أضرار وعواقب العنف الأسري والشِجار بين الوالدين على نفسية أبنائهم وتكوين شخصياتهم

إن العنف الأسري والعلاقات الزوجية المذبذبة لها تأثير قوي على نفسية الطفل، فمثل هذا السلوك يؤثر على نفسية الطفل وعلى معتقداته وعلى سلوكياته مع كل ما يحيطون به. ومع الأسف فإن مفعول هذا التأثير لن ينتهي مع انتهاء مرحلة الطفولة، ولكنه سيؤثر عليه بشكل غير مباشر عندما يكبر ويبدأ هو الآخر بإنشاء علاقات مع الآخرين وتكوين أسرة!!

دعونا نعرض لكم 6 عواقب جسيمة يتعرض لها الأطفال بصدد العنف الأسري، والتي ستحفزكم بكل تأكيد لتعيدوا النظر في المشاكل الأسرية!

 

1. سوف يحاكي الأطفال نفس سلوك والديهم بشكل لا إرادي

عادة ما يكتسب الأطفال سلوكهم – سواء كان سوياً أم لا – من الآباء! ففي حالة وجود علاقة مؤذية بين الآباء، والتي يحدث فيها الكثير من الشجار مراراً وتكراراً، تجد أن الأطفال يفعلون ذلك أيضاً بشكل غير واعٍ أيضاً.

وللأسف سوف تترسخ لديهم فكرة أن الحياة الزوجية ما هي إلا حياة غير سعيدة، بل وسوف يستسلموا لهذه الفكرة! وغالباً ما تنتابهم الشكوك حول قدرتهم على إنجاح علاقاتهم المستقبلية وجعلها ناجحة.

كما أن تأثير تلك العلاقات لا يقف عند مرحلة الطفولة فقط كما ذكرنا، بل يمتد ليربي شخصاً أناني وسريع الغضب ولا يميل إلى التحدث مع شركائه بالإضافة إلى كونه شخص متسلط ودائم الانتقاد.

 

2. لن يعتاد الأطفال على شجار الآباء الدائم!

لا تتخيل أبداً أن الأطفال سيتعوّدون ويألفون الشجار والخلاف، أو أنهم لن يلاحظوا تلك المشادات الكلامية! في الحقيقة، الأطفال أذكياء للغاية ويستطيعون تمييز الشجار والتوتر.

والمُحزن أن بعض المشادات الكلامية بين الآباء يتخللها عدم الاحترام لبعضهما البعض، مما يهدد السلامة العاطفية للأطفال وكذلك علاقاتهم الاجتماعية. فهذا التوتر يجعل الطفل لا يشعر بالأمان ومذبذب وكأنه مرفوض.

والجدير بالذكر أن بعض الأطفال قد يستطيعوا تخطي ذلك الأمر، وقد لا يستطع البعض الآخر ليتحولوا في النهاية إلى أشخاص ناضجين لكن يعانون من احتقار الذات ومشاكل أخرى متعلقة بالثقة.

 

3. قد يكونوا أكثر عُرضة للضغط وللتوتر

العنف الأسري

عندما لا يشعر الأطفال بالأمان في منازلهم، فإنهم يكونوا أكثر عُرضة للغضب وللتوتر بشكل أسهل، بالإضافة إلى أنهم يبدأون في إعطاء المواقف العادية أكبر من حجمها. وغالباً ما تنتابهم مشاعر القلق التي تُترجم إلى كوابيس ليلية أو الشعور بالخوف.

وتنغرز لديهم مفاهيم مغلوطة مثل صعوبة تقبّل اختلاف الآخرين، وقد يُظهرون مستويات عالية من النقد الذاتي. فحتى عندما يواجهون صعوبات غير خطيرة، فإنهم سيعانون بشدة من استنكار وتوبيخ الذات.

 

4. هذا التوتر له تأثير على علاقاتهم المختلفة

العنف الأسري

لن يمتد هذا التوتر فقط لتكوين مشاعر جافة وغليظة تجاه لنوع الآخر في مرحلة النضج فحسب، بل قد يؤثر ذلك أيضاً على كيفية إدراك الطفل لأي نوع من أنواع التواصل مع الأشخاص الآخرين وكيفية التعامل معهم.

وقد ينعكس ذلك على العلاقات بين الأخوة إما بالإفراط في حماية الآخر أو العكس تماماً، واختيار الابتعاد والعُزلة. ومن الممكن ألا يستطيعوا السيطرة على الأمر عند الكِبر، ولهذا تُلاحظ أنهم يجدون صعوبة في الحديث عن الأشياء التي لا يحبونها مع شركائهم.

 

5. سيحاولون بقدر الإمكان تجاهل مشاعرهم وعواطفهم بل واكتساب العادات السيئة

قد يبدأ الأطفال بعمل أفعال وسلوكيات تفادياً للمشاعر السلبية التي يمتلكونها كردّ فعل لكمّ الضغط والتوتر الذي يحدث في الأرجاء. ويمكن أن يتمثل هذا السلوك في الآتي:

  • الإفراط في تناول الطعام.
  • الاندماج وقضاء وقت مبالغ فيه في لعب ألعاب الفيديو أو مشاهدة التلفاز.
  • أو أي محاولات أخرى للهروب من الواقع.

ومن الممكن أن تظهر تلك المشاعر السلبية بشكل غير مباشر مثل:

  • فقدان الاهتمام بالمدرسة والدراسة.
  • الشجار مع الأقران والزملاء.
  • إخراج الطاقة السلبية الناتج عن العنف الأسري والمشاكل في الدمي والصراخ فيهم.

⇐ وأعتقد أن مثل هذه الأفعال قد يكون لها جانب آخر وهي محاولة منهم للحصول على اهتمام وانتباه الأبوين.

 

6. قد يتخطى الأمر لتجاهل مشاعرهم لينتابهم الشعور بالخوف من إظهار ومشاركة عواطفهم وما يشعرون به

الشجار بين الآباء

إن النقد والتعبير عن الغضب من الأمور الطبيعية التي تحدث في أي علاقة طبيعية، وحدوثهما لا يعني أن هؤلاء الأشخاص لا يحترمون بعضهم البعض. ولكن ما نتحدث عنه، عندما يتطور الأمر ليصل إلى التراشق بالألفاظ أو التحدث بعدم احترام، وما يتبعه من التجنب وتفادي الحديث أو حتى الانسحاب والخروج من المنزل بشكل عنيف.

تترك مثل هذه الأفعال انطباعاً لدى الأطفال بأن التعبير عن مشاعرهم ليس إستراتيجية آمنة، وبالتالي يبدأ يتكون اعتقاد لديهم بأن الغضب والنقد مصدر خطر شديد، وللأسف بطبيعة الحال سوف يواصلون تكرار سلوك آباءهم غير السويّ في علاقاتهم الخاصة.

 

وأخيراً هل اختيار الانفصال هو الحل؟

إن قرار الانفصال والطلاق بالطبع قرار مؤلم وله تأثيره السيئ على الأسرة بأكملها ولكنه في بعض الأحيان قد يكون هو القرار الأنسب لمصلحة الأطفال بدلاً من وجودهم وسط العنف الأسري!

فقد يُحقق الانفصال في هذه الحالة مستقبلاً أكثر هدوءاً للأطفال شريطة أن يتم الانفصال بهدوء وبشكل سلس وأن يُكِنّ كلا الأبوين الاحترام للآخر،

ونود أن نشير أننا لا نُحرّض على هدم الأُسَر فإن الله تعالى يبغض الطلاق ولكنه لم يُحرمه على عباده للتوسعة عليهم، وربما ستعيد تفكير في الطريقة التي تتعامل بها مع شريك حياتك بعد قراءة تلك العواقب السلبية على طفلك.

 

نقترح عليك قراءة: +10 نصائح نفسية لزيادة الثقة بالنفس والشعور بقوة الذات يقدمها لنا خبراء علم النفس

هذه المعلومات ربما تجعل بعض الأزواج يتوقفوا عن طريقة تعاملهم السيئة مع بعضهم البعض، ولهذا لا تتردد في نشر هذه المعلومات، فالأمر لن يستغرق سوى المشاركة، فجميعنا نحتاج هذه المعلومات للتذكرة من وقتٍ لآخر 🙂 .

المصدر: Brightside