للأسف، يمكنا القول أننا محاطون بالإشعاع الكهرومغناطيسي بالكامل ولا مفر منه مثل موجات الراديو وضوء الشمس والأشعة تحت الحمراء، فقديماً كنا محاطين فقط بالإشارات الحرارية كأشعة الشمس والأشعة تحت الحمراء، ولكن الآن موجات الراديو ازدادت بشكل ملحوظ، ومع تكرار سماعنا بإصابة الأشخاص بالسرطان من مختلف الأعمار، توجه أصابع الاتهام نحو العديد من الأسباب من بينها أبراج الهاتف، فكانت أبراج الهاتف منذ وقت ليس ببعيد غير منتشرة مثل الآن، فكل منزل الآن يوجد به أكثر من جهاز هاتف، وجميعها متصلة بالإنترنت، فأصبحت الهواتف الآن شيء ضروري مثل الحذاء والملابس أي ليس منتج كمالي على الإطلاق، ولهذا أصبح يتم زرع أبراج الراديو أكثر من الأشجار لتلبية الطلب الزائد!!!
دعونا نفهم الموضوع قليلاً لنُكوّن معرفة مبنية على الفيزياء الكهرومغناطيسية بصورة مبسطة حتى نستطيع التفرقة بين ما هو ضار ومؤذٍ لصحتنا وما هو طبيعي ويمكن التعايش معه. بادئ ذي بدء يجب تصنيف الأنواع السبعة من الإشعاع الكهرومغناطيسي إلى فئتين بناءً على طاقاتهما الأول: الإشعاع المؤين والثاني الإشعاع غير المؤين.
♦ الإشعاع المؤين: وهو يعني الأطياف عالية التردد للإشعاع الكهرومغناطيسي، والتي تشمل الأشعة فوق البنفسجية عالية التردد، والأشعة السينية وأشعة جاما (بقايا آثار نووية)، ويجب التنويه على أن التعرض لفترة طويلة لهذه الإنبعاثات يمكن أن يسبب طفرة خلوية، والتي قد تتطور إلى أنواع مختلفة من السرطان، فكما هو واضح من الاسم، تميل هذه الإشعاعات إلى تأين وزعزعة استقرار الجزيئات، فهذه الموجات عالية التردد نشطة للغاية ولذلك يمكنها أن تتفاعل مع المادة كما لو أنها جزيئات فردية وتُشتِتها وتطرح بجزئياتها خارج هيكلها المستقر، فالتعرض إلى مثل هذا الإشعاع النشط يؤدي إلى تعطيل بنية الحمض النووي، وهو أحد الأسباب الرئيسية للسرطان وغيرها من أمراض المناعة الذاتية.
♦ الإشعاع غير المؤين: يمثل هذا الإشعاع تردد منخفض للإشعاع الكهرومغناطيسي، وهو عبارة عن موجات الراديو وأفران الميكروويف والأشعة تحت الحمراء والضوء المرئي، وهي تنتقل بطاقات منخفضة للغاية نتيجة انخفاض ترددها، مما يجعلها غير قابلة للتأين وبالتالي فهي غير قادرة على ضرب الجسيمات بعيداً عن الهياكل الجزيئية المستقرة، وتجدر الإشارة إلى أن موجات التردد المنخفض لا يتم تنشيطها بما يكفي لتعطيل جزيئات DNA وهذا يعني أن موجات الراديو التي تنبعث باستمرار من أبراج الهاتف غير ضارة بالشكل الذي كنا نتوقعه.
خلاصة القول هل أبراج الهاتف مسرطنة أم لا؟
نود أن ننوه أن أبراج الهاتف ليست هي الشيء الوحيد الذي يجب أن نكون قلقين بشأنه، فالهواتف المحمولة وأجهزة الراوتر تصدر موجات تشبه الأبراج نفسها ولكنها مصغرة، وهي الأقرب لنا، كما أن أفران الميكروويف تولد إشاعات غير مؤينة وبالتالي غير ضارة، ولكن عندما تكون مركزة فهذا يجعلها تستطيع اختراق الجلد وبالتالي حرق الأنسجة.
ولنكن صريحين لا توجد أدلة حتى الآن عن صحة خطورة أبراج الهاتف من عدمه، ولكن تميل الآراء نحو أن هذه الأبراج لا تمثل أي تهديد على الأشخاص لعدة أسباب منها:
أولاً: يتم تثبيت الهوائيات بشكل عام على المباني العالية أو أعلى الأبراج، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة للإشعاع المنبعث عند نزوله نحو الأرض، أما على مستوى الأرض، فيكون البث أقل 1000 مرة من حدود الإرسال الآمن الذي حددته لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC)، أي بعبارة أخرى، الضرر بعيد الاحتمال.
ثانياً: لا تنتقل الإشارات باستمرار، ولكن بدلاً من ذلك تنتقل بشكل متقطع.
ومع ذلك، هل قد يؤثر الإشعاع على الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من هذه الأبراج، مثل الأشخاص الذين يعيشون في نفس المبنى الذي يوضع البرج فوقه أو سكان المباني التي تصطف أبراجها على النوافذ في مبنى أقصر، الجواب لا يزال “لا”، إن الحواجز الإسمنتية والخشبية وغيرها من العوائق تضعف الإشارات، وبالتالي تردع أي كميات كبيرة من الإشعاعات الضارة المحتملة.
ربما تريد أيضاً قراءة: كيف يؤثر استخدام الهاتف الذكي على العمود الفقري وما هي الأمراض الشائعة التي يسببها؟ اعرفها الآن
وكما هو واضح يعتبر الأمر غير مؤكد حتى الآن وأنها مجرد نظريات لم يتم الفصل فيها بنسبة 100% ولكن بالطبع لا نستطيع أن نقول لك تخلص من أجهزة الهاتف والراوتر من منزلك ولكن على اقل تقدير لا تضعها في حجرة النوم ولكن الأفضل وضعها في أبعد مكان عن الأطفال، هذا إجراء وقائي حتى تتبين لنا المعلومة الصحيحة فيما بعد 🙂 .