عرب ميز ثقافة وترفيه
يتمتع الأشخاص ذوي معدل الذكاء العالي ( IQ) بشهرة عالية في المجتمع فنحن نعرف معظمهم بالطبع، فربما الآن بمجرد ذكر معدل الذكاء تذكرت للتو إيلون ماسك (الرئيس التنفيذي لتيسلا موتورز) أو ستيف جوبز الغني عن التعريف، ولكن هل توقعت يوماً أن من أذكى الأشخاص هي في الحقيقة امرأة؟! فالسيدة مارلين فوس سافانت تُعد أذكى امرأة، ونود اليوم تسليط الضوء على هذه السيدة المغمورة والتي لم تنل الشهرة المناسبة! وتابعوا القراءة لآخر الموضوع لتتعرفوا على معدل الذكاء لأكثر الشخصيات المشهورين.
في البداية، ما هو معدل ذكاء المشاهير؟
وفقاً للسجلات فمن المحتمل أن يصل معدل ذكاء ستيف جوبز إلى 160 تقريباً أو أعلى بقليل، وهذا يعني أنه بشكل تقليدي كان أذكى من حوالي 6,839,822,949 شخص على وجه الأرض! بينما يُقدر معدل ذكاء إيلون ماسك بـ 155. وإذا كنت تتساءل عن معدل ذكاء مارك زوكربيرغ فلقد بلغ 152، وهو من بين أعلى 0.1٪ من السكان في العالم من حيث نسبة الذكاء. فبعد مقارنة أرقامهم برقم مارلين، هل أُصبت بالاندهاش أم لا؟!
كيف كانت طفولة أذكى امرأة؟!
وُلدت مارلين فوس سافانت عام 1946 في سانت لويس، ميزوري بالولايات المتحدة، وهي لوالدين مهاجرين من ألمانيا وإيطاليا. وكانت طفولة مارلين هادئة للغاية ولا يوجد بها أي شيء مختلف أو غير عادي، فالتفاحة لم تضرب رأسها كنيوتن ولم تكن منهمكة في التفكير في شيئ معقد لتصرخ في النهاية وتقول “وجدتها!” كأرخميدس، فقط طفلة عادية تعيش حياتها وسط أسرتها الطبيعية، حتى لحظة التحوّل في حياتها!
لسببٍ ما خضعت مارلين فوس سافانت لاختبار ذكاء لها في سبتمبر عام 1956، وحينها كانت تبلغ من العُمر 10 سنوات فقط، ولكن المفاجأة أن نتيجة الاختبار أظهرت أن عُمرها العقلي كان 22 عاماً و 10 أشهر، لتُسجل معدل ذكاء 228. وحتى تتخيل كم هو رقم كبير، فقط يُمكنك مقارنته بمتوسط معدل ذكاء الشخص العادي والذي كان بين 85 و 115!!! وعلى الرغم من قدرة عقل مارلين الاستثنائي والذي لا يختلف عليه اثنين، إلا أن والديها قررا إخفاء هذه المعلومات عن الجمهور، لحماية طفلتهم من عيش حياة غير طبيعية، فلقد أرادوا أن تتربى على طفولة طبيعية كباقي أقرانها.
في النهاية لم يختبئ السر، ليُعلن للمجتمع أن مارلين كانت واحدة من أذكى الشخصيات في العالم
استكمالاً للنقطة السابقة ونزولاً على رغبة والديّ مارلين في عيش طفلتهم حياة عادية، فبالتبعية كبرت هذه الطفلة العبقرية بشكل طبيعي لتواصل دراستها، ولكنها شعرت بالملل وغادرت جامعة واشنطن بعد عامين فقط. ثم بدأت مارلين في بناء حياتها المهنية وصوّبت اهتمامها نحو الأسهم والعقارات. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن شغفها الحقيقي كان الكتابة والتأليف. وهنا اتبعت مارلين شغفها لتعتمد على استثماراتها الشخصية لتتفرغ للتأليف والكتابة. وحتى ذلك الحين، كتبت سافانت الروايات والقصص القصيرة تحت اسم مستعار من أجل البقاء بعيداً عن دائرة الضوء.
ولكن أتت اللحظة التي هزت حياة مارلين وقلبتها رأساً على عقب، حيث أُدرج مُعدل ذكائها المرتفع بشكل لا يصدق والذي وصل لـ 228 في موسوعة جينيس للأرقام القياسية (The Guinness World Records Hall of Fame) عام 1988 أي عندما كانت تبلُغ من العُمر حوالي 42 عاماً، لتُقحَم مارلين فجأة في حياة المشاهير!!
وبمجرد تسجيل معدل ذكائها في موسوعة غينيس، انهالت عليها المقابلات والبرامج التليفزيونية، ولكن سافانت التي تعشق الخصوصية، لم تدع ذلك يشغل بالها، ففي رأيها، أن جميع الأشخاص قادرون على القيام بأشياء غير عادية: “جميع الأشخاص يستخدمون حوالي 10% فقط من عقولهم، أي حوالي في المتوسط بين 5 : 15%” بينما يمكن لبعض الأشخاص فقط استخدام “17.7% من عقولهم” والبعض الآخر ربما يستغل “17.8 %” من عقولهم.
ووصلت شهرة مارلين لتُصبح شخصية جذابة للجمهور وظهرت حتى في حلقة من عائلة سمبسون في عام 1999.
بالنسبة لمنتقديها، فهي شخص أهدرت موهبتها العبقرية!
تزوجت أذكى امرأة في عام 1987 من العالم والباحث ورجل الأعمال الأمريكي روبرت كوفلر جارفيك، الجراح الذي طوّر قلب الإنسان الاصطناعي الميكانيكي، وعشقت هذه الحياة الهادئة البعيدة عن الصخب. فلقد كانت زوجة وأم وكاتبة عامود ناجحة، وتبدو حياتها طبيعية للغاية. ولكن هذا لم يعجب منتقديها، فلقد ظلوا يعتقدون بأن هذا المسار الذي سلكته في حياتها لم يكن مناسباً لقدراتها العقلية الهائلة، فلقد أضاعت هباءً هبة أعطاها لها الله. ولم يتوقف الأمر فقط عند الآراء، ولكن كانوا يرسلون خطابات غاضبة لمارلين ليتكهنوا بأنها ربما لم تكن عبقرية من الأساس.
وعلى الجانب الآخر، كشفت مارلين في إحدى المقابلات أن معدل الذكاء هو مجرد “القدرة” على كيفية استخدامك لذكائك هذا، فهي ليست حاسب آلي أو آلة حاسبة، هي مجرد إنسان طبيعي وعادي: “كل شخص لديه القدرة على أن يكون آينشتاين على الأقل.”
ورغم الانتقادات التي تلقتها مارلين منذ اكتشاف قدرتها العقلية الرائعة، إلا أنها لم تشعر ولو للحظة بأنها سلكت الدرب الخاطئ: “المجتمع يقدم لنا الكثير، ولا أعتقد أننا نفعل ما يكفي لرد الجميل، لكنني أعتقد بأننا جميعاً نتحمل مسؤولية اجتماعية وأعتقد أنني أتحملها أيضاً، وأعتقد أن كتابة الكتب والقصص تُعد طريقة ممتازة لرد الجميل للمجتمع”.
ويُمكننا الإلهام بما فعلته مارلين فوس سافانت، فلا داعي بأن نسلك درباً فرضه علينا المجتمع والآخرين، ولكن من الجيد أن نختار ونُصرّ على أن نفعل ما يُناسبنا نحن وما نحتاج إليه بالفعل. نأمل أن يجد كل شخص طريقه في الحياة ويشعر بالسعادة!
ولأننا نتحدث عن معدل الذكاء والأذكياء، فربما تُصاب بالدهشة عند قراءة هذا الموضوع ⇐ 10 من مشاهير هوليود لديهم معدل ذكاء يفوق ذكاء خريجي جامعات هارفارد وأكسفورد
فكما تلاحظ أن مارلين فوس سافانت لم تهوى حياة المشاهير، وهذا كان قرار والديها منذ الصغر، لتستكمل هي نفس المسيرة كذلك، فحتى إذا قمت بالبحث عن اسمها في محركات البحث، ستظهر لك على أنها كاتبة ومؤلفة ولا يُشار إلى معدل ذكائها! وفي الأخير أخبرنا هل تؤمن باختبارات معدلات الذكاء؟ وهل تعتقد أن هذه الاختبارات تعكس بالفعل ذكاء الشخص؟ سننتظر أرائكم في التعليقات ⇓ 🙂
عرب ميز
