كيف تتغير أجسامنا بعد سن الثلاثين وسبب تأثر ملامح الوجه بنسب متفاوتة

إن الاهتمام بالبشرة وجعلها تبدو أكثر إشراقاً، وخصوصاً بعد سن الثلاثين أو الأربعين، هو الشغل الشاغل لجميع السيدات تقريباً وخصوصاً بعد سن الثلاثين تحديداً. ولكن يأتي التقدم في العمر بما لا تشتهيه الأنفس، ليضيع معظم هذه الأمنيات! فحتى بعد تناول طعام صحي واستخدام واقيات الشمس والمنتجات الغنية بالكولاجين والإيلاستين والتي قد تأتي ببعض الفوائد، إلا أن تغيّر ملامح الوجه أمر لا بد منه.

فلقد اتضح أن هذا التغيّر يعود إلى تغيرات هائلة ليس فقط في البشرة بل الأمر أعمق من ذلك بكثير، ولهذا نود أن نشارككم تحليل لبعض نتائج الدراسات العلمية الخاصة بموضوع تغيّر الملامح خلال تقدم العمر.

 

كيف تتغير أجسامنا خلال التقدم في العمر

تصبح بشرتنا أقل مرونة مع مرور الوقت، ونبدأ في العناية بها أكثر من خلال استخدام:

  • أقنعة العين.
  • الكريمات.
  • أو حتى اللجوء إلى العلاج التجميلي الطبي اللا جراحي مثل تقنية الميزوثيرابي وغيرها من الإجراءات التي تهدف إلى تحسين بشرتنا.

ولكن المفاجأة أن التجاعيد لا تعتمد فقط على البشرة نفسها ولكنها تعتمد أيضاً على الأجزاء الداخلية الهيكلية العميقة مثل:

  • مخزون الدهون.
  • الأنسجة الرخوة.
  • ناهيك عن الجمجمة وتغيّر حجمها كما سنوضح فيما يلي.

 

إن العظام وكذلك كتلتها في الجسم لها دور هام في عملية التقدم في العمر ولهذا دعونا نوضح الأمر لكم:

تتجدد عظامنا طوال حياتنا في عملية تُدعى بالتعظم، حيث يتم من خلالها امتصاص لنسيج العظام وهو ما يُسمى بارتشاف العظام (أي ببساطة التخلص من العظام) ليحل محله نسيج عظمي جديد،

ولكن ما يحدث أنه بعد تخطي سن 35 : 40، يبدأ معدل عملية الارتشاف بالتسارع مقارنة بمعدل نمو الأنسجة، ولهذا فإنه مع التقدم في العمر يصبح الهيكل العظمي أكثر هشاشة.

فعلى سبيل المثال: تنمو عظام الحوض في الفترة ما بين 25 : 30 عاماً (عندما يستعد الجسم للولادة) ولكن بعد الوصول إلى الـ 40، تبدأ عظام الحوض في الانحصار والضيق.

يؤثر ارتشاف العظام أيضاً على الجمجمة ويمتد تأثيره ليتمثل في:

  • صِغر ارتفاع الوجه نتيجة فقدان عدد كبير من الأسنان، فحتى فقدان سن واحد فقط يكون له مردوده!
  • حدوث خشونة للنتوءات والبروز العظمي.
  • تغيّر تجاويف العين، سواء في شكلها أو ازدياد حجمها.
  • كما أن للأنف نصيب في هذا التغيّر، حيث يزداد حجمه، وتتدلى مقدمة (طرف) الأنف بسبب تغيرات العظام.

سن الثلاثين

ومن التغيرات الواضحة التي تحدث مع التقدم في العُمر هي تعمق الطيات الموجودة حول الأنف والشفاه أو المعروفة باسم خطوط الابتسامة، والتي غالباً ما تحدث نتيجة:

  • تغيّر عظام الفكين.
  • فقدان الجلد لمرونته.
  • بالإضافة إلى التغيرات التي تحدث في الأنسجة الرخوة الموجودة تحت الجلد.
  • ولكن في الحقيقة إن السبب الرئيسي وراء تعمّق تلك الطيات يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأسنان وصحتها.

 

أما فيما يخص تجاويف العين، فيُلاحظ أن زواياها الخارجية والداخلية تصبح أكبر، وهذا هو السبب في تغيّر مكان الحواجب مع التقدم في السن لتُصبح متجه لأعلى قليلاً (مرفوعة)، وأيضاً لظهور التجاعيد في زوايا العين الخارجية.

 

شد الوجه ليس الحل

إن عملية شد الوجه هي نوع من العمليات الجراحية التجميلية المستخدمة لإضفاء مظهر شبابي أكثر على الوجه، ولقد اعتاد الناس على الاعتقاد بأن شد الوجه هو الحل.

ولكن هذه الفكرة مبنية على فرض بأن المشكلة تكمن في الجلد ليس إلا، حيث تقل مرونته وبالتالي يبدأ في التدلّي. وهنا تحدث التجاعيد، وهو مفهوم الشيخوخة التقليدي!

فكما أوضحنا أن المشكلة تكمن في الهيكل العظمي وارتشافه كذلك، فبمساعدة التقنيات الحديثة أُتيح للباحثين فرصة أفضل لاكتشاف كيف يتغيّر الهيكل العظمي للجمجمة، وأي المناطق عُرضة للارتشاف.

فمؤخراً بدأ العلماء إيلاء مزيد من الاهتمام إلى تصحيح إطار الهيكل العظمي نفسه من خلال:

  • إبطاء عملية الارتشاف بقدر الإمكان.
  • السيطرة على أي عوامل قد تُسرع من عملية الارتشاف تلك.

ولكن نود الإشارة إلى أنه حتى الآن لم يتوصل العلم إلى التقنية التي قد تُحوّل بشرتِك لبشرة شابة متألقة كما كانت قبل 15 : 20 عاماً، وهذا نتيجة لتغيّر توزيع الدهون في الوجه كذلك.

ولهذا فلا تثقي فيمن يعدوكِ بالمستحيل! ولهذا فإن اختيار خبير يعرف كيف يتعامل مع الأمر باحترافية ولن يُلحق الضرر بصحتك أمر مهم للغاية.

 

فلنأتي الآن إلى الجزء الأهم الذي نود معرفته جميعاً ألا وهو كيفية إبطاء علامات التقدم في العمر تلك.

فإذا كنت تريدي أن يظل وجهك محافظاً على شبابه وتألقه فيجب أن تولي اهتمامك لكيفية إبطاء عملية شيخوخة الجلد، وكذلك تغيّرات الهيكل العظمي للجمجمة:

 

1. كيفية إبطاء عملية الشيخوخة

تكون البشرة ناعمة في مرحلة الشباب لأنها غنية بالكولاجين والإيلاستين، ويتم توزيع دهون الوجه بالتساوي، ولكن مع التقدم في عمر تفقد بشرتنا الكولاجين وتفقد الطبقة الدهنية حجمها أيضاً، وهذا هو السبب في تدلي الجلد.

يُفضل أن تتبع الآتي من أجل إبطاء عملية الشيخوخة والاهتمام بالجانب الخارجي ألا وهو البشرة نفسها:

  • إعادة النظر في نظامك الغذائي: لأنه اتضح بعد إجراء بعض الأبحاث أن السكر يُسرع من ظهور علامات الشيخوخة، ولهذا يُنصح بتناول الفواكه والخضروات بدلاً منه لمنع تلف الخلايا.
  • المحافظة على ترطيب البشرة: من خلال شُرب المياه دائماً، واستخدام المرطبات الطبيعية والكريمات،
    وكذلك احذري من التعامل مع البشرة بعدوانية من خلال استخدام المُقشرات والأقنعة القوية والعنيفة على البشرة.
  • حماية البشرة: تنطوي حماية البشرة على حمايتها من الشمس والرياح والبرد والصقيع، فخبراء كلية الطب بجامعة هارفارد يوصون دائماً بضرورة الاستخدام الدائم لواقي الشمس.

 

2. كيفية إبطاء عملية تدمير وارتشاف العظام وخصوصاً بعد سن الثلاثين وما بعده:

تعتبر المعلومات الخاصة بإبطاء عملية الشيخوخة،معلومات ليست بجديدة على مسامعنا، ولكن الجديد في موضوعنا اليوم هو كيفية إبطاء عملية ارتشاف العظام وذلك من خلال:

أ. إيلاء الاهتمام بمستويات الهرمونات الموجودة في الجسم:

يُعيق فرط إفراز هرمون الغدة الدرقية قدرة العظام على امتصاص الكالسيوم داخل الجسم، وأيضاً يُسرع من عملية ارتشاف العظام، على عكس هرمون الاستروجين الذي يبطئ هذه العملية.

وعلى الرغم من أن فيتامين (د) مفيد حقاً، إلا أن وجود فائض منه، يكون له مردود سلبي على العظام!!

ولهذا ننصح بزيارة أخصائي الغدد الصماء لمتابعة مستويات الهرمونات والفيتامينات في الجسم، فحدوث أي خلل فيهم يكون له عواقب غير حميدة.

ب. تجنبي حقن البوتكس:

تُستخدم حقن البوتكس عادة في الإجراءات التجميلية، لما لها من قدرة على منع بعض الإشارات الكهربائية بالأعصاب، وهي الإشارات التي تعمل على انقباض العضلات، إلا أن أحدث الدراسات أوضحت:
إن الآثار الجانبية لحقن البوتكس تؤدي إلى الإسراع من عملية تلف العظام.

ج. الاعتناء بالأسنان:

فكما تعلمي أن فقدان أحد الأسنان، يُسرع من عملية تشوه الفك، مما يؤثر على الشكل العام للوجه، فالتغيّرات التي قد تحدث على سبيل المثال:

  • قد تبدو الشفاه أنحف مما هي عليه.
  • والطيات الأنفية قد تبدو أعمق.
  • أما عن الوجه بشكل عام، سوف يميل ليكون أكثر استدارة.

وهذا هو السبب في أن الفك السفلي يصبح أصغر حجماً عند الأشخاص الذين يستخدمون التعويضات السنية، فخلال 10 سنوات فقط، قد يفقد الفك السفلي حوالي 60% من حجمه.

ويكمن علاج هذه المشكلة في عمليات الزرع التي تحل محل جذر السن، والتي تساعد على تجنب هذه العملية.

 

فكما أوضحنا أن وجوهنا تتغير من الداخل أيضاً ولكن هذا لا يمنع ضرورة الاهتمام ببشرتنا سواء بعد سن الثلاثين أو في العموم، ولكن فهم العمليات الأخرى الأكثر تعقيداً والتي تحدث خلف الكواليس ستمنعِك من إهدار الأموال في إجراءات غير مجدية، بل وقد تؤدي إلى نتائج سيئة أكثر مما تنفع!

 

ربما تريدي التعرّف على: 6 أسئلة شائعة عن الدورة الشهرية والتي لم يهتم معظمكم بمعرفة إجاباتها

إن المسئول عن الجانب الخاص بعملية تدمير العظام وارتشافها وكيفية إبطاءها هو الطبيب والفحوصات، بينما الجزء الخاص بالبشرة والاهتمام بها خاص بنا نحن! فلا تترددي في إخبارنا ما هي طريقتك الخاصة للحفاظ على بشرتك متألقة بعد سن الثلاثين خصيصاً 🙂 .

المصدر: Brightside