10 معلومات خاطئة عن الرضاعة الطبيعية وتأثيرها على الأم والطفل والتي صدقناها لعقود

لا شك أن من أسعد اللحظات التي تمر على الأزواج هي معرفتهم بأنهم سوف يُرزقون بطفل في القريب. وبمجرد معرفة السيدة بحملها تبدأ في القراءة عن لحظات الوضع والرضاعة وأيهما أنسب لها ولطفلها المستقبلي، هل الرضاعة الطبيعية أم الصناعية! وتقع في حيرة من أمرها من كمّ المعلومات المنتشرة على الإنترنت سواء كانت صحيحة أم خاطئة، فالبعض منها خرافات قد يُنفّر السيدة من قرار الرضاعة الطبيعية، والآخر قد يُزيّف الواقع قليلاً، لتُواجه الأم مع رضيعها العديد من المفاجآت.

ولأن الرضاعة الطبيعية أمر حيوي بالنسبة لتعافي الأم وكذلك لصحة ونمو الطفل، بالإضافة إلى أنها تُقوي الرابطة بين الأم ومولودها بالتأكيد، لذلك كان من المهم بالنسبة لنا أن نعرض لكم الصورة واضحة وشاملة بعيداً عن الخرافات التي تحوم حول الرضاعة الطبيعية خاصة أن خبراء التغذية يوصون بحليب الأم كغذاء حصري خلال الأشهر الستة الأولى وحتى عمر السنتين مع الأطعمة التكميلية. إليكم تفنيد بعض أشهر الخرافات الخاصة بالرضاعة الطبيعية.

 

1. يقولون أن الرضاعة الطبيعية تعمل كوسيلة منع حمل آمنة!

تكتفي العديد من السيدات بالرضاعة الطبيعية كوسيلة آمنة لمنع الحمل، ولكن قد يحدث حمل غير متوقع خلال هذه الفترة! وفي الحقيقة هذه المعلومة برمتها ليست بخرافة، فأثناء الرضاعة الطبيعية لا يحدث الحمل بسبب توقف التبويض بشكل طبيعي، ويُسمى علمياً بانقطاع الطمث ألإرضاعي (LAM)، فإذا تمت الرضاعة وفقاً لمعايير كإرضاع الطفل من الثدي دون تقديم أطعمة أو حليب صناعي كوجبة تكميلية، أو استخدام مضخة الثدي، ففي هذه الحالة قد تكون الرضاعة الطبيعية فعالة مثل موانع الحمل الهرمونية لمدة تصل إلى 6 أشهر فقط أو حتى عودة فترة الدورة الشهرية.

 

2. يقولون أنه لا يُمكن للأم الخائفة أو الغاضبة إرضاع طفلها!

الرضاعة الطبيعية

عندما يتعرض الجسم لمشاعر قوية، مثل التوتر أو الخوف، فإنه ينتج بعض الهرمونات كرد فعل طبيعي، بما في ذلك الأدرينالين والنورادرينالين والكورتيزول، والتي قد تمنع إنتاج الحليب، ولكن للحظات فقط، وبمجرد أن يُلامس رضيعك الصدر، سيبدأ الحليب في الإنتاج مرة أخرى. ولكن قد يشعر رضيعك بتوترك أو مشاعرك السلبية تلك، ولكن أيضاً لحظات وسيطمئن قلبك به وسوف تُطمئنيه كذلك.

 

3. يعتقدون أن الرضاعة الطبيعية سهلة لأنها “طبيعية” ببساطة!

الرضاعة الطبيعية

قد يُقلل البعض من مجهود إرضاع الطفل بشكل طبيعي، على أساس أنها مهمة بيولوجية عادية، ولكنها مهمة تتطلب مهارة تحتاج إلى التطوير، فقد تواجه الأم آلام في الصدر أو تشعر بالإحباط خاصة وأنها لازالت لم تتعافى من آلام الوضع، بجانب أن الطفل قد يواجه مشكلة في التقاط صدر الأم، وكل هذا يؤثر بالسلب على العملية برمتها.

ولذلك تتطلب الرضاعة المثالية، توفير أجواء هادئة للطفل، بالإضافة إلى راحة الأم، لأن الطفل يشعر بذلك الأمر، هذا بالإضافة إلى اختيار وضعية مريحة، وأخيراً تدريب الطفل على كيفية الإمساك بالصدر جيداً، وإذا لزم الأمر، يُنصح بطلب مساعدة من متخصص في الرضاعة الطبيعية.

 

4. يزعمون أن مدة الرضاعة الطبيعية تصل لـ 6 أشهر فقط

الرضاعة الطبيعية

يوصي الأطباء بالرضاعة الطبيعية فقط خلال الـ 6 أشهر الأولى دون إدخال أي أطعمة أخرى للطفل، فالحليب يكون كافٍ بالنسبة للطفل في هذه المرحلة، وبعد الـ6 أشهر وحتى العامين تستطيع الأم دمج أطعمة تكميلية بجانب الرضاعة، حيث يستمر حليب الأم في تقديم الفوائد لكلٍ من الأم والطفل رغم تقدم سن الطفل وحتى وصوله لعامين.

 

5. قد يحثونك على شرب المزيد من الحليب لإنتاج المزيد من الحليب!

هذه إحدى الخرافات الشائعة وكأنك لو تناولتي الشوكولاتة سوف ترضعين طفلك شوكولاتة أيضاً! الحقيقة هي أن كل ما تأكلينه يظهر بصورة أو بأخرى في الحليب، ولهذا فالأفضل أن تتبعي نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً. وحتى لا تفقدي الوزن احرصي على تناول ما بين 330 إلى 400 سعر حراري إضافي في اليوم، مشتملة على البروتين بكل أنواعه سواء الحيواني أو النباتي بالإضافة إلى منتجات الألبان والخضروات والأسماك والمأكولات البحرية (التي تحتوي على نسبة منخفضة من الزئبق) وكذلك الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات.

ولا تخشي من تناول الطعام الصحي المتوازن، فما يُسبب زيادة الوزن عادة عند الكثير من المرضعات هو الاعتماد على تناول السكريات والكربوهيدرات دون حساب.

 

6. قد يحبطون صاحبات الصدر الصغير بأنهن لا يُمكنهن إتمام عملية الرضاعة!

الرضاعة الطبيعية

هذه أحد الخرافات التي قد تؤثر على قرار الأم، فشكل وحجم الثدي سببه كمّ الغدد والخلايا الدهنية الموجودة بداخله، أما الغدد اللبنية المسئولة عن إنتاج الحليب فهي بعيدة كل البُعد عن الدهون، فقط المُحدد في كمّ الحليب الذي ينتجه الثدي، هو عدد الغدد اللبنية بغض النظر عن الحجم أو الشكل الخارجي.

 

7. سوف تسمعينهم يقولون لكِ “افطمي رضيعك إذا حملتِ مرة أخرى”

الرضاعة الطبيعية

ليست هناك قاعدة لهذه الحالة، فإذا كان الحمل قد حدث في توقيت مناسب وكافٍ بعد الحمل الأول، فلن تؤثر الرضاعة بشكل طبيعي على الأم أو الجنين، وفي بعض الحالات حين تُقرر الأم عدم فطام رضيعها (بالطبع بعد استشارة الطبيب حيث أنه في بعض الحالات يجب فطام الرضيع)، وتستمر في الرضاعة حتى تلد مولودها الجديد، ثم تقوم بإرضاع مولودها الجديد، فهي تقوم في الحقيقة بما يعرف بالرضاعة الترادفية. ووفقاً للأدلة العلمية الحالية، فإن الاستمرارية في الرضاعة لن تؤثر على الحمل أو نمو الجنين أو حتى الطفل.

 

8. سيوصونك أن تعرضي الرضاعة على الطفل كل 3 ساعات سواء بالنهار أو بالليل

تتبع بعض الأمهات هذه الخرافة بدقة متناهية حتى أنهن يقمن بضبط المنبه كل 3 ساعات، ولكن الحقيقة أنه من الأفضل إرضاع طفلك كلما طلب ذلك سواء أثناء النهار أو في الليل، ولا تنزعجي من طلبه للرضاعة كثيراً خلال الأسابيع الأولى، فقد يطلب ذلك كل ساعة إلى كل 3 ساعات، والسبب أن معدة الرضيع تكون صغيرة للغاية وتمتلئ سريعاً ولأن حليب الثدي يسهل هضمه، لذلك فإنه يشعر بالجوع كثيراً.

الأمر مرهق حقاً ولكنه مفيد لكِ أيضاً، حيث تساعد الرضاعة المتكررة على إنتاج الحليب. ومع نمو الطفل، ستنتظم مواعيد إرضاعه لتكون أكثر انتظاماً في المستقبل.

 

9. سوف يحذرونك أنكِ إذا كنتِ مريضة فالأفضل التوقف عن الرضاعة

إذا أمعنتِ النظر قليلاً في الأمر، ستجدي أن أي إنسان حين يمرض فإنه يستغرق بعض الوقت حتى تظهر عليه الأعراض، والأمر سيّان مع الأم، ففي حالة الأمراض والالتهابات الخفيفة، وبمجرد ظهور الأعراض، يكون الطفل قد تعرض بالفعل للعدوى، لذلك يُنصح بمواصلة الرضاعة الطبيعية لتوفير حماية إضافية من خلال حليب الأم. كما أن هناك العديد من الأدوية التي تكون آمنة خلال فترة الرضاعة، لذلك من الأفضل دوماً استشارة الطبيب أولاً قبل تناول الدواء. وللتأكيد احرصي على قراءة النشرة الملحقة في العبوة والتي تفيد بأن الدواء آمن على المرضعات.

 

10. سوف يخبرونك أنه عليكِ الانتظار بين فترات الرضاعة حتى يمتلئ الصدر بالحليب

الرضاعة الطبيعية

كما ذكرنا سابقاً أن إنتاج المزيد من حليب الأم يتطلب الإرضاع كثيراً وبانتظام، فالثدي ينتج الحليب استجابةً لرضاعة الطفل، والأفضل أيضاً إفراغ الثديين في كل مرة ترضعين فيها الطفل حتى يحصل الرضيع على الفوائد جميعها في كل مرة، ولكي تزيدي من إنتاج الحليب.

 

ربما تحتاجين أيضاً لقراءة ⇐ 10 أفكار مفيدة تخص الرضاعة الطبيعية والتي تحتاجها كل أم لتؤدي هذه المهمة بنجاح

 

هدفنا هو مساعدة الأمهات المرضعات على اتخاذ قرارات أكثر استنارة، وننصح دوماً بضرورة استشارة الطبيب مراعاةً للاختلافات الفردية. والآن جاء دورك في مساعدتنا للكشف عن أي خرافة أخرى تخص الرضاعة الطبيعية وتودّي دحضها، فقط شاركينا إياها في قسم التعليقات ⇓ 🙂