هذه هي أعراض وأسباب المياه الزرقاء (الجلوكوما) وكيفية علاجها وحماية نفسك منها

مرض المياه الزرقاء أو الجلوكوما (Glaucoma) كما هو معروف، وهو مرض يصيب العين وبالتحديد العصب البصري للعين (المسئول عن نقل المعلومات من العين إلى الدماغ)، ويعتبر السبب الرئيسي للمياه الزرقاء هو ارتفاع الضغط في العين بشكل غير طبيعي، والمريب أن أعراضه لا تبدأ في الظهور إلا بعد أن يتطور المرض ويبدأ التغيّر الملحوظ في الرؤية كتضاؤل مجال الرؤية عند أطراف العين.

 

وهو مرض شائع بالنسبة للأشخاص فوق سن الستين، ولكن هذا لا يمنع إمكانية الإصابة به دون ذلك. وقد يتطور المرض إلى فقدان النظر الجزئي أو الكلي في أسوأ الحالات، وفي هذه الحالة لا يمكن استرداد الرؤية مرة أخرى! لذلك فمن المهم إجراء فحوصات منتظمة للعين تشمل قياس ضغط العين حتى يمكن إجراء التشخيص في مراحله المبكرة ومعالجته بشكل مناسب، فالكشف المبكر يمنع أو على الأقل يُبطئ من فقدان الرؤية.

 

ما هو داء المياه الزرقاء؟

فكما ذكرنا أن مرض الجلوكوما يكون نتيجة تلف العصب البصري، وتجدر الإشارة إلى أن هذا التلف يحدث تدريجياً، حيث ينحسر النظر وتبدأ البقع المعتمة بالظهور في مجال الرؤية، ودعونا نوضح أمراً أن تلف الأعصاب هذا عادة ما يكون مرتبطاً بزيادة الضغط في العين، ويرجع ارتفاع ضغط العين إلى تراكم سائل الخلط المائي (وهو عبارة عن سائل شفاف مائي يشبه البلازما، ومن أهميته أنه يوفر التغذية للأنسجة العينية اللا وعائية، كما أن الضوء يمر من خلاله في طريقه إلى شبكية العين) في العين، فعندما يُنتج هذا السائل بشكل مفرط أو لا يتم تصريفه بشكل طبيعي فهنا ينتج عنه ضغط العين المرتفع.

♦♦ يُدرج داء المياه الزرقاء ضمن الأمراض الوراثية، حيث حدد العلماء الجينات المتعلقة بضغط العين المرتفع وتلف الأعصاب البصرية.

 

أعراض الإصابة بالمياه الزرقاء

تختلف أعراض الجلوكوما وفقاً للنوع المُصاب به الشخص ومدى تطور المرض لديه، حيث تختلف أعراض المرض وفقاً لأنواع الجلوكوما كما يلي:

⇐ زرق مفتوح الزاوية

يعتبر هذا النوع هو الشكل الأكثر شيوعاً للمرض، وما يُميّزه أن زاوية التصريف التي تُشكلها كلاً من القرنية والقزحية تكون مفتوحة، وهذا ما يُسبب زيادة ضغط العين تدريجياً، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى الإضرار بالعصب البصري، والمريب أن هذا قد يحدث ببطء لدرجة أن المريض قد يفقد الرؤية قبل أن تكون على علم بوجود مشكلة لأن العين غير المصابة تعوّض عن العين المصابة في المراحل الأولى من الإصابة، وتتمثل أعراضه فيما يلي:

  • ظهور البقع المعتمة على إحدى جانبي العين أو في مركزها، وفي كثير من الأحيان تظهر في كلتا العينين.
    رؤية النفق في المراحل المتقدمة
  • الإصابة بما يُعرف بالرؤية النفقية وهي محدودية المجال البصري كما لو أنك تنظر من خلال نفق أو أنبوب.

 

⇐ داء الزَّرق ضيق الزاوية (مُغلق الزاوية)

يعتبر هذا النوع الأقل شيوعاً وهو يحدث نتيجة عدم انتشار سائل الخلط المائي بالإضافة إلى أن تصريفه يكون ضعيفاً جداً، نتيجة لضيق الزاوية بين القزحية والقرنية، وتجد أن بعض الأشخاص لديهم زوايا تصريف ضيقة، مما يضعهم في خطر متزايد من الإصابة بالزَّرق ضيق الزاوية.

كما أن هذا المرض قد يحدث بشكل تدريجي ويُسمى في هذه الحالة باسم (زرق انسداد الزاوية المزمن)، أو قد يحدث بشكل مفاجئ  ويُسمى بـ (زرق انسداد الزاوية الحاد)، والحالة الأخيرة تعتبر حالة طبية طارئة وتتمثل أعراضها في الآتي:

  • صداع شديد
  • ألم في العين
  • القيء و الغثيان
  • عدم وضوح الرؤية
  • هالات حول الأضواء
  • احمرار العين

 

⇐ زَرق خلقي منذ الولادة

قد يظهر المرض منذ الولادة (الرُضَّع) أو قد يتطور في السنوات القليلة الأولى من الولادة، وهو في الغالب يحدث نتيجة تلف العصب البصري نتيجة انسداد قناة صرف السائل أو نتيجة الإصابة بحالة طبية كامنة، وتتمثل أعراضه في:

  • اغروراق العينين
  • فرط حساسية للضوء

وقد تظهر لدى الأطفال أعراض إضافية أخرى مثل:

  • الحكّة المستمرة
  • الحوّل
  • إغلاق العينين معظم الوقت

 

⇐ زَّرق التوتر

في هذه الحالة قد يتضرر  العصب البصري حتى ولو كان ضغط العين ضمن معدله الطبيعي، ولا أحد يعرف السبب الدقيق للإصابة بهذه الحالة، فقد يكون السبب راجع لامتلاك الشخص في الأصل لعصب بصري حساس أو نتيجة لقلة الدم الواصل إلى العصب البصري، وقد يحدث هذا التدفق المحدود للدم نتيجة لتصلب الشرايين – تراكم الترسبات الدهنية (اللويحات) في الشرايين – أو غيرها من الظروف التي تعيق الدورة الدموية.

 

⇐ المياه الزرقاء الصبغية

تتراكم حبيبات الصباغ  المتواجدة في قزحية العين في قنوات الصرف، مما ينتج عنه إبطاء أو منع تدفق السائل في العين، وتجدر الإشارة إلى أن الأنشطة، مثل الركض، قد تُساعد في تحريك حبيبات الصباغ تلك، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط العين حتى ولو بشكل متقطع.

♦♦ إذا تُرك المرض بدون علاج، فقد تكون النتيجة في نهاية المطاف فقدان النظر، فحتى مع العلاج، يُصاب حوالي 15٪ من المصابين بالزرق بالعمى في عين واحدة على الأقل خلال 20 عاماً.

 

ما هي العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض الجلوكوما؟

لأن المراحل المتطورة لهذا المرض قد تصل إلى تدمير الرؤية قبل ظهور أي علامات أو أعراض، لهذا يجب أن تكون مدركاً لعوامل الخطر هذه:

  • المعاناة من ارتفاع ضغط العين.
  • عندما يتعدى العُمر سن الستين.
  • العِرق:  تزداد نسبة الإصابة بين أصحاب العرق الإفريقي الأسود ومن هم من أصول آسيوية أو إسبانية حيث تبدأ أعراض المرض بالظهور بشكل مبكر و قوي.
  • إذا كان هناك تاريخ عائلي من الإصابة بمرض الجلوكوما.
  • الإصابة ببعض الأمراض مثل السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وفقر الدم المنجلي.
  • امتلاك القرنيات الرقيقة وخاصة بالمركز.
  • الإصابة بقِصر النظر (الحسر) أو طول النظر (بُعد النظر).
  • بعد التعرض لإصابة في العين أو إجراء جراحة في العين.
  • تناول أدوية الكورتيكوستيرويد، خاصة المتمثلة في قطرات العين لفترة طويلة.

 

كيفية الوقاية من الجلوكوما

يمكن أن تساعدك خطوات الرعاية الذاتية هذه على اكتشاف الجلوكوما في مراحله المبكرة ، وهو أمر مهم في منع فقدان الرؤية أو إبطاء تقدمه.

الخضوع لفحص العين الشامل بشكل منتظم:

فالكشف المبكر للمرض يساعد في العلاج بشكل كبير وكقاعدة عامة فإن الأكاديمية الأمريكية لطب العيون توصي بإجراء الفحص الشامل كالآتي:

  • دون سن 40: كل خمس إلى عشر سنوات.
  • من 40 : 54: كل سنتين إلى أربع سنوات.
  • من 55 : 64: كل سنة إلى ثلاث سنوات.
  • أكبر من 65: كل عام إلى عامين.

التعرف على تاريخ صحة العين في العائلة:

فمرض الزَّرق مرض وراثي، لذلك إذا كانت العائلة تمتلك تاريخ مرضي لهذا المرض، فهنا تزيد احتمالية إصابتك من المرض، ولهذا قد تحتاج إلى المزيد من الفحص المتكرر.

ممارسة التمارين الرياضية:

ممارسة التمارين الرياضية بكل منتظم ومعتدل قد يساعد تجنب الإصابة بمرض الزَّرق وذلك عن طريق تقليل ضغط العين. تحدث مع طبيبك حول برنامج التامرين المناسب لك.

الانتظام على وضع القطرة المناسبة:

قد تُقلل القطرة الموصوفة من قِبل الطبيب من خطر ارتفاع ضغط العين وبالتالي الإصابة بالجلوكوما، ويٌُنصح باستخدام القطرة التي يحددها طبيبك بانتظام حتى لو لم تكن لديك أعراض.

ارتداء واقي للعين:

في بعض الأحيان قد تضطر إلى ارتداء واقي للعين لحمايتها من الإصابات الخطيرة على سبيل المثال: عند استخدام أدوات كهربائية أو لعب رياضة المضرب عالية السرعة في ملاعب مغلقة.

 

كيفية تشخيص مرض الجلوكوما

عندما يشك الطبيب في إصابتك بهذا المرض سيطلب منك إجراء فحص شامل للعين بالإضافة إلى إخباره عن التاريخ المرضي في العائلة، وأيضاً الخضوع للعديد من الاختبارات، بما في ذلك:

  • قياس ضغط العين (قياس توتر العين).
  • فحص العصب البصري مع فحص شامل للعين.
  • التحقق من مناطق فقدان البصر (اختبار المجال البصري).
  • قياس سُمك القرنية (pachymetry).
  • فحص زاوية التصريف (gonioscopy).

 

كيفية علاج المياه الزرقاء

لا يُمكن علاج الضرر الذي تسببته الإصابة بمرض المياه الزرقاء بالكامل، ولكن عن طريق العلاج والخضوع للفحوصات المنتظمة يمكن أن يساعد ذلك في إبطاء أو منع فقدان الرؤية، خاصة إذا كانت الإصابة في مراحله المبكرة.

وفي العموم يتم علاج الجلوكوما عن طريق خفض ضغط العين، وذلك اعتماداً على المرحلة التي وصل إليها الشخص، فقد تتضمن خيارات العلاج: قطرات العين أو أدوية عن طريق الفم أو علاج بالليزر أو عملية جراحية أو مزيج من أي منها.

1. قطرات العين

غالباً ما يبدأ العلاج بقطرات العين الموصوفة من قِبل الطبيب، بهدف تقليل وخفض ضغط العين وذلك عن طريق تحسين طريقة تدفق السائل في العين أو عن طريق تقليل كمية السائل التي تفرزها العين (في حالة الإفراط في إنتاج السائل)، وبالطبع اعتماداً على مستوى انخفاض ضغط العين، قد يوصف أكثر من قطرة للعين.

 

2. أدوية عن طريق الفم

إذا لم تؤد قطرة العين وحدها إلى الهدف المطلوب، ألا وهو خفض ضغط العين إلى المستوى المطلوب، فقد يضطر الطبيب في هذه الحالة إلى وصف دواء عن طريق الفم! يكون عادةً مثبطًا الأنهيدرازات الكربونية (كربوأنهيدراز)، وتشمل الآثار الجانبية المحتملة:

  • التبول المتكرر
  • وخز في أصابع اليدين والقدمين
  • الاكتئاب
  • اضطراب المعدة
  • حصى الكلى

 

3. الجراحة والعلاجات الأخرى:

وتشمل خيارات العلاج الأخرى كالعلاج بالليزر أو الإجراءات الجراحية المختلفة، وجميع التقنيات التالية تهدف إلى تحسين تصريف السائل داخل العين، وبالتالي تقليل الضغط:

  • العلاج بالليزر: حيث يتم ترقيق الجلد بالليزر، ويكون هذا الخيار من العلاج متاحاً إذا كانت الإصابة بالزَّرق مفتوح الزاوية، وفي العموم يستغرق الأمر بضعة أسابيع قبل أن يصبح التأثير الكامل لهذا الإجراء واضحًا.
  • جراحة الترشيح: حيث يقوم الجراح بإنشاء فتحة في بياض العين (الصلبة) ويزيل جزءًا من الشبكة الترابيقية.
  • جراحة تركيب جهاز صرف: تعتمد فكرة هذه الجراحة على زرع أنبوب صغير في العين لتصريف السوائل الزائدة لخفض ضغط العين.
  • جراحة الجلوكوما غير التدخلية – MIGS: وهي تهدف لعلاج الحالات الخفيفة إلى المتوسطة، ويتطلب هذا الإجراء في العموم رعاية مباشرة بعد العملية الجراحية أقل كما أن لها مخاطر أقل مقارنة بجراحة الترشيح أو جراحة تركيب جهاز صرف.

♦♦ أياً كانت طريقة العلاج، ففي العموم ستحتاج إلى زيارة الطبيب لإجراء فحوصات المتابعة، وقد تحتاج في النهاية إلى الخضوع لإجراءات إضافية إذا بدأ ضغط العين في الارتفاع أو حدثت تغيرات أخرى في العينين.

 

4. علاج زَّرق انسداد الزاوية الحاد:

فكما ذكرنا، تعتبر هذه الحالة طارئة، فإذا تم تشخيصك بهذه الحالة، فستحتاج إلى علاج عاجل لتقليل الضغط في العين، وسوف يتطلب هذا في العموم تناول الأدوية بجانب الخضوع للليزر أو غيرها من العمليات الجراحية.

 

5. إتباع نمط حياة صحي وبعض العلاجات المنزلية

قد تساعدك هذه النصائح على التحكم في ضغط العين المرتفع أو تعزيز صحة العين، وهي كالآتي:

  • نظام غذائي صحي: في العموم إن تناول الغذاء الصحي مهم لصحتك ولكنه لن يمنع حدوث الزَّرق، فالعديد من الفيتامينات والعناصر الغذائية مهمة لصحة العين، بما في ذلك الزنك والنحاس والسيلينيوم والفيتامينات المضادة للأكسدة C و E و A.
  • الحد من تناول الكافيين: تجنب شرب المشروبات الغنية بالكافيين بكميات كبيرة حتى لا تُزيد من ضغط العين.
  • شرب السوائل على فترات: احرص على شرب كميات معتدلة من السوائل خلال اليوم، وتذكر أنه إذا قمت بشرب ربع لتر أو أكثر من أي سائل خلال فترة زمنية قصيرة، فهذا قد يزيد من ضغط العين مؤقتاً.
  • حافظ على رأسك في مستوى مرتفع: استخدم وسادة تحافظ على رأسك في وضعية مرتفعة ولكن بارتفاع طفيف.
  • الحفاظ على تناول الدواء الموصوف: قد تساعد قطرات العين أو أي دواء آخر كما هو مقرر في الحصول على أفضل نتيجة ممكنة، ولكن تأكد من استخدام قطرات بالضبط كما هو مقرر.

 

6. علاج الجلوكوما بالأعشاب والمواد الطبيعية

قد تساعد بعض أساليب الطب البديل في الحفاظ على صحتك العامة، ولكن نود التأكيد أنه لا يوجد علاج فعال للزَّرق، ولهذا فمن الأفضل التحدث مع الطبيب حول الفوائد والمخاطر المحتملة عند تجربة هذه العلاجات:

  • العلاج بالأعشاب: يدعي بعض الأشخاص أن الأعشاب يكون لها دور في علاج الجلوكوما مثل عُشبة مستخلص التوت، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لإثبات فعاليتها، وننصحك في العموم بعدم استخدام المكملات العشبية بدلاً من العلاجات المؤكدة.
  • إتباع تقنيات الاسترخاء المختلفة: قد يسبب الإجهاد الإصابة بزّرق انسداد الزاوية الحاد، فإذا كنت عُرضة للإصابة بهذا المرض، فعليك أن تبحث عن طرق صحية للتعامل مع التوتر، كالتأمل والتقنيات الأخرى.
  • نبتة القنـ ـب الهندي (مرجو انا): أظهرت الأبحاث أن لهذه النبتة الفاعلية في خفض ضغط العين لدى الأشخاص الذين يعانون من الجلوكوما، ولكن فقط لمدة ثلاث إلى أربع ساعات، ولكن تجدر الإشارة إلى الأكاديمية الأمريكية لطب العيون لا تنصح بها كعلاج للجلوكوما.

 

التكيُّف والدعم النفسي

عندما تتلقى تشخيصًا لمرض الجلوكوما، فمن المحتمل أن تواجه علاجاً مدى الحياة، والخضوع لفحوصات منتظمة وإمكانية فقدان الرؤية التدريجي، ولهذا يُنصح بالالتقاء والتحاور مع الأشخاص الآخرين المصابين بمرض الجلوكوما، فهذا الإجراء سيكون مفيدًا جدًا.

قد تريد أيضاً قراءة: 6 عادات يومية شائعة تسبب إجهاد العينين وتهيجهما وتضعف النظر فاحذرها

نتوسم فيك خيراً عزيز القارئ بأن تساعدنا في نشر هذه المعلومات لتعم الإفادة مع الأشخاص الآخرين، فربما ننقذ نظر شخص من خلال قراءة هذه المعلومات 🙂 .

المصادر: 1  2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *