إن مشاعرنا على صلة مباشرة بأجسامنا فتأثيرها لا يقع عند حد العقل فقط ولكن يصل تأثيرها للجسم كله، فبعد قراءة هذه المقالة ستتعرف على مدى وقوة تأثير مشاعرنا وما قد نؤول إليه بسبب ما نشعر به دون أن ندرك، ولتحقيق الانسجام بين حالتنا النفسية والجسدية وعيش حياة صحية، ننصح بقراءة هذا الموضوع لتتعرف على تأثير العواطف وأيضاً لتتعرف على الحلول والطريقة التي يجب التعامل بها لتتجنب مثل هذه الآثار السلبية.
1. مشاعر الحب
ربما تلاحظ عندما تكون في حالة حب، أن ضربات قلبك تتسارع وأن يديك تتعرق أكثر عن المعتاد، وتكون هذه الأعراض نتيجة تحفيز كلاً من هرمون الأدرينالين والنورادرينالين، أما عندما يتم إنتاج هرمون البيبتيدي (أو الاكسيتوسين وهو هرمون الحب) فتجد أنك تشعر بالسعادة والثقة، ويتلاشى لديك الشعور بالألم نتيجة تنشيط مناطق “تسكين الألم” بالدماغ، ويصبح قلبك أكثر صحة، وعلى عكس ما هو منتشر، فإن الأشخاص المتزوجون يعيشون أطول (بشكل تقديري) إذا كانوا ينعمون بالحُب.
2. مشاعر الغضب والقلق
إن مشاعر الغضب مرتبطة بمشاعر الاستياء والتهيج، وهذا قد يجلب لك الشعور بالصداع والأرق وأيضاً مشاكل بالهضم، ومشاكل جلدية، وفي أصعب المواقف قد يصل الأمر إلى الأزمة القلبية، أو حتى السكتة الدماغية، وللسيطرة على غضبك حاول التحكم في أعصابك وأن تأخذ نفساً عميقاً وتهدأ قليلاً لتفكر لماذا أنت غاضب الآن؟ وحاول أن تتحدث مع من حولك في ما يدور بذهنك حتى تستطيع حل المشكلة، وبقدر المستطاع حاول التخلي عن التفكير غير الصحي.
3. مشاعر الاكتئاب
الاكتئاب هو اضطراب في الدماغ يمكن أن يؤدي إلى الألم العاطفي، والاكتئاب يزيد من خطر الإصابة بعدد من الأمراض كما أنه يجعل الجهاز المناعي ضعيف جداً، ومن أعراضه الأرق بسبب عدم القدرة على الحصول على الراحة نتيجة التفكير المستمر وبخاصة في الأفكار المضطربة، كما أن الاكتئاب والتعرض للإجهاد يؤدي إلى مشاكل بالذاكرة واتخاذ القرارات وقد يصل الأمر للإصابة بأزمة قلبية.
4. مشاعر الخوف
عندما نخاف، فإن الدم يُستنزف حرفياً من وجهنا ويتركه شاحباً، ويحدث هذا بسبب الجهاز العصبي اللاإرادي، فعندما نواجه قاتل على سبيل المثال فإن الأوعية الدموية الواصلة للوجه والأطراف تنقبض وتُرسل المزيد من الدم إلى العضلات والجسم لكي نكون على أتم الاستعداد للقتال.
5. مشاعر الاشمئزاز
من أصعب المشاعر التي يمكن السيطرة عليها هي الشعور بالاشمئزاز سواء من شيئ ما أو الأسوأ، من شخص ما، وعلى عكس مشاعر الخوف والغضب والتي تُسرع من ضربات القلب، تجد أن مشاعر الاشمئزاز تُبطئ قليلاً من ضربات القلب، ويصاحبه أيضاً الشعور بالغثيان أو كما لو كان هناك شيئاً خاطئاً في المعدة، ويحدث هذا نتيجة ارتباط الكراهية التي تنتجها مشاعر الاشمئزاز بالكثير من العناصر الفسيولوجية التي ترتبط بالجهاز الهضمي، ولتجنب هذا الأمر حاول أخذ نفس عميق وأن تدرك بأن هذه مجرد مشاعر تحاول السيطرة على تفكيرك، بل وحاول القيام بعكس ما تشعر به أي بدلاً من أن تسخر من شخص ما أو شيئ ما، كن معه ودود للغاية.
6. مشاعر الخزي والخجل
يفقد الشخص في حالات الخزي والخجل المفرط احترامه لنفسه وإرادته الحرة، وغالباً ما يأتي هذا الشعور نتيجة ذكريات وأحداث ماضية فهنا يصبح هذا الشعور مُجهد بالنسبة للشخص مما ينتج عنه مشاكل مثل الإفراط في إنتاج الكورتيزول (وهو هرمون التوتر) وتكون نتيجة هذا زيادة في معدل ضربات القلب وانقباض الشرايين، وللتغلب على هذه المشاعر حاول التوقف عن مقارنتك بالآخرين وتعلم كيف تكون واثقاً من نفسك وغير خائف مما يعتقده أو يقوله الآخرين عنك، دعهم يعتقدون ما يعتقدون فأنت وحدك تعرف قدراتك الكاملة والكامنة، فقط تخيل أنك في معركة ويجب أن تثبت نفسك للفوز.
7. مشاعر الفخر والتفاخر
يأتي التفاخر بالنفس نتيجة تكوين أفكار سلبية عن الآخرين بالإضافة إلى شعورك الداخلي بأنه لا يوجد أفضل منك، هذا التفكير يجعلك مضغوط دائماً، وهذا ينتج عنه الإصابة بحرقة وآلام في المعدة وارتفاع ضغط الدم، وما إلى ذلك، وقد تكون نتيجة الشعور بالغرور المُفرط هي تجاهل المخاطر المحتملة، فهناك مقولة تقول “تخلى عن الكبرياء أمام السقوط “، فإذا كنت من الأشخاص الذين يصعب عليهم التأسف فحاول أن تتوقف عن كونك كاملاً في نظر نفسك وانظر إلى الفشل على أنه فرصة وطريق آخر للنجاح، وحاول أن تكون أكثر تعاطفاً وفهماً لمشاعر الآخرين، وتقبَّل الناس كما هم ولا تأخذ جميع المواضيع على محمل الجد.
8. مشاعر الغيرة
إن الغيرة في حد ذاتها أمر جيد ولكنها إذا كانت غيرة بهدف إصلاح ودافع طاقة إيجابية للذات، أو ناتجة عن حب لشخصٍ ما في الحدود الطبيعية فكلها أمور جيدة، ولكن إذا تحول للشعور بالقلق أو الخوف من فقدان أحد أفراد الأسرة أو الغيرة غير الصحية والتي قد تدمر القلوب والعلاقات والأسر، فهذا غير مستحب لأنه يزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم، وفي بعض الأحيان يتحول الأمر لضعف الشهية، وفقدان أو اكتساب الوزن والأرق ومشاكل في المعدة وهلم جرا، وللسيطرة على هذه المشاعر حاول أن تتوقف عن مقارنتك بالآخرين وتعامل مع الأمور على حقيقتها.
9. مشاعر السعادة والسرور
إن السعادة والصحة الجيدة يسيران جنباً إلى جنب، مما يجعل قلوبنا أكثر صحة وأنظمة المناعة لدينا أقوى، وتمتد حياتنا لفترة أطول (بأمر الله)، وأيضاً نستطيع من خلال هذا الشعور الرائع التغلب على الإجهاد، ولهذا ننصحك بأن تتذكر ما هو إيجابي لدى الأشخاص وتتغافل عن صفاتهم السيئة البسيطة، وأن تبتسم طوال الوقت وأن تكون نشيط وتقضي وقتاً طويلاً في الخارج وأن تحصل على وقتك الكافي للنوم ولا تنسَ بأن تفعل الأشياء التي تُسعدك أنت وليس الآخرين في المقام الأول، فسعادتك ستمنحك طاقة لإسعاد ومساعدة الآخرين.
10. المشاعر العفوية في متلازمة (كورنيليا دي لانج) ومتلازمة (روبنشتاين تايبي)
تم إجراء دراسة من خلال مسح ضوئي للوجه على مجموعة من الأشخاص مصابين بمتلازمة كورنيليا دي لانج (والمعروف أيضا باسم متلازمة أقزام أمستردام وهو اضطراب وراثي نادر يمكن أن يؤدي إلى شذوذ تنموي شديد) ومتلازمة روبنشتاين تايبي (وتسمى أيضا بمتلازمة الإبهام الكبير.وهو مرض خلقي نادر ,يحدث نتيجة حدوث طفرة في الموروث الجينى للإنسان، وهى ليست من المتلازمات التي تحدث نتيجة توارث الجينات بين الأجيال)، وكانت الدراسة تُركز على انفعالات منطقة العين والمناطق التعبيرية الموجودة حول الفم، ومقارنة التفضيلات البصرية لتعبيرات الوجه السعيدة أو التي تشعر بالاشمئزاز مع أشخاص طبيعيين، وأظهرت الدراسة أن مقدار الوقت الذي يقضونه في النظر إلى مناطق العين والفم من الوجوه كان مشابهاً (15 شخصاً مصاب بـ CdLS و17 شخصاً مصاب بـ RTS)، كما أظهرت كلتا المجموعتين من الأشخاص المشاركين نمطاً مماثلاً من التفضيل البصري العفوي للعواطف.
11. مشاعر القلق والاكتئاب يزيد من خطر فقدان الحياة بسبب أمراض الكبد
بالإضافة إلى خطر الإصابة بأمراض القلب، فإن المعاناة من القلق أو الاكتئاب قد يؤدي أيضاً للإصابة بأمراض الكبد، حيث أظهرت دراسة أن الاضطراب العقلي يُمكن أن يؤدي إلى خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية واللذان قد يكونا سبباً لأمراض الكبد، والمعروفة باسم (مرض الكبد الدهني غير الكحولي) والذي قد يتطور ليصل الأمر إلى تليف وفشل الكبد.
معلومة إضافية مفيدة: هل سبق لك أن تساءلت كيف تؤثر ممارسة الرياضة على الحالة العاطفية؟ إليك الجواب:
أثبتت نتائج الكثير من الدراسات التي أُجريت على أشخاص يمارسون الرياضة بطريقة منتظمة بأنهم لديهم دفعة إيجابية لحالتهم المزاجية وأيضاً تنخفض معدلات الاكتئاب، والسر هنا هو إطلاق جسمك عند ممارسة الرياضة لمادة كيمائية تُسمى الإندورفين، والتي تستهدف المستقبلات في الدماغ لتُقلل إدراكك للألم.
ولكن عندما يتعلق الأمر بمشاعرنا، فإن الإندورفين يلعب دوراً كبيراً، فكما ذكرنا أن الإندروفين يتم إنتاجه كرد فعل طبيعي على بعض المحفزات، كالإجهاد، والخوف أو الألم، والتي ترتبط وبشكل رئيسي مع مستقبلات موجودة في خلايا أجسامنا وبالأخص في منطقة الدماغ المسؤولة عن عرقلة الألم والسيطرة على العاطفة، فعندما يصل الإندروفين للمستقبلات المحددة فهو يجعلك تشعر بالراحة والمتعة.
ربما تريد أيضاً قراءة: 5 خطوات مهمة يجب اتباعها لكي تؤثر في الآخرين وتظهر مشاعرك نحوهم
لا تنسَ إخبارنا ما هي أكثر معلومة استفدت منها، ولا تنسَ أيضاً مشاركة تلك المعلومات مع أصدقائك للمساعدة في أن يكون عالمنا أكثر صحة 🙂 .