هكذا يتغير دماغ الأم بعد الولادة والذي قد يجعلها شخصاً مختلفاً تماماً عن سابق عهدها

تمر السيدة خلال مرحلة الحمل بالعديد من التغيرات المثيرة للفضول سواء النفسية أو الشكلية، فقد يصبح لون شعرها وملمسه مختلفين، والأطعمة التي أحببتها ذات يوم قد تبدو فجأة ذات مذاق مختلف لها، بالإضافة إلى التغيّرات التي تحدث لها بعد الولادة كركلات الوهمية وهي الشعور بركل الطفل داخل البطن، بالرغم من انتهاء فترة الحمل! فإلى جانب الجسد، يخضع العقل أيضاً لبعض التغيّرات، وهو ما سوف نصوّب اهتمامنا إليه اليوم، لما قد يحدث لأدمغة الأمهات بعد الولادة.

 

ينغمر الدماغ بهرمونات السعادة

تغيرات بعد الولادة

حلل الباحثون سلوك بعض السيدات بعد الإنجاب وقضاء وقتاً مع أطفالهن، وكيف تفاعلت أدمغتهن مع الأطفال، خاصةً مع صرخات الأطفال والابتسامات، ولوحظ أنه بمجرد أن ترى الأم الجديدة طفلها يبتسم أو يضحك، يتلقى دماغها عدداً كبيراً من المواد الكيميائية والهرمونات التي تجعلها تشعر بالرضا. وفي مرحلة مبكرة من الحمل، تبدأ السيدة في الحصول على جرعات من الأوكسيتوسين، “هرمون الحب”، وأيضاً هرمون الدوبامين “هرمون المكافأة” فهذه الجرعات تكون بمثابة تهيئة وإعداد للأم الجديدة حتى تفهم احتياجات طفلها وتستجيب لها بشكل أفضل، وأثناء الرضاعة الطبيعية تنغمر النساء بهرمون الحب، مما يساعدهن على الارتباط بالطفل، ولاحظ الباحثون تغيّر آخر يحدث في الدماغ، ألا وهو أن الجزء الخاص بالمكافأة يزيد، ليساعد أيضاً الأمهات الجدد على تعزيز علاقتهن بالطفل والعناية به.

 

المادة الرمادية الموجودة في الدماغ تتقلص، ولكنه ليس بأمر خطير

تغيرات بعد الولادة

تُعد المادة الرمادية هي أحد العناصر الأساسية الموجودة في الجهاز العصبي المركزي وهي المسئولة عن الرؤية والسمع ومعالجة الذكريات وكذلك العواطف واتخاذ القرار والقدرة على التفاعل مع الآخرين، بمعنى أبسط، هي التي تساعدك على فهم مشاعر الآخرين، وإدراك الإشارات غير اللفظية، وعمل الروابط بين المواضيع وما إلى ذلك، ووفقاً للدراسات أنهم وجدوا أن مساحة المادة الرمادية في بعض مناطق دماغ الأم الجديدة أصبحت أصغر، ويستمر هذا التغيير لمدة تصل إلى عامين بعد الولادة.

 

 

ربما تصابين بالخوف من سماع هذا الأمر، ولكنه في الحقيقة له علاقة مباشرة بعلاقتك بمولودك الجديد، فبعض الباحثين لاحظوا أن الأمهات الجدد بالفعل يشعرن بمزيد من التعلق بأطفالهن، والمشاعر السلبية تجاههن قد تقلصت، والسبب أن هذا التغيير الذي حدث في المادة الرمادية، حوّل انتباه الأم عن الآخرين وصوّبه نحو طفلها، مما يساعدها على فهم مولودها بشكل أفضل، على سبيل المثال تفسير لغة جسده.

 

تغيرات بعد الولادة

 

وتفسير هذا من وجهة نظر الباحثين، بسبب تخلص الدماغ من بعض الروابط بين خلايا الدماغ، حتى يتمكن من تكوين روابط جديدة، والتي تعتبر أكثر أهمية لرعاية الطفل، حيث يصبح الدماغ أكثر تنظيماً ويمكنه معالجة المعلومات الهامة بشكل أكثر فعالية، على سبيل المثال تقديم الحماية الفورية إذا كان الطفل بحاجة إليها.

 

ذاكرتك جيدة ولم يصيبها أي شيء

تزعُم بعض النساء أن ذاكرتهن ساءت بعد الولادة وأنهن غالباً لا يتذكرن الأشياء، ولكن وكما أوضحت الأبحاث، أن هذا مجرد وهم، فالقدرات المعرفية للمرأة لا تتراجع بعد الولادة، ويمكن تفسير النسيان، بسبب أن تركيز الأم الجديدة يُوجه صوّب احتياجات الطفل والمهام المرتبطة به، ونظراً لأن المولود الجديد يتطلب الكثير من الوقت والاهتمام، فمن المتوقع أن الأشياء الأقل أهمية يتم وضعها في الخلف، ولا يتم التركيز عليها.

 

وبالحديث عن الحمل والولادة، ربما تفضلين أيضاً قراءة ⇐ زيادة وزن الأم أثناء الحمل يكون له تأثير سيء على نمو دماغ الطفل في المستقبل

 

هل شعرت بأي من هذه التغيرات أثناء الحمل وفترة ما بعد الولادة؟ أخبرينا ما الذي أصبح مختلفاً أيضاً أدناه في التعليقات ⇓ 🙂