يشغل الدماغ البشري تفكير العلماء، فبرغم الدراسات التي تم إجراءها من بدايات تطور العلم إلا أنهم مازالوا يكتشفون العديد من اسرار الصحة النفسية والمزيد من الخبايا الموجودة في النفس البشرية، لهذا اتركنا نأخذك في رحلة داخل رأسك لمعرفة ما الذي يجعل وعيك يعمل؟!
1. تتأثر الصحة النفسية بتغير ذكرياتنا باستمرار
تتاثر الصحة النفسية لدينا بذكريات ماضية فنميل الى رؤية ذكرياتنا كأفلام صغيرة أو كمقاطع فيديو، ونظن بأن ذكرياتنا الموجودة بداخلنا غير قابلة للتغيير، ولكن اتضح أن ذكرياتنا تتغير في كل مرة نتذكرها، ويحدث هذا التغيير نتيجة فقدان الذاكرة (النسيان في أبسط الأمور) أو وقوع أحداث في الماضي القريب. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تتذكر جميع لقاءات العائلة التي حدثت ولكنك بالطبع لا تمتلك ذكريات واضحة لجميع الناس الذين حضروا هذه اللقاءات، ولكن بما أن عمتك لا تُفوّت أبداً مثل هذا النوع من اللقاءات، فإن عقلك يُكوّن صورة ذهنية لها في الذكريات، حتى وإن لم تحضر هذا اللقاء.
2. نستطيع فقط امتلاك عدد محدود من الأصدقاء
توصل علماء النفس وعلماء الاجتماع إلى شيء يُسمى رقم دنبار وهو رقم يدل على العدد الأقصى للأصدقاء الذي يستطيع الشخص مصاحبتهم، شريطة أن تكون تلك الصداقة وطيدة ومُقربة، لذلك قد يكون لديك آلاف “الأصدقاء” على الفيسبوك، ولكن لديك فقط عدد محدود تقوم بالتواصل معهم وتربطك بهم صداقة حقيقية.
3. تتحسن الصحة النفسية و نشعر بالسعادة أكثر عندما نكون مشغولون
تخيل أنك في المطار، وبمجرد هبوطك من الطائرة ستكون على استعداد لاستلام الحقائب في غضون 10 دقائق فور اكتمال إجراءات الوصول، وهنا سنتخيل موقفين،
الأول: هو أن تستغرق إجراءات الوصول ثماني دقائق وبمجرد وصولك لصالة الحقائب لم تنتظر سوى دقيقتين حتى تحصل على حقيبتك.
والموقف الثاني، هو أنك لم تستغرق سوى دقيقتين في الإجراءات وانتظرت ثماني دقائق لوصول الحقيبة، وبما أن في الحالتين الزمن الإجمالي هو 10 دقائق إلا أنك ستشعر بعدم الرضا والسخط من الانتظار عند الموقف الثاني، وهذا لأن أدمغتنا تكره الخمول وتُفضل البقاء مشغولة بدلاً من ذلك، وعند انتهاء أي مهمة، تكافئنا بإطلاق هرمون السعادة.
4. يمكننا حفظ فقط من 3-4 أشياء في وقت واحد
تُظهر الدراسات أن دماغنا يستطيع تخزين ما لا يزيد عن 3-4 معلومات في وقت واحد، كما أنه يستطيع حفظ تلك المعلومات فقط لمدة 20-30 ثانية، وبعد هذا الوقت، سننسى تلك المعلومات إلا إذا قمنا بتكرارها مراراً وتكراراً، فعلى سبيل المثال.
إذا كنت تقود السيارة وتتحدث على الهاتف (لا يُنصح بفعل ذلك!)، وقام الشخص الآخر بإعطائك رقم، ولكنك بالطبع لا تستطيع كتابته فالحل أنك تحاول حفظه، ولن تستطيع حفظه إلا إذا قمت بتكراره حتى ينتقل إلى ذاكرة المدى القصير، وبالمناسبة، لهذا تجد أن معظم أرقام الهاتف وبطاقات الائتمان يتم كتابتها بهذا الأسلوب وهو تقسيمها على ثلاثة أو أربعة أرقام.
5. يختلف إدراكنا البصري للأشياء عن مظهرها الفعلي
عادة ما تقوم أدمغتنا بمعالجة المعلومات الواردة من الأعضاء الحسية، وتحليل الصور المرئية ومن ثم تفسيرهم بشكل نستطيع استيعابه. فعلى سبيل المثال، السبب في قدرتنا على قراءة نص بسرعة دون وجود النقاط والهمزات به كالصورة السابقة، يكمن في الحقيقة بأننا لا نقرأه كما هو في الواقع، بل إننا ببساطة نلاحظ الحروف الأولى والأخيرة من كل كلمة، ونتوقع البقية استناداً إلى خبراتنا الماضية.
6. الصحة النفسية تتاثر بأحلام اليقظة
من منا لم تراوده أحلام اليقظة في أي وقت سواء خلال العمل أو في أي وقتٍ آخر، ويُبرر ذلك علماء من جامعة كاليفورنيا بأن الإنسان يقضي 30٪ من وقته كل يوم في أحلام اليقظة (وتزيد هذه النسبة لتصل إلى 70٪ على سبيل المثال خلال الرحلات الطويلة)، ولا تقلق فلا يوجد خطأ في ذلك، حيث تُظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يفضلون ترك العنان لخيالهم عند رؤية السحاب مثلاً، يميلون إلى أن يكونوا أكثر إبداعاً كما أنهم أفضل في حل المشاكل والتخلص من الإجهاد.
7. لا يمكننا تجاهل مشاعر الجوع أو الخوف
هل تساءلت يوماً لماذا يتوقف الناس دائماً للنظر عندما يوجد حادث بالطريق؟ على الرغم من تعطل المرور، هذا التصرف اللاإرادي يرجع إلى القسم الموجود في أدمغتنا والمسؤول عن بقاءنا على قيد الحياة، فهو وظيفته عمل مسح للبيئة باستمرار لتحديد ما هي الأشياء التي قد تُهدد حياتنا، وبالتالي محاولة تجنبها، وهو ما يحدث أيضاً مع مشاعر الجوع.
8. نحن بحاجة إلى أكبر قدر ممكن من الخيارات
تم عمل تجربة وقام العلماء بوضع طاولتين في سوبر ماركت، على الطاولة الأولى كان يوجد 6 أنواع من المربى، وعلى الثانية كان يوجد 24 نوع، وكانت النتيجة أن 60٪ من العملاء توقفوا عند الطاولة الأولى لعمل المقارنات،
وعندما تعلق الأمر بالشراء وجدوا أن الطاولة الثانية حَصُلت على أربعة أضعاف العدد، وعند تفسير النتيجة أوضحوا أن الشخص يميل إلى اختيار عدد محدود من الخيارات لعمل قرارات نهائية بصورة أسهل،
ولكن هذا لا ينفي أن أي شخص دائم التلهف للتنوع ومعرفة كل المتاح، ولهذا تجد أن العدد تضاعف عند الطاولة الثانية (على الرغم من أن في النهاية، لا زال الأشخاص يتجهون لشراء نفس العلامة التجارية التي اعتادوا شرائها عدة مرات من قبل).
9. معظم قراراتنا مصدرها اللاوعي
نحاول إقناع أنفسنا بأن جميع أفعالنا هي نتيجة التخطيط الدقيق، ولكن في الواقع، يتم اتخاذ 60-80٪ من قراراتنا اليومية دون وعي!! فنحن لا نفكر في القيام بهذه الأشياء،
ولكننا فقط نفعلها، ففي كل ثانية، يتلقى الدماغ ملايين الوحدات من البيانات، ولحمايته من الإفراط في الإرهاق، يتم تحويل بعض الأعمال إلى اللاوعي، مثل أخذ المفاتيح وإغلاق الضوء وغلق الباب عند الخروج من المنزل،
فنحن ننفذ هذه الإجراءات تلقائياً، دون تفكير، ولكن على الجانب السلبي، هذا غالباً ما يؤدي إلى الشك الذاتي. على سبيل المثال، عندما تصل إلى العمل تبدأ في التفكير هل فصلت التيار الكهربائي عن المكواة؟! هل أغلقت باب الشقة؟! جميعنا نقع فريسة لهذه الأسئلة.
10. ليس هناك ما يُسمى بتعدد المهام
لقد أظهرت الدراسات بأنه لا يوجد بما يُسمى بتعدد المهام في نفس الوقت أي أنك لا تستطيع كتابة رسالة أثناء الاستماع إلى كتاب مسموع، فعلى الأرجح ستركز فقط على مهمة واحدة والثانية لن تكون على أكمل وجه بل وربما لن تُبالي بها، ومع ذلك، فهناك استثناء. إذا كان النشاط الثاني هو مادي بحت وتلقائي (شيء نقوم به بشكل يومي)، فهنا قد يُمكننا الجمع بينه وبين مهمة أخرى. على سبيل المثال، يمكنك التحدث في الهاتف أثناء المشي. ولكن، حتى في هذه الحالة وارد أن تفقد تركيزك سواء في التحدث أو أثناء المشي.
قد تريد أيضاً قراءة: 10 أشياء إياك أن تبحث عنها في جوجل لإرضاء فضولك – بعضها قد يقودك إلى السجن والاعتقال
ما هي الحقيقة الأكثر إثارة للدهشة بالنسبة لك؟ شاركنا إياها في التعليقات 🙂 .