عالِمة نفس: الرجوع مرة أخرى لنفس العلاقة المؤذية أو السامة له دوافع داخلية معقدة

نُقرر أحياناً أن نعطي فرصة ثانية لشخصٍ قام بإيذائنا، وبالرغم من إنهاء هذه العلاقة المؤذية إلا أننا قد نجد أنفسنا نود الرجوع إليها مرة أخرى متغاضين عن الأشياء الجوهرية التي جعلتنا ننفصل في المرة الأولى.

ليس إلى هذا الحد فقط بل إننا قد نكبت المشاعر السلبية ونتخلى عن حذرنا ونقرر العودة حتى وإذا كان هذا ضد إرادة المحيطين بنا، ويكون هذا القرار بالنسبة لهم درب من دروب الجنون!

فقرار العودة مرة أخرى لا يعني بأنك مختل ومريض وترى الإيذاء في الأفق وبالرغم من هذا تذهب إليه، ولكن اتضح أن لهذا القرار دوافع نفسية دفينة تشرحها لنا خبيرة علم النفس البشري (Shelby Sells) وهي كالآتي:

 

العودة إلى نفس العلاقة أمر سهل ومألوف

العلاقة المؤذية

بالطبع إن المستقبل طريق مجهول، والخوف من المجهول خاصة أثناء ضعفك وانكسارك سيكون أكبر. وعلى الجانب الآخر تكون العودة للشريك السابق أسهل وأكثر أماناً، فأنتم بالفعل تعرفون بعضكم البعض، وكل شخصٍ على علم برغبات الآخر وما يُفضله من طعام أو حتى من أسلوب للحياة، وبالتالي فإن الرجوع إلى طريق تعلم اهتماماته وتفاصيله يكون خيار أسهل.

ووفقاً لـ Sells، ففي الحقيقة نحن اعتدنا على الألم الذي يسببه شريكنا، لذلك لا توجد مفاجآت غير متوقعة تنتظرنا. نحن نتفق ضمنياً أنه وارد أن نتأذى من هذا الشخص مرة أخرى وبالرغم من هذا نحن موافقون!

 

الوحدة وتأثيرها السلبي

العلاقة المؤذية

الانفصال ليس بأمر هيّن، فبعد أن كنت في هذه العلاقة أياً كانت فترتها وملابساتها، أصبحت فجأة وحيد وبالرغم من إيذاء هذا الشخص لك، إلا أن تفكيرك لا يسرد سوى اللحظات السعيدة والأشياء الجيدة التي قام بها شريكك من أجلك، وقمع وتجاهل كل ما هو سلبي ليُشكك في قرار الانفصال بحد ذاته!

وتُفسر لنا خبيرة علم النفس أن هذا السلوك هو رد فعل خوفاً من البقاء وحيداً بالإضافة إلى خوف بدء علاقة جديدة وبالتالي يكون الخيار المتاح والأفضل في اعتقادهم هو الرجوع للشخص الذي تسبب في أذيتهم أفضل من البقاء وحيداً.

 

انفطار القلب والشعور بالآلام النفسية

 تصاحب فترة الانفصال دوماً أحاسيس منهكة للنفس، فالألم يأتي من الداخل وحتى ولو قام الشخص بإشغال نفسه في العديد من المهام إلا أنه بمجرد وضع رأسه على وسادته ليلاً سيتذكر كل معاناته وآلامه مهما تجاهلها! وهنا يكون في حالة ضعف وربما يُقرر داخلياً أنه قد حان إنهاء تلك المعاناة والآلام والعودة للطرف الآخر، بالطبع إذا أراد الأخير كذلك

تخبرنا الخبيرة أن الناس أيضاً يخشون أن ينتهي بهم المطاف بمفردهم أو بدء علاقة جديدة مع شخص آخر، ويعتقدون أنهم سيكونوا في حالة أفضل مع الشخص الذي آذاهم عن أن يكونوا وحدهم.

 

نراهن على التغيير

العلاقة المؤذية

مقولة إن مرآة الحب عمياء، هي مقولة صحيحة للغاية، فعلى الرغم من تبني الشخص لأفكار ومبادئ معينة إلا أنه قد يتغاضى ويستغنى عنها أملاً في أن شريكه سيتغير للأفضل، فبمجرد أن يخبرنا الطرف الآخر أنه مستعد للتغيّر، هنا نتمسك بهذا الخيط على الرغم من أننا نعلم في قرارة أنفسنا أن التغيّر المزعوم لن يحدث ولكن نذهب خلف الأمل متناسيين كل الذي يجب فعله. فنادراً ما يُغير الآخرين طبيعتهم الفطرية.

 لا نقصد أن جميع العلاقات التي انتهت  بالطلاق مثلاً أنها مؤذية ولا أمل للرجوع إليها مرة أخرى بشكل متوازن، حيث توجد العديد من العلاقات التي تستحق فرصة أخرى، وتوجد قصص نجاح بدأت من إعطاء فرصة ثانية.

 

ولكن أيضاً توجد علاقات أخرى يتحتم إنهائها والمقاومة للتخلص منها ومن تداعياتها لبدء حياة جديدة بمستقبل مشرق يملؤه الأمل.

 

نقترح قراءة هذا الموضوع أيضاً: 7 أفعال يجب تجنبها عند حدوث مشكلة مع شريك حياتك حتى تنعم بحياة بها احترام ومودة

هل سبق ومررت بنفس التجربة؟ وما نتيجة اختيارك؟ وهل تعتقد أن هؤلاء الأشخاص الذين آذوك يستحقون فرصة ثانية وقادرون على التغيير؟ إذا كنت تود مشاركتنا تجربتك سيكون هذا لطفاً منك 

المصدر: Brightside