هذه هي أعراض سرطان المثانة وأسباب حدوثه وكيفية علاجه – دليل شامل

أصبحنا نسمع بوجود أنواع كثيرة من السرطانات (الأورام الخبيثة)، والتي تتشعب في الجسم لتضعفه إلا لو تدخل العلاج في الوقت المناسب ليجمح هذا التشعب! ومن أنواعها نجد سرطان المثانة ولكن ما هي الأعراض التي يجب أن تجعلنا نشك في الأمر؟ وما هي طرق العلاج؟ سنجيب عن هذه الأسئلة وأكثر من خلال هذه المقالة، ولكن دعونا نتعرف على عضو المثانة في بادئ الأمر.

 

ما هي المثانة وما هي آلية تمرير البول؟!

المثانة عبارة عن عضو عضلي مجوّف ومرن ويوجد بالتحديد في قاع الحوض، وظيفته الرئيسية هي تخزين البول قبل أن يتخلص منه الجسم، وتستطع المثانة البشرية الطبيعية الاحتفاظ بكمية من البول تتراوح بين 300 و500 مل قبل حدوث الرغبة في الإفراغ، كما أنه في بعض الأحيان يُمكنها الاحتفاظ بأكثر من ذلك بكثير.

فكما ذكرنا أن المثانة هي بمثابة مكان لتخزين البول فقط ولكن أين يُصنع البول؟ إن الكلى هي المسئولة عن صناعة البول ويتم تمريره إلى المثانة بواسطة أنبوبين يُسموا بالحالبين، وعندما يشعر الشخص بالرغبة في التبول، هنا تبدأ عضلات المثانة في دفع البول للخارج عبر مجرى البول.

 

ما هو سرطان المثانة؟

من المؤسف أن سرطان المثانة قد يظهر عندما تصبح خلايا المثانة غير طبيعية، وقد يحتد الأمر وينتشر أكثر ويصبح خارج نطاق السيطرة مع مرور الوقت، لينتشر في الغدد الليمفاوية والأعضاء الأخرى المجاورة، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن ينتشر إلى أجزاء بعيدة من الجسم، بما في ذلك العظام أو الرئتين أو الكبد، ولكن الخبر الجيد هو أن سرطان المثانة يعتبر مرض نادر، فهو يمثل فقط نسبة 5٪ من جميع حالات السرطان الجديدة في الولايات المتحدة.

 

ما هي أسباب الإصابة بسرطان المثانة؟

لم يستطع الأطباء الوصول لأسباب مؤكدة للإصابة بسرطان المثانة ولكنهم توصلوا إلى أنه توجد عدة عوامل تُزيد من خطر الإصابة بالمرض، ومن تلك العوامل:

العِرق والعُمر:

يكون سرطان المثانة أكثر شيوعاً بين ذوي البشرة البيضاء، وبين كِبار السن خاصة إذا كانوا فوق سن 55 عاماً.

الشق الوراثي والتاريخ العائلي:

إذا أُصيب أحد أفراد عائلتك المقربين (قرابة من الدرجة الأولى) بسرطان المثانة أو سرطان المسالك البولية، فهنا تزداد احتمالية إصابتك بالمرض ولهذا يجب أن تخضع بشكل مستمر للفحوصات.

التهاب المثانة المزمن:

إذا كنت كثير الإصابة بالعدوى في منطقة المثانة، وبمجرد أن تُشفى منها تعود مرة أخرى، أو أن الإصابة تستمر لفترة طويلة من الوقت، فهذا قد يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان المثانة.

التدخين:

بمجرد استنشاق أبخرة التبغ، فأنت بذلك قد أدخلت جسمك جميع أنواع المواد الكيميائية الضارة. وقد أظهرت الأبحاث أن التدخين يعد السبب بنسبة حوالي 50 ٪ للإصابة بجميع أنواع سرطانات المثانة.

العمل في بيئة مليئة بالمواد الكيميائية الضارة:

تُلزم بعض المهن على أصحابها العمل في بيئة محاطة بالمواد الكيميائية الضارة. ومن هذه المهن على سبيل المثال لا الحصر (الرسامين، والميكانيكيين، والذين يعملون أمام الطابعات، ومصففي الشعر، وسائقي الشاحنات، وغيرهم)، وهذا قد يزيد من خطر الإصابة بالمرض.

تناول علاجات محددة خاصة بداء السكري:

من الطبيعي أن يلجأ الأطباء إلى وصف علاجات خافضة لسكر الدم، ولكن بعض من هذه الأدوية يكون لها تأثير ضار بل وتُزيد من فرصة الإصابة بسرطان المثانة خاصة إذا ما اُستخدمت لأكثر من عام، ونحن نتحدث عن الأدوية التي تحتوي على بيوغليتازون (الاسم التجاري له أكتوس – Actos)، ومن الأدوية الأخرى التي تحتوي على البيوغليتازون (Actoplus Met – Duetact).

التعرض للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي من قبل:

إذا تعرضت من قبل للعلاج الإشعاعي في منطقة الحوض، فمن المرجح أن تزداد فرص الإصابة بسرطان المثانة، وينطبق الشيء نفسه إذا تناولت دواء سيكلوفوسفاميد (وهو دواء مضاد للسرطان يستعمل في علاج الأورام السرطانية واضطرابات المناعة الذاتية، وهو جزء من أدوية العلاج الكيميائي للسرطان) للعلاج الكيميائي لفترة طويلة.

 

ما هي أعراض سرطان المثانة؟

يعتبر العَرَض الأكثر شيوعاً والذي يكون في بعض الأحيان أول ما يظهر هو: ظهور دم في البول، سواء كان قليلاً أو كانت كمية الدم كبيرة لدرجة تسمح له بتغيير لون البول، والذي قد يتحوّل للون الوردي أو البرتقالي أو اللون الداكن.
وتجدر الإشارة إلى أن ظهور الدم قد لا يكون بشكل منتظم ودوري أي قد يظهر الدم في يوم ولا يظهر في اليوم التالي، ولكن إذا كان الشخص مُصاب بسرطان المثانة فالدم سيظهر مرة أخرى عاجلاً أم آجلاً، كما أنه في بعض الحالات قد لا يظهر الدم في البول وهنا إذا شك الطبيب، سيطلب منك إجراء فحوصات للبول للتأكد.

 

قم بتحديد موعد مع الطبيب إذا كان لديك أي من هذه الأعراض الأخرى:

  • زيادة عدد مرات التبوّل أكثر من المعتاد.
  • تغيّر لون البول.
  • الشعور بألم أو حرقة أثناء التبوّل.
  • الرغبة المُلحة للتبوّل حتى لو لم تكن المثانة ممتلئة.
  • عدم القدرة على التبول على الإطلاق أو فقط إنزال القليل.

⇐ إذا لاحظت أي من هذه الأشياء، فاستشر الطبيب. ولكن لا داعي للذعر، فوجود هذه الأعراض لا يعني أنك مصاب بالسرطان، بل هذه الأعراض تتشابه مع أمراض أخرى مثل عدوى المسالك البولية، أو عدوى المثانة، أو بعض الأمراض الأخرى الأقل خطورة.

 

تذكر أنه بمجرد انتشار سرطان المثانة، قد يلاحظ الشخص الأعراض التالية:

  • عدم القدرة على التبوّل، حتى عندما تُلح الرغبة بذلك.
  • الشعور بألم في أسفل الظهر.
  • خسارة الوزن بشكل غير مبرر.
  • عدم الشعور بالجوع كالمعتاد.
  • توّرم القدمين.
  • ألم في العظام.
  • الشعور الدائم بالتعب الشديد أو الضعف.

⇐ مرة أخرى، راجع الطبيب إذا كنت تعاني أي من هذه الأعراض، فقد تكون على الأرجح إشارة لإصابتك بمرض آخر بخلاف سرطان المثانة.

 

كيف يتم تشخيص سرطان المثانة؟

إذا اشتبه الطبيب بإصابة الشخص بسرطان المثانة، فأول ما ما سيفعله هو معرفة التاريخ الطبي الكامل له وللعائلة، كما أنه سيسأل عن مستوى الصحة في العموم. بالإضافة إلى أي شيء قد يزيد من مخاطر الإصابة مثل ما تم ذكره من قبل.

والخطوة التالية، من المحتمل أن يقوم بفحص جسدي، ويشمل ذلك فحص الحوض (للسيدات) أو فحص المستقيم (DRE)، وفي هذا الإجراء، سيقوم الطبيب بوضع قفاز وإدخال إصبع واحد في المستقيم، ليستشعر وجود ورم في المثانة أم لا، وفي حالة تواجد الورم سيكوّن فكرة عامة عن حجم الورم أو ما إذا كان قد انتشر.

وفي حالة تواجد شيء غير طبيعي، سيطلب الطبيب إجراء فحوصات معملية، وفي بعض الأحيان قد يرسل الشخص أيضاً لرؤية طبيب المسالك البولية، حيث إن تخصص هذا الطبيب هو التركيز على الأمراض التي تؤثر على الجهاز البولي (الكلى والمثانة ، وما إلى ذلك) والجهاز التنا سلي، وهنا قد يطلب طبيب المسالك البولية إجراء بعض الفحوصات التالية للحصول على فكرة أفضل عما يحدث:

1. الفحوصات الخاصة بالبول:

وهذه الفحوصات التي تتم على عينة البول التي يتم أخذها في كوب كما هو معروف، وقد يقوم المختصين في المعمل بإجراء الفحوصات التالية على هذه العينة بالطبع بعد طلب الطبيب لذلك:

  • تحليل البول: للتعرف على ما إذا كان هناك أي دم أو مواد أخرى في البول.
  • السيتولوجيا البولية: لفحص الخلايا غير الطبيعية في البول.
  • مزرعة البول: لتحديد أنواع الجراثيم التي تنمو في العينة، وهذه النتائج سوف تخبر الطبيب ما إذا كان الشخص مُصاب بعدوى المثانة أم لا.
  • تحليل دلالات الأورام: وهدف هذا التحليل هو البحث عن المواد التي تطلقها خلايا سرطان المثانة.

2. منظار المثانة:

وقد تتم عملية المنظار إما من خلال وضع مخدر موضعي في منطقة مجرى البول والمثانة، أو إذا تم هذا الإجراء في غرفة العمليات، فهنا سيضطر الطبيب لإعطاء مخدر حتى لا يكون الشخص مستيقظاً.

وفي العموم يتم هذا الإجراء عن طريق وضع منظار المثانة من خلال فتح مجرى البول وصولاً للمثانة.

أما عن جهاز المنظار فهو عبارة عن أنبوب رفيع مُزود بكاميرا وكاميرا فيديو في النهاية، ثم سيقوم الطبيب بحقن المياه المالحة عبر الأنبوب لتصل إلى المثانة، حتى يُسمح له برؤية البطانة الداخلية للمثانة مع الكاميرا.

3. الخزعة (TURBT)

أثناء إجراء منظار المثانة إذا وجد الطبيب شيئ غير طبيعي فهنا سيضطر إلى أخذ عينة (خزعة) من الورم نفسه ومن عضلات بطانة المثانة المحيطة، لفحصها ومعرفة ما إذا كان سرطاناً أم لا.

4. اختبارات التصوير

لكل نوع من هذه الاختبارات غرض محدد، ووحده الطبيب سيقرر النوع المناسب وفقاً لكل حالة:

  • الأشعة بالصبغة على المسالك البولية I.V.P.
  • تصوير الكلى والمثانة والحالبين بالأشعة السينية.
  • الأشعة المقطعية CT.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • الموجات فوق الصوتية.
  • الأشعة السينية لمنطقة الصدر: إذا انتشر السرطان في المثانة إلى الرئتين، فهذا الفحص سيُظهر ذلك.
  • فحص العظام: السرطان الذي انتشر من المثانة إلى العظام سيكون مرئيًا من خلال هذا الفحص.

 

ما هي مراحل سرطان المثانة؟

يتم قياس سرطان المثانة، مثل السرطانات الأخرى، على مراحل، حيث تصف كل مرحلة مدى انتشار السرطان وتشمل:

المرحلة صفر: لقد نما السرطان في مركز المثانة فقط.

المرحلة الأولى: لقد نما السرطان خلال البطانة الداخلية للمثانة فقط.

المرحلة الثانية: لقد نما السرطان خلال النسيج الضام في المثانة وطبقة عضلات المثانة.

المرحلة الثالثة: السرطان الآن في طبقة من الأنسجة الدهنية المحيطة بالمثانة، ومن المحتمل أنه انتشر أيضاً في البروستات أو الر حم أو المهـ ـبل، ولكنه لم ينتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة أو إلى الأعضاء البعيدة.

المرحلة الرابعة: لقد تشعب السرطان وانتشر، فقد يصل الانتشار إلى جدار الحوض أو البطن فقط وقد يمتد للغدد الليمفاوية القريبة وقد يتشعب في الحالات المتأخرة ليصل إلى العظام أو الكبد أو الرئتين.

 

كيفية علاج سرطان المثانة؟

إذا تأكد الطبيب من إصابة الشخص بسرطان المثانة فهنا يُتاح له عدة خيارات للعلاج، ويتم اختيار طريقة العلاج وفقاً لعدة عوامل كالسن ومدى انتشار السرطان (في أية مرحلة)، ووجود أمراض أخرى، وتشمل طرق العلاج الآتي:

قطع ورم المثانة عبر الإحلـ ـيل (TURBT):

وهو يعتبر الإجراء الأكثر شيوعاً لسرطان المثانة في المراحل المبكرة.

إزالة المثانة:

ويندرج تحته نوعين: إما جزئي أو جذري، وذلك وفقاً للحالة، وفي حالة الإزالة الجذرية يتم إحداث تحويل لمجرى البول.

العلاج داخل المثانة:

ويُنصح باستخدام هذا العلاج أيضاً في المراحل المبكرة، ويتم عن طريق قسطرة لحقن الدواء السائل في المثانة، وينطوي على:

  • العلاج بالخلايا الجذعيةففي هذه الطريقة، يهاجم جهاز مناعة الجسم الخلايا السرطانية.
  • العلاج الكيميائي (“الكيماوي”) داخل المثانةوهنا يتم حقن الكيماوي لمكافحة للسرطان في المثانة من خلال قسطرة.

العلاج الكيميائي:

وهذا يعني أن الدواء ينتقل عبر مجرى الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم، وهذا الإجراء مناسب في حالة انتشار السرطان خارج المثانة.

العلاج الإشعاعي:

وينطوي هذا العلاج على استخدام إشعاع عالي الطاقة لإزالة الخلايا السرطانية.

 

كيف يمكنك الوقاية من سرطان المثانة؟

لنكن واضحين، فإن منع سرطان المثانة من الأصل أمر غير وارد في بعض الحالات، لأننا كما ذكرنا من قبل أنه من العوامل التي قد تُزيد من الإصابة على سبيل المثال العِرق والنوع وما إلى ذلك، وهي عوامل خارجة عن السيطرة ولا يمكن التحكم فيها. ولكن إليك ثلاثة تغيّرات بسيطة إذا فعلتها في نمط حياتك، قد تُقلل من مخاطر الإصابة بشكل كبير:

إذا كنت تدخن، توقف على الفور:

يعتقد الأطباء أن منتجات التبغ تسبب حوالي نصف حالات سرطان المثانة!

اشرب الكثير من السوائل:

يمكنك التخلص من المواد الكيميائية الضارة التي تتراكم في المثانة عند التبول، ولهذا اشرب الكثير من السوائل وخاصة الماء.

تناول المزيد من الفواكه والخضار:

تشير الدراسات إلى أن تناول الكثير من الفواكه والخضراوات الورقية الخضراء يقلل من مخاطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان بما في ذلك سرطان المثانة.

نصيحة إضافية: اتبع جميع قواعد السلامة في مكان العمل خاصة التي تكون مُحاط فيها بالمواد الكيميائية، واتخذ حذرك من أدوية السكري التي تمت الإشارة إليها.

ربما تريد قراءة: ما هي أعراض ورم أو سرطان الدماغ وكيفية اكتشاف المرض بشكل مبكر لعلاجه؟ اعرف الإجابة

 

نتمنى المعافاة لكل مريض، ونرجو منك مساعدتنا في نشر هذه المعلومات، ربما تكون سبباً في مساعدة شخص آخر لاكتشاف هذا المرض :).

المصادر: 1  2

لـ عرب ميز