هذا هو تأثير تعنيف الأبناء أو مد الأيدي عليهم وانعكاس ذلك على شخصياتهم

يتبنى الأشخاص من حول العالم مجموعة مختلفة من الثقافات حوّل تربية الابناء، فبالعض منهم يعتقد أن العقاب بجميع صوره – اللفظي والبدني – يكون مثالي للتربية دون الحذر من أضرار تعنيف الصغار، ويعتقد آخرين أن التفهُّم والتحدث وعدم إيذاء الصغير حتى لو لفظياً هو الأنسب، ولكن ما رأي أحدث الأبحاث والدراسات بصدد هذا الأمر؟!

 

إذا كنت سعيد الحظ ولم تتعرض للتعنيف من قِبل والديك، فمن المحتمل أنك تعرف شخصاً تعرّض لذلك! نحن لا نلقي الضوء على نوع واحد من العقاب، ولكننا نتحدث عن جميع أنواع العقاب الذي قد يتعرض له الصغار.

 

إجماع الخبراء على عدم عقاب الصغير بأي شكل:

  • أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الصغار (AAP) بيان بعنوان “العقاب الفعّال لتربية الأبناء الأصحاء” في نوفمبر 2018، والذي يشير إلى أن العقاب الجسدي مرتبط “بزيادة العواقب السلبية كتأثر الاتجاهات السلوكية والمعرفية والنفسية الاجتماعية والعاطفية للأبناء”.
  • وبُني هذا البيّان على بما يقرب من 100 مصدر مختلف، بما في ذلك الدراسات العلمية والاستقصاءات التي تمت مع الخبراء، بالإضافة إلى موارد من على الإنترنت تتعلق بالعلوم السلوكية.
  • وأيضاً اعتمدوا على توصيات من المجلس المعني بإساءة معاملة الأبناء وإهمالهم واللجنة المعنية بالجوانب النفسية الاجتماعية لصحة الأبناء والأسرة من AAP.

⇐ وتجدر الإشارة إلى أن هذه اللجنة نشرت من قبل بياناً مشابهاً، وبالتحديد في عام 1998 بعنوان “التوجيه من أجل العقاب الفعّال”، والذي قام بسرد بعض الاقتراحات حول العقاب والتأديب الفعّال، والآن وبعد مرور 20 عاماً، زاد تأثير سياساتهم من خلال مضاعفة مصادرهم إلى ثلاثة أضعاف، بالإضافة إلى جمع الأبحاث حول تأثيرات الانضباط البدني.

 

أما عن تعريف العقاب البدني فهو يشمل الآتي:

وتُعرِّف لجنة حقوق الصغار التابعة للأمم المتحدة ذلك بأنه يتضمن تعنيف الصغار باليد أو بأي شيء آخر. وأيضاً يتضمن الركل أو القرص أو سحب الشعر.

كما يستنكر الأطباء  أي تشويه أو أي إذلال لهم، مثل إجبارهم على البقاء في أوضاع غير مريحة أو إجبارهم على بلع أشياء كريهة (على سبيل المثال، غسل فمه بالصابون أو إجباره على ابتلاع التوابل الحارة) كنوع من أنواع العقاب لهم!

 

أضرار تعنيف الصغار وفقاً للدراسات

  • أشارت دراسة أُجريت عام 2014 في مجلة علم النفس العائلي إلى أن الآباء عادة ما يلجئون إلى العقاب البدني في غضون 30 ثانية من العقاب اللفظي، مما يوحي بأنهم يتصرفون نتيجة اندفاع وعدم سيطرة على انفعالاتهم.
  • كما أن هذه الدراسة وجدت أن 73 ٪ من الصغار استأنفوا سلوكهم السيئ في غضون 10 دقائق من العقوبة الجسدية!!!

في أسوأ الأحوال، يمكن أن يؤدي تعنيف أو إهانة الصغار الذين يسيئون التصرف إلى عواقب لن نتمناها ولن تُحمد عقباها، فإليك بعض النتائج السلبية المُحتملة بناءً على الأبحاث التي أُجريت:

  • زيادة العدوان في مرحلة ما قبل المدرسة، وأيضاً للصغار في سن المدرسة.
  • من المرجح أن يميل هؤلاء الصغار إلى العدوان في المستقبل كما أنهم سيكونوا أكثر عنادً.
  • زيادة احتمالية الإصابة باضطرابات الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب وأفكار الإيذاء.
  • احتمالية الإصابة بمزيد من المشاكل الإدراكية، بما في ذلك انخفاض تحصيل المفردات.
  • أكثر احتمالاً لتعاطيهم في الكِبر للكحول والمواد الأخرى المُضرة لهم.
  • ولقد ثَبُتَ علمياً أن هذا التصرف يؤثر على تطور الدماغ لديهم متضمناً أماكن الذكاء لديهم.

نُعارض فكرة عقابه بشكل بدني ولفظي ولكن ما البديل إذا تصرف تصرفاً غير صحيحاً وهذا وارد الحدوث فهم صغار في النهاية:

 

ما هو تصرف الآباء الصحيح لتوجيه الصغير بدلاً من عقابه؟!

كيف يُمكنك تأديب الصغير العنيد؟ وفقاً لمنظمة AAP، فإن أفضل تصرّف هو إعطاءه مهلة وبعض الوقت، مثل عزله في حجرة أخرى أو فقط وضعه في مكانٍ ما حتى تُعطيه وقتاً للتأمل في عواقب سلوكه.

وللأسف يفصح بيان السياسة إلى أن الآباء الذين اعتادوا التعنيف من قبل، قد يلجئون إلى هذا التصرف السيئ مرة أخرى.

ومع ذلك، فمن الأفضل عدم توجيه انتباه الصغار للسلوك السيئ فقط، بل توصي AAP بمكافأة السلوك الجيد أيضاً، وتفسير الأمر أنه حين يُدرك الصغير بأنه سيُكافئ حين يتصرف بشكل جيد، فهذا سيُشجعه على تكرار السلوك الجيد بدلاً من إساءة التصرف بشكل عدواني، وهذا بالتبعية سيُقلل من الحاجة لتأديبهم.

⇐ بالطبع أبنائنا هم أفضل هدايا لنا، ولكننا قد نسيء التصرف تجاه تربيتهم دون عمد، ولهذا نقوم بتوجيهكم للتصرف الصحيح والأنسب للتعامل معهم، ليشبّوا وهم ذوي صحة نفسية جيدة.

 

موضوع هام للغاية يخص صغاركم أيضاً، ننصحك بقرائته: كيفية علاج مشكلة التبول اللاإرادي عند الصغار عبر 9 أساليب ذكية لا تجرح شعوره

سننتظر منك مشاركة هذا الموضوع وهذه المعلومات مع أصدقائك وأفراد عائلتك 🙂 .