هذا ما يحدث للجلد عندما تلدغنا البعوضة وسبب عدم شعورنا بلدغتها إلا بعد انتهاء مهمتها

تُعكر حشرات البعوض (الناموس) الصغيرة تلك صفو السمر ليلاً، لتختار أشخاص دونا غيرهم للتغذي على دمهم، وتترك تحسس بالجلد وحكة وتورُّم بعد لدغاتها. ولكن نادراً ما نُفكر فيما يحدث في حقيقة الأمر قبل اكتشاف أنه تم لدغنا، ولماذا نشعر عندما تتحرك أي حشرة على أجسامنا، ولكن عندما يتعلق الأمر بالبعوضة يكون الأمر مختلفاً ولا نشعر أحياناً إلا بعد نيل مرادها منّا!

جعل هذا الأمر الدارسين يُصابوا بالفضول، ليجدوا أن السبب يكمن في لعاب البعوضة! ولهذا دعونا نوضح لكم ما يحدث قبل وأثناء وبعد لدغة البعوضة، كما اننا سنذكر لكم في النهاية عن كيفية محاربة البعوض والحماية من لدغاته، فأكملوا القراءة

 

يضع البعوض مخدر خاص به أولاً قبل أي شيء!!

ستندهش حقاً حين تعرف آلية لدغ البعوض لنا. وفقاً لإحدى الدراسات فإن البعوضة تحتاج إلى حوالي 4 دقائق لملء معدتها، مما يُصعب من مهمتها لأنه سيتم مُلاحظتها بالتأكيد من قِبل الإنسان خلال تلك الفترة، وسيتم قنصها أو إزاحتها قبل اكتمال المهمة، ناهيك عن حقيقة أن إدخال إبرتها يكون مؤلم بالتأكيد وسينكشف أمرها في التو!

 

لدغات البعوض

وهنا تلجأ إلى حيلة المخدر!! لا تندهش فلعاب البعوضة يحتوي على عناصر مُخدرة لجلد الإنسان، وهو ما يجعلها تبصقه أولاً على الجلد لتضع المخدر، ثم تبدأ مهمة البحث عن الأوعية تحت الجلد. ويستغرق هذا وقتاً أيضاً في مهمة الاستكشاف لعدة مرات حتى يجدوا شيئًا يتغذون عليه.

 

أسرار مُدهشة أخرى عن اللُعاب

تواجه البعوضة مشاكل أخرى في مهمتها بعد اكتشاف الأوعية. منها أن الدم يتجلط بسرعة مما يُصعب من عملية سحبه. وثانياً أن الأوعية نفسها تلتئم بسرعة بعد أن تتعرض للجرح. وهنا يأتي دور اللعاب مرة أخرى. فبمجرد العثور على الأوعية تبدأ ببصق المزيد من اللعاب حتى لا يتجلط بسرعة ويَسهُل امتصاصه، حيث تم اكتشاف أن لعاب البعوض يحتوي على أكثر من 100 بروتين يخدم أغراضاً مختلفة، منها أنه يمنع التجلّط.

وبعد أن اجتازت البعوضة أول مشكلة لها، تواجه مشكلة التئام الأوعية بعد تلفها. ولكن هذه المخلوقات الماكرة لها طريقة لتجاوز هذا الأمر. فكما تقول الدراسة، فإن هذا اللعاب له خصائص أيضاً تعمل على إيقاف عملية الالتئام، بل وإنه يعمل على توسيع الأوعية.

 

لماذا نشعر بالحكة ويحدث تحسس للجلد بعد اللدغات؟

المتهم الأول أيضاً هو لعاب البعوضة! فهو يحتوي على بروتينات غير سامة وهي المسؤولة عن الشعور بالحكة وحدوث الاحمرار والتورُّم بمستويات مختلفة من الشدة. في حين انه يوجد أشخاص لا يعانون من أي أعراض حساسية بعد اللدغ!

 

واختلاف ردود الفعل هذه تعود لاختلاف أجسامنا، ولكن بالرغم من هذا الاختلاف إلا أن رد الفعل تجاه لدغات البعوض الأولى تكون الأكثر شدة.

 

المكافأة: كيفية تقليل لدغات البعوض بقدر الإمكان!

الوقاية من لدغات البعوض

وفقًا للأبحاث، ينجذب البعوض إلينا بسبب رائحتنا، فهو واقعياً ينجذب إلى بعض الروائح البكتيرية أكثر من غيرها والتي تنتجها الميكروبات المختلفة التي تعيش على جلدنا. ولهذا السبب فإن غسل القدمين بالصابون المضاد للجراثيم قد يجعل الحشرات تتجنب لدغك! ولكن هذا لا يعني بالطبع التخلي عن طارد الحشرات. ويُمكنك أيضاً استخدام زيت الأوكالبتوس (الكافور) الذي ثبت أنه فعال ضد لدغات البعوض.

 

معلومة: يضع البعوض بيضه في المياه الراكدة، ولهذا تجده في الأغلب لا يتكاثر في الأماكن التي يغطيها الجليد معظم أيام السنة. فالأشخاص الذين يعيشون هناك محظوظون للغاية، ولكن على النقيض تجد أن البعوض يتكاثر بشكل كبير في المناطق الاستوائية!

 

لن تتخيّل عواقب لدغة البعوضة التي تحمل الفيروسات: أعراض الإصابة بحمى الضنك وكيفية التخلص من البعوض الذي ينقل فيروسها

 

أخبرنا قصصك مع البعوض، هل أنت مستهدف على الدوام من البعوض، أم أنك من الأشخاص المحظوظين الذين لا تنجذب إليهم الحشرات؟ وماذا تفعل لتحمي نفسك من البعوض؟ ننتظر تعليقك أدناه 🙂

 

المصدر: Brightside