum: يبدأ حليب اللبأ (والمعروف أيضاً باسم لبن السرسوب) بالإنتاج قبل الولادة بأيام، ويستمر لعدة أيام فقط من لحظة الولادة، وهو حليب يتمتع بقوامه اللزج المائل للصفرة، والذي يحتوي على نسبة أقل من الدهون وفي المقابل نسبة أكبر من البروتينات، ويُنتج بكميات قليلة جداً نظراً لأن معدة الوليد صغيرة جداً، ومن المتوقع أن يفقد المولود القليل من الوزن فلا تقلقي.
  • الحليب الانتقالي – Transitional milk: ينتم إنتاج هذا النوع من الحليب بعد حوالي 2-5 أيام بعد الولادة وحتى 10-14 يوماً بعد الولادة.
  • الحليب الناضج – Mature milk: يُلازم هذا الحليب حياة الطفل وحتى الفطام، فهو يبدأ قرب نهاية الأسبوع الثاني وحتى تتوقف الأم عن الرضاعة.

⇐ وفي العموم يحتوي حليب الثدي على ما يقرب من 87٪ ماء، 7٪ لاكتوز، 4٪ دهون، 1٪ بروتين، ولهذا يعتبر حليب الأم بمثابة وجبة كاملة ومتكاملة لا تحتاج لأية بدائل أخرى.

⇐ وتُنصح الأم في المرحلة الأولى من الرضاعة بعدم الملل بل والاعتماد كلياً على الرضاعة الطبيعية لأنه كلما زادت الرضاعة كلما زادت كمية اللبن في ثدي الأم.

 

5. تعرفي على إشارات الجوع لدى طفلك

لغة الطفل الوحيدة خاصة خلال شهوره الأولى هي البكاء. فإذا كان منزعجاً من شيء أو يشعر بالجوع أو أي شيء فهو يُعبر عنه بالبكاء، ولهذا يجب أن تستدلي على إشارات الجوع التي قد يفعلها، فخلال الأسابيع القليلة الأولى، يحتاج العديد من الأطفال حديثي الولادة إلى الرضاعة الطبيعية كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، ولذلك انتبهي للعلامات التي تدل على أن طفلك جائع:

  • بمجرد استيقاظ رضيعك من القيلولة، فقد تجدينه يبدأ في البكاء. ولتحديد ما إذا كان يحتاج للإرضاع أم لا، ابحثي عن علامات الجوع مثل: تحريك القدمين والضجر وحركات المص، وكذلك حركات الشفاه.
  • انتبهي لقبضة يديه، فإذا وجدتيها مغلقة فهذا يعني أنه جائع، على العكس من ذلك، عندما يشعر بالشبع فإنه يبسط يده ويتركها مفتوحة.

 

6. الغازات مشكلة يجب التعامل معها

الرضاعة الطبيعية

أثناء الرضاعة ومصّ الطفل لحليب الأم، فإنه يبتلع بعض الهواء أيضاً، والذي يتحول بدوره إلى غازات في بطنه والتي تُسبب له عدم الراحة والانزعاج، بل والقيء في بعض الأوقات. ولهذا يجب عليكِ مساعدة الطفل في إخراج الغازات بعد كل مرة من إطعامه من خلال التجشؤ ليتفادى الانزعاج، ويُمكنك مساعدته للتجشؤ عبر طريقتين:

  1. اجلسي الطفل في حضنك بحيث يكون ظهره مواجهاً لكِ، وأميلي جزءه العلوي إلى الأمام قليلاً، وباستخدام يديكِ اربتي على ظهر رضيعك حتى يتجشأ.
  2. ضعي قطعة قماش على كتفك، ثم احملي طفلك بحيث تكون بطنه عند مستوى كتفك مع دعم رأسه وظهره بيد واحدة، وباليد الأخرى ابدئي بتدليك الظهر من أسفل لأعلى في اتجاه واحد حتى يتجشأ.

 

7. تجنبي استخدام زجاجة الرضاعة واللهاية قدر الإمكان

الرضاعة الطبيعية

  • توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتأجيل استخدام اللهاية أو الزجاجة حتى إكمال الطفل لشهره الأول، وذلك حتى لا تتأثر عملية الرضاعة الطبيعية لديه.
  • وبعد مرور الشهر وبعد أن يعتاد الطفل على الرضاعة، يُمكنك حينها استخدام اللهاية. وقد تكون اللهاية مفيدة خاصة وقت النوم، لأنها ستُقلل من مخاطر متلازمة مـ ـوت الرضع الفجائي – SIDS.
  • إذا كان حليبك لا يُدَرّ بكمية تكفي لإشباع الطفل، فالأفضل استشارة الطبيب حول طرق تعزيز إنتاج الحليب. وإذا لزم الأمر، استخدمي بدائل الحليب أو التركيبات وفقاً لاحتياجات طفلك، حتى لا يتأثر نموه.

 

اقرأي معلومات أكثر عن الرضاعة الطبيعية من خلال ⇐ 10 معلومات خاطئة عن الرضاعة الطبيعية وتأثيرها على الأم والطفل والتي صدقناها لعقود

 

لا تملي من الرضاعة الطبيعية مهما قابلتي من صعوبات، فهي فترة وستنقضي ولكنها ستترك لديكِ ذكريات ممتعة مع رضيعك. والآن أخبرينا هل قمتي بتجربة أية من النصائح السابقة، وما كان مفعولها؟ شاركينا تعليقاتك أدناه ⇓ 🙂