يغفل كثيرٌ منا عن خطر ترك الأطفال في السيارات لوحدهم وأن هذا قد يُعرضهم للخنق ومن ثم مفارقة الحياة لا قدر الله، إن الأمر لا ينحصر حول الآباء الذين يمتلكون سيارات، بل بالعكس، قد يتم نسيان الأطفال في الحافلات المخصصة لتوصيل الأطفال للمدرسة.
ومن الممكن أن يستهين البعض من هذا الأمر ولكن ما تعلمه أن درجة الحرارة قد ترتفع بمعدل سريع لتصل إلى 50 أو 60 درجة مئوية (حتى مع ترك النوافذ مفتوحة بمسافة بسيطة) ويكون لارتفاع درجة الحرارة تأثيراً ضاراً على الطفل فنتيجة للتخزين الحراري داخل السيارة والذي يعمل على تمدد الأكسجين وبالتالي تباعد جزئياته وهذا ما يؤدي في نهاية المطاف إلى قلة كمية الأكسجين الواصلة للطفل والتي يحتاجها لإتمام عملية التنفس، أو قد يؤدي ارتفاع درجات الحرارة بالسيارة إلى ارتفاع درجة حرارة الطفل ومن ثم إصابته بالجفاف، ثم التقلصات ثم حدوث صدمة ثم تحدث مفارقة الحياة (لا قدر الله).
خطر ترك الأطفال داخل السيارات:
وقد ذكرت الإدارة الوطنية للسلامة المرورية للطرق السريعة بأن أي سيارة مغلقة معرضة للشمس بالصيف قد تتحول بسرعة كبيرة إلى فرن، حيث تصل الحرارة داخلها من 25 إلى 35 درجة خلال 3 دقائق، وإلى 50 درجة خلال 6-8 دقائق!! وقد وصل عدد الأطفال المتروكين في السيارات وقد تعرضوا لفقدان الحياة إلى 37 طفلاً وهؤلاء الأطفال إما قد تم نسيانهم في السيارة أو قد حُصروا بداخلها ولم يستطيعوا الخروج، ولا يمكن لوم هؤلاء الآباء والأمهات على إهمالهم، فبعضاً منهم ترك أطفالهم نائمون بالسيارة ورفضوا إيقاظهم فهم سيعودون قريباً (ولنكن صريحين فمعظمنا يفعل هذا، ولكننا لا ندرك خطورة الأمر)، وحتى مع تشغيل المكيف، فلا تطمئنوا كثيراً فمن الممكن أن ينطفئ المكيف نتيجة أي عُطل فني فجأة وأنتم لا تدرون (هذا بخلاف أن وجود الأطفال والسيارة تعمل يكون مطمع لكثير من السارقين)، هذا الأمر ينطبق أيضاً على كبار السن والحيوانات الأليفة.
وبعد استعراض ما سبق وتبينا مدى خطورة الموقف ستندهشون بعد معرفة أن من قام بمبادرة اختراع جهاز ليحل هذه المشكلة هو طفل يبلغ من العمر 10 سنوات فقط ويُدعى بيشوب كاري من ولاية تكساس، قام باختراع جهاز يُدعى (الواحة) بعد أن رأي مفارقة طفل للحياة في شاحنة صغيرة الصيف الماضي خارج منزل في ميليسا، ووقعت هذه الحادثة بالقرب من منزل عائلة كاري في ماكيني بولاية تكساس، وقد تأثرت عائلة كاري بهذه الحادثة لأن لديهم طفلة تبلغ من العمر عاماً واحداً.
وتكمن آلية الجهاز في الكشف عن وجود طفل أم لا في مقعد السيارة ومن ثم إطلاق هواء بارد بالتزامن مع إخطار الآباء، ويجدر ذكر أن هذا الجهاز في مرحلة التصميم حتى الآن وهو واحد من 13 اختراع قام بهم هذا الطفل الرائع وجميعهم يهدفون لحماية حياة الآخرين.
ويقول كاري”أصبح حلمي الآن هو اختراع المزيد من الاختراعات التي تنقذ الأرواح”، وأضاف “لم أكن أعتقد أن طفل في مثل سني هذا يستطيع أن يقوم بعمل مثل هذا”
توثيق الاختراع:
لقد قام والد كاري بأخذ خطوات جدية بشأن هذا الصدد وقام بالتقديم على براءة اختراع لهذه الفكرة وهذا الإجراء مستمر لأنه يتحدث مع المحامين لاتخاذ خطوات أخرى، وبمجرد ما تتم الموافقة سيحصلون على 20 ألف دولار، وهذا المبلغ سيكون بمثابة البداية لتحقيق هذه الفكرة إلى جهاز على أرض الواقع، كما أنهم قد جمعوا بعض من المال من موقع GoFundMe (وهو موقع لجمع التبرعات عن طريق الإنترنت)، وقد قاموا بالفعل من إنتاج الرسومات و النموذج الأولي المصنوع من الطين تجسيداً لهذه الفكرة.
شاهد أيضاً: إرشادات يجب اتباعها عند وضع الأطفال في مقعد السيارة من أجل الحفاظ على سلامتهم
نود في نهاية الأمر أن نعي خطورة الأمر والتشديد على سائقين الحافلات المخصصة للمدارس والمشرفين حول أهمية الأمر وأنهم يجب أن يعيروا انتباههم لهذا الأمر،بالإضافة إلى أنه يجب على الأهالي أن يقوموا بإخراج الأطفال أولاً من السيارة ومن ثم المشتريات، ونسأل الله أن يحفظ أولادكم.