نتعرض دوماً الى لدغات الحشرات المختلفة وغالباً ما نصاب بالحكة والألم والاحمرار وينتهي الأمر عند ذلك ولا نشغل بالنا بخصوص نوعية الحشرة التي قامت بمهاجمتنا إلا إذا استمر الأمر فغالباً نبحث عن السبب حتى نقضي عليه، ولكن هل تعلم أن لدغات تلك الحشرات قد تُنقل الأمراض، وإن كانت من النوع الذي لا يُنقل الأمراض فقد تُنشئ عند بعض الأشخاص رد فعل تحسسي يمثل خطراً عليهم بالفعل! لا داعي للذعر ولكن يجب أن نمتلك الوعي الكافي لنستطع التفرقة بين اللدغات بمجرد النظر إليها وتحديد الأعراض وتداعياتها، ولهذا سنعرض لكم أعراض أكثر 10 لدغات الحشرات انتشاراً:
1. لدغات الحشرات مثل الزُنْبور أو الدَبُور الكبير
بعد التعرض للدغة الزنبور الذي يقوم بالهجوم لقتل فرائسه والدفاع عن خليته، تجد أن المنطقة التي تعرضت للدغ أصبحت حمراء ومتورمة بشكل ملحوظ، وقد تظهر أيضاً البثور بالإضافة إلى الشعور بألم شديد أكثر وأسوأ من الذي يصيب الشخص جراء لسعة الدبور ذاتها، ويعتبر سم الزنبور أكثر سُمية من الدبور العادي لأن الحشرة نفسها أكبر في الحجم، وكذلك يحتوي السم على الهستامين وكمية كبيرة قد تصل إلى (5%) أستيل كولين، وتجد الإشارة إلى أن سواء لدغات الحشرات الزنابير أو الدبابير التقليدية لا يموتوا بعد اللدغ لأن الإبر التي يلسعون بها غير شائكة ولا تُنتزَع خارج أجسامهم.
2. النحل
بعد الإصابة بلدغة النحل تجد أن أكثر ما يميز لدغاتها هو وجود جهاز لسع النحل موضع اللدغة (حيث يُنتزع الجهاز “الإبرة” من النحل أثناء لدغات الحشرات، وتجدر الإشارة إلى أنه يجب أن يُزال في أقرب وقت)، وأيضاً احمرار وتورم المنطقة بالإضافة إلى الشعور بالحرق والآلام الحادة والحكة الشديدة التي تهدأ مع مرور الوقت، فإذا لم يكن لديك حساسية فهذا أقصى ما ستتعرض له، ولكن إذا كان لديك حساسية من سم النحل، فقد تُصاب بصعوبة في التنفس وهنا يجب استشارة الطبيب على الفور.
3. الدبور التقليدي
تتماثل أعراض لدغات الحشرات مثل الدبور مع أعراض لدغة النحل، حيث تصبح المنطقة حمراء وتتورم، ويشعر الضحية بالألم والحرقان في تلك المنطقة، بالإضافة إلى الحكة الرهيبة التي تظهر في وقت لاحق، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى النزف. ويستطيع الدبور اللدغ عدة مرات، ومن المهم جداً أن تعرف هل لديك حساسية من سم الدبور أم لا، فإذا شعرت بأن الأطراف أصبحت باردة، وأن كلاً من الأذن والشفاه تحولتا إلى اللون الأزرق، وبدأت مشاكل بالتنفس، فهذه أعراض التحسس من سم الدبور وهنا يجب الذهاب إلى الطبيب في أقرب وقت.
4. البعوض أو الناموس
تبدو لدغات البعوض مثل البقع الحمراء المنتفخة والتي تكون في حجم التوت، وغالباً ما تظهر في المناطق المكشوفة من الجسم، كما أن البعوض يستهدف المناطق التي يكون فيها الجلد رقيق جداً حتى يُسهل من عمليته للوصول إلى الأوعية الدموية، وأثناء اللدغ يقوموا بضخ لعابهم في الجرح، وهذا اللعاب يحتوي على مضادات التخثر التي تجعل الدم أقل لزوجة، وآثار اللدغة هي احمرار وتورم المنطقة المصابة والشعور بالحكة.
5. القراد
رد فعل الجسم من لدغة القراد هو احمرار منطقة من الجسم كالمعتاد ولكن المثير هنا أن الحشرة تستطيع أن تبقى في الضحية لفترة طويلة، مما يتيح لها النمو والتغذية على دم الإنسان! والأسوأ أن هذه الحشرة قد تكون السبب في الإصابة بمرض التهاب الدماغ، وداء لايم (هو مرض تلوثي (معدٍ), يصيب أجهزة عديدة في الجسم)، والعديد من الأمراض الأخرى. وتجدر الإشارة إلى أنه إذا قمت بإزالة الحشرة من الجسم ولكن لاحظت أن البقعة الحمراء لازالت موجودة ولا تختفي مع مرور الوقت بل وتستمر في النمو فهنا يجب الإسراع لرؤية الطبيب في أسرع وقت ممكن.
6. البرغوث
يُمكن الخلط بين لدغات الحشرات بمختلف انواعها مثل البرغوث ولدغات البعوض، لأن المنطقة المُصابة تتورم وتبدو حمراء أيضاً، ولكن الاختلاف هنا أن تلك اللدغات تكون مؤلمة جداً، وتكون الحكة أسوأ بكثير، كما أن البراغيث عادة ما تهاجم الساقين، والشخص النائم فقط، فالحشرة الواحدة تستطيع اللدغ عدة مرات، وبالتالي فإن المسافة بين البقع الحمراء عادة ما تكون من 0.5 إلى 1 بوصة (1 إلى 2 سم)، ولكن يجب الحذر منها لأنها تنقل العدوى الخطيرة.
7. النمل
معظم النمل لا يُشكل أي خطر على الإنسان، ولكن توجد أنواع محددة يجب الحذر منها كنوع (نمل النار الأحمر) فهو قادر على إلحاق الكثير من الضرر للإنسان، فعادة ما تظهر البثور على مناطق اللدغ والتي تتحول لاحقاً إلى ندوب، كما أن المادة المفروزة منها أثناء اللدغ تحتوي على السموم، وتتشابه أعراض لدغات النمل في العموم مع لدغات البعوض، حيث تظهر بقعة وردية بعد اللدغ ويُصاب الإنسان بالحكة لفترة طويلة، أما أثناء اللدغ يشعر الضحية بألم حرق بالغ.
8. النُّعَرَية أو ذُبابُ الفَرَس أو ذُبابُ الخيل
تشبه حشرة النعرية الذباب ولكن تكون أكبر في الحجم، ولكنها على عكس الذباب، فلدغات تلك الحشرات مؤلمة جداً، كما أنها تتغذى على الدم، وبمجرد اللدغ تظهر بقعة حمراء صغيرة لا يزيد حجمها عن 0.03 بوصة (1 ملم)، ثم بعد ذلك تبدأ بالتورم ويبدأ الظهور بالحكة، كما أن هذه الحشرة قادرة على نقل أمراض مختلفة مثل مرض التولاريميا والجمرة الخبيثة، ولكن المطمئن في الأمر قليلاً أنها معظم الوقت تهاجم الماشية بدلاً من الإنسان.
9. القمل
إذا لاحظت بقع حمراء صغيرة تبدو وكأنها لدغات الحشرات البعوضية ولكن في الأماكن التي ينمو فيها الشعر (على سبيل المثال الرأس، والرقبة أو خلف أذنيك) فهذا يعني أنك تعرضت للعض من قِبل قمل الرأس (قمل الرأس حشرات غير مجنحة تقضي كل حياتها على فروة رأس الإنسان وتتغذى على دم الإنسان) أو قمل العانة (ويدعى أيضًا القمل السرطاني لأن مظهره يشبه السرطان العادي، جسمه قصير وعريض)، فعادة أيضاً تظهر العضات على الظهر أو البطن أو اليد أو الأرجل، وغالباً تكون المسافة بين العضات بضع بوصات فقط عن بعضها البعض، كما أن الجلد يبدو وكأنه مثقوب، وتجدر الإشارة إلى أن القمل ينقل الأمراض الخطيرة جداً مثل خندق الحمى والتيفوئيد.
10. بق الفراش
قد لا تستطيع التعرف على تلك اللدغات من الوهلة الأولى فهي ستبدو لك وكأنها لدغات برغوث أو بعوض أو رد فعل تحسسي، حيث سيصبح الجلد أحمر، ويتورم، ثم يبدأ في الحكة. ومع ذلك، توجد طريقة للتعرف على لدغات بق الفراش، فلدغاته تكون في العموم قريبة جداً من بعضها البعض، تبدو وكأنها خط مستقيم، كما أن لدغات البق “أكثر إيلاماً من البعوض”، وأشهر ما يُميزها أن تلك اللدغات تستطيع ملاحظتها في الصباح لأن بق الفراش حشرة ليلية تتغذى على دم الإنسان أثناء نومه.
تعرف على 5 خطوات يجب إتباعها إذا لدغتك نحلة أو زنبور ربما تنقذ حياتك
استطعنا فقط ذكر أكثر 10 حشرات انتشاراً من حيث لدغاتها، ولكن إذا أمعنت النظر لا تستطع إلا قول سبحان الله، فلكل حشرة آلية محددة وتكوين مختلف والله وحده يعلم سبب خلقهم، في نهاية الموضوع نرجو منك نشر تلك المعلومات فهي مفيدة لكل شخص حتى يستطع اتخاذ الإجراء المناسب في حالة التعرض لمثل هذه اللدغات 🙂 .