ظاهرة الحمل على حمل بعد فترة زمنية وجيزة من الحمل الأول وولادة توأم غير متماثل

هذه ليست مزحة، فلقد تم توثيق 10 حالات من الحمل على حمل في جميع أنحاء العالم، ثَبُتَ أن بعض السيدات استطعن الحمل وهن في الأساس يحملن جنيناً في أرحامهن أو بمعنى أوضح استطعن الحمل على حمل. هذه ظاهرة خارقة للطبيعة وكأنها فكرة من فيلم خيال علمي، ولكنها حقيقة! أكمل القراءة إذا كنت تود معرفة كيف يحدث ذلك.

 

لنستطع تفسير الأمر دعونا نُقدم شرح لآلية الحمل بشكل مبسط والذي سنقُسمه في موضوعنا اليوم إلى 3 أجزاء:

• الحمل في شكله الطبيعي (جنين واحد في رحم الأم).
• الحمل في التوأم (تترافق  الأجنة منذ التلقيح وحتى الولادة) – superfecundation.
• الحمل على حمل وهي الظاهرة التي نتحدث عنها اليوم – Superfetation.

 

أولاً الحمل في شكله الطبيعي:

غالباً ما ينتج الرحم بويضة واحدة في المرة، ويحدث التخصيب عندما تخترق نُطفة واحدة جدار هذه البويضة،
وينتج عن هذا حمل في جنين واحد، ويتعرض جسم الحامل لعدة تغيّرات أهمها:

• تتوقف المبايض عن إطلاق البويضات إلى الرحم، نتيجة وظيفة الهرمونات التي تُطلق في هذه المرحلة، والتي تُرسل إشارة إلى الجسم للاستعداد لنمو الجنين.
• يتغير سُمك جدار الرحم ليمنع انغراس أو تعشيش أي بويضة أخرى.
• وأيضاً عنق الرحم يُشكل حاجزاً مخاطياً، ليمنع وصول أي نُطفة جديدة إلى الرحم.

 

ثانياً الحمل في توأم – superfecundation

وهو حمل شائع الحدوث أيضاً وغير نادر، وعادة ما يكون الفرق بين زمن الولادة هو بضعة دقائق أو سويعات لا أكثر، أي تترافق الأجنة منذ اللقاح وحتى الولادة، وينقسم الحمل في توأم إلى نوعين:

1. التوأم المتماثل.
2. التوأم المختلف.

A. التوأم المتماثل

عادة ما يبدأ هذا الحمل ببويضة واحدة ونُطفة واحدة، ومن البدايات تنشق البويضة المُخصبة إلى جزئيين،
وغالباً ما يكون نوع الجنينين في هذه الحالة متماثل وفصيلة دمائهم تكون متماثلة، وكذلك الخريطة الجينية، وبل والأكثر من ذلك، فإنهما يتكونا داخل كيس واحد في الرحم!!

B. التوأم المختلف

وهو حمل يعتمد على وجود أكثر من بويضة ويتم تلقيحها بأكثر من نُطفة، وهذا النوع هو شائع الحدوث في حالات التلقيح الصناعي وحالات الحمل التي تؤخذ فيها الأم تنشيط للمبايض،
وقد يرجع الأمر لشق وراثي، أي يوجد تاريخ وراثي لسيدات  هذه العائلة أنهن يُطلقن أكثر من بويضة في المرة الواحدة.

وفي هذه الحالة لا يشترط تماثل نوع الأجنة بل في الغالب يكونا مختلفين، وتختلف أيضاً فصائل دمهما، بل ويتكون كل واحد في كيس منفصل بالرحم.

 

ثالثاً الحمل على حمل – Superfetation:

وهنا الأمر يكون مختلف تماماً، حيث تكون السيدة حامل بالفعل ويوجد جنين برحمها، ولسببٍ ما غير معروف حتى الآن، يحدث حمل آخر متحدياً جميع الظروف التي يكون فيها جسم الحامل من عدم إطلاق بويضة وما إلى ذلك.

ففي الحقيقة تُطلق المبايض بويضة، بل وتستطع النُطفة اقتحام عنق الرحم ليُخصب تلك البويضة، والأغرب أنها تنغرس في بطانة الرحم.

وفي هذه الحالة يوجد جنينين في الرحم، لكل منهما وقت إخصاب وبالتالي أوزان وأعمار مختلفة بل وحتى تاريخين مختلفين للولادة! إنها حقاً معجزة!

هناك 10 حالات معروفة رسمياً لهذه الظاهرة وآخرها حدثت في أستراليا مع سيدة تدعى كيت هيل، والتي أصبحت حاملاً مرتين خلال 10 أيام!

فهذه السيدة أنجبت طفلتين صغيرتين  “شارلوت وأوليفيا”، اللتان تم تصنيفهما على أنهما توأم، ولكن الفارق الزمني بين الحمل كان 10 أيام. فعلى الرغم من أنهما ولدا في نفس اليوم، إلا أن أوزانهما وفصائل دمائهما كانت مختلفة.

ولقد اتضح أن هذه الظاهرة قد تحدث بين الحيوانات مثل الفئران، والكنغر، والأرانب، والأغنام، بل ولقد أُثبِتَ أن الأسماك لديها هذه القدرة أيضاً.

 

منذ متى اكتُشفت ظاهرة الحمل على حمل ؟ 

المفاجأة أن أرسطو هو أول من لاحظ هذه الظاهرة بين الأرانب، حيث لاحظ أن أرنبة قد أنجبت أطفال في أحجام متفاوتة، فالبعض منهم كان وزنه في المعدل الطبيعي، أما البعض الآخر فكان به تشوهات وذوي أحجام صغيرة للغاية.

وتوقع آنذاك أن تلك الأرانب الصغيرة، ما هي إلا نتاج حدوث حمل ثان! ولكن لم توجد دراسات بصدد هذا الأمر فلقد كان مجرد ملاحظة.

 

ذكرنا ظاهرة الحمل على الحمل، الآن فلنكتشف النقيض وهو: 6 أسباب خفية قد تكون السبب في تأخر الحمل لديكِ والتي تجهلها كثير من السيدات

هل سمعتي عن هذه الظاهرة من قبل؟ كيف سيكون رد فعلك إذا علمتِ أنكِ حامل مرتين؟ ننتظر منك تعليقك 🙂 .

المصدر: Brightside