هذه هي أسباب الأنيميا وكيفية علاجها وتجنّب حدوثها من الأساس – دليل شامل

هل تشعر بالإرهاق على الدوام وبالتعب والضعف؟ بالإضافة إلى أنك لا تمتلك الطاقة لممارسة مهامك اليومية؟ قد يكون السبب هو إصابتك بمرض فقر الدم (الأنيميا)، حيث تنتج هذه حالة بسبب عدم وجود ما يكفي من كريات الدم الحمراء السليمة والتي تكون مسئوليتها حمل الأكسجين إلى أنسجة الجسم.

 

وللعلم فإن هناك العديد من أشكال فقر الدم، لكل منها أسبابه الخاصة، وقد تتفاوت درجة فقر الدم من معتدل لحاد وقد يدوم لفترة طويلة أو لفترة مؤقتة، وفي كل الأحوال يُفضل استشارة الطبيب إذا كنت تشك في أنك تعاني من فقر الدم لأنه يمكن أن يكون علامة تحذيرية من مرض أصعب.

 

ما أهمية خلايا الدم الحمراء؟؟

في بادئ الأمر نود أن نوضح أن جسم الإنسان يصنع ثلاثة أنواع من خلايا الدم: الأولى – خلايا الدم البيضاء والتي يكون هدفها مكافحة العدوى. والثانية – الصفائح الدموية والتي تساعد على تجلط الدم، والثالثة – هي خلايا الدم الحمراء والتي تكون مهمتها هي حمل الأكسجين من وإلى جميع أنحاء الجسم.

وتحتوي خلايا الدم الحمراء على الهيموجلوبين. وهو بروتين غني بالحديد وهو ما يعطي الدم لونه الأحمر! ويُمكّن الهيموغلوبين خلايا الدم الحمراء من حمل الأكسجين من رئتيك إلى جميع أجزاء الجسم، وأيضاً حمل ثاني أكسيد الكربون من الأجزاء الأخرى من الجسم إلى رئتيك مرة أخرى بحيث يمكن زفيره.

وتجدر الإشارة إلى أنه يتم إنتاج معظم خلايا الدم، بما في ذلك خلايا الدم الحمراء، بشكل منتظم في نخاع العظم (وهي مادة أسفنجية توجد داخل تجاويف العديد من العظام الكبيرة)! ولإنتاج الهيموجلوبين وخلايا الدم الحمراء، يحتاج الجسم لكلاً من الحديد، وفيتامين ب 12، وحمض الفوليك ومغذيات أخرى من الأطعمة التي تتناولها.

 

أعراض فقر الدم (الأنيميا):

تختلف أعراض وعلامات فقر الدم اعتماداً على سبب فقر الدم، ولكن الأسباب الشائعة هي:

• الإعياء.
• الضعف والتعب.
• شحوب واصفرار الجلد.
• عدم انتظام ضربات القلب.
• ضيق التنفس.
• الدوخة أو الدوار.
• ألم في الصدر.
• برودة الأيدي والقدمين.
• صداع الرأس.

نصيحة: قد تكون حالة فقر الدم بسيطة إلى الحد الذي لا يلاحظه أحد، ولكن الأعراض قد تتفاقم مع تفاقم فقر الدم.

 

متى تتوجب رؤية الطبيب لتشخيص فقر الدم؟

قم بحجز موعد مع الطبيب إذا كنت تشعر بالتعب لأسباب غير مبررة. فبعض أنواع فقر الدم الشائعة، تكون نتيجة نقص الحديد أو نقص فيتامين ب 12! وفي الغالب يسألك الطبيب عن تاريخك الطبي والعائلي لتشخيص فقر الدم بالإضافة إلى طلب عدة اختبارات مثل:

• صورة الدم الكاملة (CBC) والذي يوضح عدد خلايا الدم الموجودة في عينة دمك، وأيضاً مستويات خلايا الدم الحمراء الموجودة في الدم (الهيماتوكريت – Hematocrit)، بالإضافة إلى الهيموغلوبين في الدم.
• اختبار لتحديد حجم وشكل خلايا الدم الحمراء: حيث يتم فحص بعض خلايا الدم الحمراء لتحديد حجمها وشكلها ولونها.

قد تختلف نسبة الهيماتوكريت الطبيعية بين النوعين! فبالنسبة للرجل تكون في معدلها الطبيعي عندما تتراوح بين 40 : 52%، أما السيدات فتكون بين 35: 47%.

 

اختبارات إضافية لتشخيص فقر الدم:

إذا تلقيت تشخيصاً لفقر الدم، فقد يطلب الطبيب منك إجراء اختبارات إضافية لتحديد السبب الأساسي وراء فقر الدم! فعلى سبيل المثال، يمكن أن ينتج فقر الدم الناجم عن نقص الحديد من نزيف مزمن بسبب وجود قرحة، أو وجود أورام حميدة في القولون أو سرطان القولون أو مشاكل في الكلى! وفي بعض الأحيان، قد يكون من الضروري دراسة عينة من نخاع العظم لتشخيص فقر الدم.

 

متى يحدث فقر الدم؟

يحدث فقر الدم عندما لا يحتوي الدم على ما يكفي من كريات الدم الحمراء، وقد تحدث هذه الحالة لعدة أسباب منها:

• إذا كان الجسم لا ينتج خلايا الدم الحمراء بنسبة كافية.
• النزيف، والذي يترتب عليه فقدان لخلايا الدم الحمراء بشكل أسرع مما يمكن استبداله.
• إذا كان الجسم يُدمر خلايا الدم الحمراء.

 

أسباب وأنواع فقر الدم أو الأنيميا:

فقر الدم الناتج عن نقص الحديد:

يعتبر هذا هو النوع الأكثر شيوعاً لفقر الدم في جميع أنحاء العالم، حيث يحدث فقر الدم بسبب نقص مستويات الحديد في الجسم، ولأن نخاع العظم يحتاج إلى الحديد لتصنيع الهيموجلوبين، فبدون الحديد الكافي، لا يستطيع الجسم إنتاج كمية كافية من الهيموجلوبين لخلايا الدم الحمراء، وقد يكون السبب أيضاً راجع لعدم أخذ مكملات الحديد! حيث يحدث هذا النوع من فقر الدم للعديد من الحوامل، ولمن يعانون من نزيف الدورة الشديد، أو القرحة، أو السرطان أو نتيجة للاستخدام المنتظم لبعض مسكنات الألم التي تُعطى بدون وصفة طبية، وخاصة الأسبرين.

نتيجة لنقص الفيتامينات:

بالإضافة إلى الحديد، يحتاج جسمك إلى حمض الفوليك وفيتامين ب 12 لإنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة، ويمكن للنظام الغذائي الذي يفتقر إلى هذه العناصر المهمة أن يُقلل من إنتاج خلايا الدم الحمراء. بالإضافة إلى ذلك، قد يتناول بعض الناس ما يكفي من B-12، ولكن أجسامهم ليست قادرة على امتصاص ومعالجة هذا الفيتامين، وهذا ما يؤدي إلى فقر الدم نتيجة لنقص الفيتامينات، والمعروف أيضاً باسم فقر الدم الخبيث.

بسبب الأمراض المزمنة:

قدد تتداخل بعض الأمراض مع إنتاج خلايا الدم الحمراء، كالإصابة بالسرطان وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والتهاب المفاصل الروماتويدي وأمراض الكلى ومرض كرون وغيرها من الأمراض الالتهابية المزمنة.

فقر الدم اللاتنسجي:

يحدث هذا المرض النادر والمهدِّد للحياة عندما لا ينتج جسمك ما يكفي من كريات الدم الحمراء، وقد يحدث هذا العَرَض نتيجة للعدوى، أو بسبب استخدام بعض الأدوية، أو نتيجة الإصابة بأمراض المناعة الذاتية أو التعرض للمواد الكيميائية السامة.

فقر الدم المصاحب لمرض نخاع العظام:

قد تؤثر مجموعة من الأمراض على إنتاج الدم في نخاع العظم مثل سرطان الدم و سرطان نخاع العظم، وآثار هذه الأنواع من السرطانات والاضطرابات الشبيهة بالسرطان تختلف من معتدلة إلى مُهددة للحياة.

فقر الدم الانحلالي (فقر الدم المناعي):

يحدث هذا المرض إما نتيجة لنقص عدد خلايا الدم الحمراء أو اختلال وظيفتها! وقد يتطور هذا المرض عندما يتم تدمير خلايا الدم الحمراء أسرع مما يمكن لنخاع العظام أن ينتج ما يحل محلها! وقد يكون هذا المرض وراثي أو يُمكن الإصابة به لاحقاً أثناء حياة الشخص.

فقر الدم المنجلي:

فقر الدم المنجلي هو أحد أنواع فقر الدم الانحلالي وهو يعتبر أحد أمراض الدم الوراثية، ويظهر هذا المرض نتيجة حدوث تغير في بروتين خِضاب الدم (الهيموغلوبين) لتتخذ الشكل الهلالي غير الطبيعي (المنجل)، وخلايا الدم غير النظامية هذه تموت قبل الأوان، مما يؤدي إلى نقص مزمن في خلايا الدم الحمراء.

لأسباب أخرى:

هناك عدة أشكال أخرى لفقر الدم، مثل الثلاسيميا (وهو اضطراب الدم الوراثي الذي يظهر عادةً قبل بلوغ المريض عامين من العمر) أو نتيجة الملاريا.

 

ما هي مضاعفات فقر الدم؟

إذا تركت هذه الحالة دون علاج، فقد ينتج عنها العديد من المشاكل الصحية، مثل:

التعب الشديد:

عندما يحتد مرض فقر الدم بما فيه الكفاية، قد يواجه الشخص إرهاق وتعب شديد لدرجة تمنعه من إكمال مهامه اليومية.

مضاعفات أثناء الحمل:

قد تكون الحوامل المصابات بفقر الدم نتيجة لنقص حمض الفوليك أكثر عرضة للمضاعفات، مثل الولادة المبكرة.

مشاكل بالقلب:

تؤدي الإصابة بفقر الدم في بعض الأحيان إلى سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها، ونتيجة لفقر الدم فإن القلب يقع عليه ضغط أكبر لضخ المزيد من الدم لتعويض نقص الأكسجين في الدم، وهذا قد يؤدي إلى تضخم أو فشل القلب.

فقدان الحياة:

بعض أنواع الأنيميا الموروثة، مثل فقر الدم المنجلي، قد تكون صعبة وتؤدي في بعض الأحيان لمضاعفات تهدد الحياة، ويرجع هذا لأن فقدان الكثير من الدم يؤدي بسرعة إلى فقر دم حاد والذي قد يودي بالحياة.

 

علاج فقر الدم (الأنيميا):

تتراوح طرق علاج فقر الدم من أخذ المكملات الغذائية إلى الخضوع للإجراءات الطبية! ولكنها تختلف في العموم اعتماداً على سبب الإصابة بفقر الدم! والطبيب وحده من يستطيع وصف العلاج المناسب وفقاً لحالتك وتكون كالآتي:

 

في حالة نقص الحديد:

فهنا يعتمد العلاج عادة على تناول مكملات الحديد وإجراء تغييرات في نظامك الغذائي، أما إذا كان السبب الأساسي لنقص الحديد هو فقدان الدم – بخلاف الدورة – ففي هذه الحالة يجب تحديد موقع النزف وإيقافه، وهذا قد يشمل الجراحة.

في حالة نقص الفيتامينات:

فهنا قد يتضمن العلاج إعطاء مكملات حمض الفوليك وفيتامين ب 12، بالإضافة إلى زيادة هذه المغذيات في نظامك الغذائي، أما إذا كنت تعاني من مشكلة في امتصاص فيتامين ب 12، فهنا قد تتلقى جرعات يومية من العلاج لفترة حتى يتم تقليص تلك الجرعات لمرة واحدة في الشهر، والتي قد تستمر مدى الحياة، حسب وضعك الصحي.

في حالة الأمراض المزمنة:

فعلى الأغلب لا يوجد علاج محدد لهذا النوع من الأنيميا، وغالباً ما يُركز الأطباء على علاج المرض (السبب) الأساسي، أما إذا أصبحت الأعراض شديدة، فقد يساعد نقل الدم أو حقن الإريثروبويتين الاصطناعي (وهو هرمون ينتج عادة عن طريق الكليتين) في تحفيز إنتاج خلايا الدم الحمراء وتخفيف التعب.

في حالة فقر الدم اللاتنسجي:

وقد نحتاج – لعلاج هذا السبب – عمليات نقل الدم لتعزيز مستويات خلايا الدم الحمراء، وفي بعض الأحيان قد تحتاج إلى زرع نخاع عظمي إذا كان نخاع العظم مريضاً ولا يمكن أن يُنتج خلايا دم سليمة.

في حالة فقر الدم المصاحب لمرض نخاع العظام:

يمكن أن يشمل علاج هذه الأمراض المختلفة الأدوية أو العلاج الكيميائي أو زرع نخاع العظام.

في حالة فقر الدم الانحلالي:

فيتم في هذه الحالة تجنب الأدوية المشبوهة، ومعالجة العدوى ذات الصلة وتناول الأدوية التي تقلل من حدة جهاز المناعة، والذي قد يكون مهاجماً لخلايا الدم الحمراء، واعتماداً على شدة فقر الدم، قد يكون من الضروري نقل الدم أو البلازما، وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون إزالة الطحال مفيداً.

وفي حالة فقر الدم المنجلي:

قد يشمل العلاج استهلاك الأكسجين، والأدوية التي تساعد على تخفيف الألم، والسوائل الفموية والوريدية للحد من الألم ومنع المضاعفات، كما قد يوصي الأطباء بنقل الدم وتناول مكملات حمض الفوليك والمضادات الحيوية، وقد يكون زرع نخاع العظم علاجاً فعالاً في بعض الظروف.

إذا كان السبب الإصابة بالثلاسيميا:

فقد يكمن العلاج في نقل الدم أو تناول مكملات حمض الفوليك أو حتى استئصال الطحال أو زرع الخلايا الجذعية في الدم ونخاع العظم.

 

كيفية الوقاية من فقر الدم:

في العموم إن أفضل وقاية للعديد من الأمراض هي تناول نظام غذائي غني بالفيتامينات! وبالأخص فيما يخص فقر الدم الناتج عن نقص الحديد أو الفيتامينات:

• الأفضل التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل لحوم البقر واللحوم الأخرى والفول والعدس والحبوب المدعمة بالحديد والخضروات الورقية ذات اللون الأخضر الداكن والفواكه المجففة.
• وأيضاً الحرص على تناول الأطعمة المُحملة بحمض الفوليك كالموجودة في الفواكه وعصائر الفاكهة والخضار الورقية مثل البازلاء الخضراء والفاصوليا والفول السوداني ومنتجات الحبوب الغنية مثل الخبز والحبوب والمعكرونة والأرز.
• بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ب 12 والتي تشمل اللحوم ومنتجات الألبان ومنتجات الحبوب ومنتجات الصويا المدعمة.
• وأخيراً تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C والتي تشمل الحمضيات والعصائر والفلفل والقرنبيط والطماطم والبطيخ والفراولة.

 

النظر في التاريخ الوراثي:

إذا كان لديك تاريخ عائلي لفقر دم وراثي، مثل فقر الدم المنجلي أو الثلاسيميا، تحدث إلى طبيبك حول المخاطر التي قد تحدث لك أو المخاطر التي قد تنقلها إلى أطفالك.

 

تعرَّف على هذه الثمرة السحرية والتي قد تقيك من الجلطات والأزمات القلبية وغيرها من الأمراض:

وأخيراً يجب أن تعي أن تناول الطعام المتوازن والصحي يقيك من نقص العديد من الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم، ومن ضمنها الحديد، وفيتامين ب 12 وحمض الفوليك وغيرها! وتأكد أن فقر الدم قد تكون أعراضه الأولية غير ملحوظة ولكن إذا تطور المرض قد تكون عواقبه وخيمة. فساعدنا عن نشر هذه المعلومات القيّمة حول هذا المرض:) .

االمصدر: 1