لقد اندهش العالم أجمع وتساءل عندما ظهر معظم لاعبي أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016 وعلى أجسادهم علامات تشبه الكدمات الدائرية وبالأخص على لاعبي فرق الجمباز والسباحة، على سبيل المثال السباح مايكل فيلبس (وهو سباح أمريكي مواليد 1985م، وهو صاحب الرقم القياسي في عدد الميداليات الذهبية الأولمبية التي حملها حيث حصل حتى الآن على 28 ميدالية أولمبية منها 23 ميدالية ذهبية وثلاث فضيات، وبرونزيتين) والذي أدى في هذه الأولمبياد أداءً ملفت للنظر، ولهذا شغلت هذه الكدمات تساؤلات الكثيرين وتبيّن فيما بعد أنها ناتجة عن العلاج بالحجامة، ولكن ما هي الحجامة؟ وما هو تاريخها؟
إن الحجامة عبارة عن علاج يعمل على توسيع الشعيرات الدموية وبالتالي زيادة تدفق السوائل في أنسجة الجلد، وهي عبارة عن نوعين إما العلاج بالحجامة الرطبة أو الحجامة الجافة، فالطريقة الأولى يتم استخدام المشارط فيها واستخراج الدم الفاسد من الجسم، فهذا الدم هو عبارة عن تراكمات كريات الدم الحمراء الهرمة أو الشوائب الدموية والأخلاط الرديئة والتي تصل للدم بطريقه أو بأخرى من جراء استعمال الأدوية المختلفة والكيماويات، وغالباً ما يتجمع هذا الدم ويتراكم في بعض المناطق أثناء دورته في الجسم، ولهذا توجد مواضع محددة في الجسم يتم عمل الحجامة فيها (98 موضع، منها 55 موضع خاص بالجانب الخلفي و43 موضع خاص بالجانب الأمامي).
بعد عمل الحجامة تجد أن مجرى الدم العام أصبح نقياً وبالتالي فإن هذا يُسهل ويُنشط من عملية تدفق الدم النقي الجديد وأيضاً سوف يتم إنتاج كريات دم حمراء جديدة مكان تلك الفاسدة التي خرجت من الجسم، ولهذا يصبح الدم أكثر حيوية وصحي أكثر، أما الطريقة الثانية وهي العلاج بالحجامة الجافة فهي مشابهة لطريقة الحجامة الرطبة تماماً، ولكن دون شرط الجلد وتشريحه، وأحياناً لا يتم فيها تسريب الدماء، ولكن تعتمد آليتها على تغيير ضغط الجسم الداخلي والخارجي.
أما فيما يخص تاريخها فلقد ثَبُتَ عند الترمذي في الشمائل عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أمثل ما تداويتم به الحجامة”، وأنفع ما تكون الحجامة في اليوم السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرين من الشهر الهجري” كما أرشد لذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
أكثر 5 فوائد للحجامة:
1. تُخلصك من الآلام
أظهرت الدراسات أن زيادة تدفق الدم إلى الأنسجة التالفة، والذي يحدث نتيجة العلاج بالحجامة، يساعد على تخفيف الآلام المزعجة، فالدم النقي الجديد يجلب كل ما يلزم من المغذيات والطاقة الحيوية التي تمر عبر المنطقة المصابة وبالتالي تساعد على شفائها.
2. تساعد على استرخاء العضلات
مثل أي طريقة أخرى من هذا النوع، فإن العلاج الحجامة يُعطي للجسم جرعة هائلة من الاسترخاء، ولكنه يختلف مع العلاجات الأخرى لأنه يعتمد على آلية الضغط، ولهذا فإن هذا العلاج يساعد على استرخاء العضلات من خلال التخلص من الضغط السلبي الذي يعرقل حركة تدفق الدم بالجسم.
3. تُسرع من عملية الشفاء من أي إصابة
وفقاً للمدربة براندي روز، فإن هذا العلاج يساعد على الشفاء من أية إصابة بسبب تيسير مرور الدم النقي في أنحاء الجسم، فهذا العلاج قد لقي استحسان لدى الكثيرين بعد تجربته.
4. تُخلصك من عيوب البشرة
نطلب من السيدات إيلاء تركيز خاص لهذه الفقرة – فعادة ما تشكو السيدات من مشاكل في البشرة مثل السيلوليت، وحب الشباب، وعلامات الشيخوخة، أو الأكزيما، وعادة ما تلجئن إلى العلاجات الكيماوية والحقن لعلاج تلك المشكلات ولكن هل تتوقعن أن الحجامة تستطيع علاج كل ما سبق؟! فبما أن العلاج بالحجامة يستهدف تعزيز الدورة الدموية في الجسم فلهذا تكون النتيجة هي إثراء الجسم والعضلات بالدم الغني بالمغذيات، فهذا يعني زيادة الكمية المنتجة من الكولاجين (وهو البروتين الأساسي المسئول عن الحفاظ على العضلات والأنسجة في حالة صحية).
5. تُعالج اضطرابات الجهاز الهضمي
إن الإجهاد عندما يصيب جسم الإنسان لا يوجد عضو لا يتضرر بسببه، وهذا ما ينطبق على الجهاز الهضمي، فهل شعرت يوماً بألم غريب في بطنك عندما كنت تحت تأثير إجهاد أو توتر؟ فهذا الألم قد يكون نتيجة متلازمة القولون العصبي، فالحجامة تعمل أيضاً على علاج الكثير من اضطرابات الجهاز الهضمي كتلك المتلازمة وأيضاً احتباس الماء، والإسهال، وأكثر من ذلك.
إرشادات هامة جداً يجب الانتباه لها وهي:
- لا يتم عمل الحجامة لمن يقومون بعمل غسيل الكلى أو لديهم جهاز منظم لضربات القلب.
- يجب التنبيه في حالات مرضى الايدز أو الكبد الوبائي أو أية أورام سرطانية.
- تُمنع الحامل والمرضعة ومن انقطعت لديها الدورة الشهرية من الحجامة .
♦♦ كما أنه يُشدد على من سيقوم بالعلاج بالحجامة الامتناع عن بذل أي مجهود سواء قبل القيام بالحجامة أو بعدها لفترة من الوقت.
لماذا لا تقرأ أيضاً: كيفية تنشيط الدورة الدموية عبر ممارسة بعض التمارين البسيطة في منزلك
بعد سرد أهمية العلاج بالحجامة والفوائد التي تحصل للجسم من خلالها، أعتقد أن هذا تفسير ممتاز لسبب لجوء لاعبي الأولمبياد إلى هذا العلاج قبل خوض مسابقاتهم. هل من الممكن أن تقوم بهذا العلاج في المستقبل؟ شاركنا برأيك في التعليقات 🙂 .