إذا كان الهضم يستغرق وقتاً طويلاً فلماذا يحدث الإسهال بشكل سريع جداً وخلال لحظات؟ هذا هو التفسير

بالطبع نحن نعلم أن الطعام الذي نأكله لا يتم هضمه على الفور! بل عادة تستغرق عملية الهضم أكثر من 6-7 ساعات أو حتى لفترة أطول، ولكن بمجرد إصابتنا بالإسهال نلاحظ أن الطعام يكاد لا يستغرق أي وقت على الإطلاق خلال عملية الهضم، ويُمكنك ملاحظة الأمر أكثر إذا كان للطعام لوناً مميزاً.

وقبل أن نفهم السبب الذي يجعل الإسهال يكاد لا يستغرق أي وقت على الإطلاق، دعونا نأخذ نظرة سريعة حول كيفية حدوث عملية الهضم في الوضع الطبيعي.

 

مراحل عملية الهضم في الوضع الطبيعي

سنقوم بتبسيط الأمر كثيراً فنحن في نهاية الأمر ليس بأطباء أو مختصين ولكننا أشخاص عاديين نود أن نفهم ما يحدث:

 يأتي دور الأسنان بمجرد وضع الطعام في الفم حيث تقوم بسحق الطعام إلى قطع أصغر (ويُنصح بإطالة عملية السحق تلك (المضغ) لتسهيل عملية الهضم) كما أن اللعاب يعمل على ترطيب تلك القطع الصغيرة، ثم يقوم اللسان بدفع الطعام للجزء الخلفي حتى يتم ابتلاعه، وهنا يبدأ الطعام (القطع الصغيرة) رحلته عبر المريء ثم ينتهي به الأمر في المعدة.

 وفي المعدة يتم الجزء الأكثر أهمية حيث تتم معالجة الطعام بجميع الطرق وذلك بمساعدة الإنزيمات وعُصارة المعدة، ثم بعد ذلك يتم نقل الطعام المعالج إلى الأمعاء الدقيقة ليتم امتصاص الجزيئات المعقدة، مثل السكريات والأحماض الأمينية والأحماض الدهنية، ويتم توجيه الطعام غير المهضوم وغير المُعالج إلى الأمعاء الغليظة.

 وعندما ينتهي الطعام من رحلته عبر الجهاز الهضمي، ينتج عنه بعض النفايات والتي لا يحتاجها الجسم وهي تتوجه إلى المستقيم لانتظار المرحلة الأخيرة من رحلته، أي الخروج من الجسم، وتجدر الإشارة إلى أن الأمعاء الغليظة تحتوي على مجموعة من من الأعصاب التي تتفاعل مع الضغط، فبمجرد أن تصل كمية البراز في الأمعاء إلى الكتلة الحرجة، فإنها تقوم على الفور بإرسال إشارة إلى الدماغ حتى يشعر الشخص بضرورة الذهاب إلى المرحاض.

 

ماذا يحدث في الجسم أثناء الإسهال؟

تعمل جميع الأنظمة بشكل مثالي في الظروف العادية، ولكن عندما تأكل شيئاً “سيئاً – مسمماً مثلاً” فإنه في حقيقة الأمر يُزعج الجهاز الهضمي ويجعله يبدأ بالتوتر والاهتياج وهنا تتدهور الأمور، فغالباً يحدث الإسهال نتيجة الإصابة بالبكتيريا أو الطفيليات أو الفيروسات:

 فعندما تأكل شيئاً يُسبب عدوى بكتيرية أو التهاباً في القناة الهضمية، تحدث تفاعلات غير طبيعية داخل المعدة، وهنا تبدأ مجموعة متطورة من الأعصاب (الموجودة في القناة الهضمية بالفعل) في العمل، وأثناء عمل تلك الأعصاب تنتقل إشارة “بالتهديد” إلى الدماغ، وهنا يعلن الدماغ حالة طوارئ ويأمر الأمعاء بالتخلص من كل شيء في أسرع وقت ممكن دون إكمال عملية الهضم الطبيعية، وللمساعدة في التنظيف، يتم خلط المياه والسوائل الأخرى مع “الطعام السيئ” لتسريع عملية خروج هذا الطعام من داخل الجسم.

 

مخاطر إهمال الإسهال

إذا أُصيبت المعدة بالتهاب فإنه من المفترض أن تُصاب بالتهيج لفترة من الوقت مما يؤدي في النهاية إلى الإصابة بالإسهال لأكثر من مرة في اليوم ولكن يجب التعامل مع الإسهال بحذر حتى نتجنب مخاطره وعواقبه فإذا استمر لعدة أسابيع دون علاج فقد تكون النهاية هي فقدان حياة الشخص! فالإسهال يمكن التعامل معه وعلاجه خلال يومان إذا كان غير حاد أو مزمن وذلك بتجنب تناول الأطعمة التي تُزيد من الإسهال مع تعويض الجسم بالسوائل الكافية لأن الجسم قد يتعرض للجفاف نتيجة الخلل الذي حدث.

 

ربما تريد معرفة: الأعراض الأولية لالتهاب الزائدة الدودية وكيف تميز بينها وبين الآلام الأخرى للبطن

لا يسعني غير قول سبحان الله، وكيف خلق الله لنا الخطط البديلة لجعل الجسم يتعامل حين دخول طعام فاسد، وهذا قدر ضئيل من قدرة الله.

أدهشتني هذه المعلومات كثيراً، ماذا عنك؟ إذا أدهشتك أنت أيضاً فلا تجعلها تقف عندك بل قم بنشرها على أوسع نطاق 🙂 .

 

error: