هذه هي أسباب الاكتئاب وكيفية علاجه والوقاية من أنواعه المختلفة – دليل شامل

من الطبيعي ألا تكون حالتك النفسية مستقرة على الدوام، فلا يوجد شخص سعيد طوال الوقت ولا يوجد أيضاً شخص حزين ويعاني من الاكتئاب طوال الوقت! فحياتنا اليومية وما نتعرض له من مواقف تؤثر بشكل كبير على ما نشعر به، ولكن ما هو غير طبيعي عندما يفقد الشخص الاهتمام بما حوله ويُلازمه الشعور بالضيق وكأنه يوجد ثُقل فوق صدره لفترة طويلة. هنا يجب أن نقلق من احتمالية الإصابة بحالة اكتئاب، ولكن ما هو الاكتئاب؟ وما هي أسبابه؟ وهل هو نوع واحد أم أكثر من نوع؟ سنجيب عن كل هذه الأسئلة وأكثر من خلال موضوعنا اليوم عن الاكتئاب، فلتتابع القراءة.

 

ما هو الاكتئاب؟

يشعر المرء بالاكتئاب في كثير من الأحيان وكأنه يحمل عبئاً ثقيلاً جداً، ويُلازمه الشعور بالحزن وفقدان الاهتمام بالحياة والكثير من الأعراض الأخرى، وللأسف يعتبر الاكتئاب واحد من الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعاً في هذا العصر. وفي العموم فإن الفهم العميق للمرض قد يكون أول خطوة لرحلة التعافي.

فالاكتئاب لا يُختزل فقط في مجرد الشعور بالحزن، فالجميع يشعر بالضيق أو عدم التحفيز من وقت لآخر، ولكنه يكون أكثر خطورة من مجرد هذه الفكرة! فهو اضطراب مزاجي يتميز بأنه مشاعر متواصلة من الحزن وفقدان الاهتمام في الأنشطة اليومية، ولذلك إذا استمرت هذه الأعراض لمدة أسبوعين على الأقل، فإنها تعتبر نوبة اكتئابية.

 

ما هي أسباب الاكتئاب

لا يوجد سبب واحد للاكتئاب نستطيع أن نشير له بإصبع الاتهام، لأن هذا المرض يعتمد على توليفة فريدة من التركيب الجيني للفرد وكذلك الظروف البيئية الخاصة به، كما أن هناك العديد من العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار على سبيل المثال:

  • البنية الفيزيائية أو الكيميائية للدماغ.
  • التاريخ الوراثي للاكتئاب في الأسرة.
  • تاريخ الاضطرابات الأخرى مثل (القلق، اضطراب ما بعد الصدمات).
  • التعرض لأحداث مؤلمة وصادمة مثل (سوء المعاملة، المشاكل المالية، وفاة أحد الأحباء).
  • التغيرات الهرمونية مثل ما يحدث عند الدورة والحمل.
  • بعض العلاجات كـ (المهدئات ومحفزات النوم  وعلاجات ضغط الدم).

 

ما هي أنواع الاكتئاب

على غرار أسباب الاكتئاب، فلا يوجد نوع واحد فقط من الاكتئاب، بل إنه قد يتخذ أشكالا عديدة! فوفقاً لما تم سرده من قِبل الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية، فإنه يمكن تصنيف الاكتئاب لتسعة أنواع كالآتي:

الاكتئاب الشديد – Major depression:

وهذا النوع من الاكتئاب يعتبر من أكثر أنواع الاكتئاب شيوعاً، وغالباً ما يُصاب الشخص بنوبات متكررة طوال حياتهم.

الاكتئاب المستمر- Dysthymia:

ومن السمات المُميزة لهذه الحالة أنها قد تستمر لفترة طويلة من الزمن سنة أو أكثر من الإصابة بالمزاج السيئ.

الاضطراب العاطفي الموسمي- Seasonal Affective Disorder:

يتحسس بعض الأشخاص من انخفاض كمية الضوء خاصة في فصل الشتاء، ويعتبر هذا الاضطراب نوع من الاكتئاب الناجم عن عدم وجود ضوء الشمس الطبيعي، ومن طرق علاجه التعرض للضوء لمدة لا تقل عن ربع ساعة يومياً.

الاكتئاب غير السوي- Atypical Depression:

يُعرف بأنه نوع غامض من الاكتئاب لأنه عادة ما يكون الأشخاص المصابون به قادرون على الاستمتاع حتى ولفترات قصيرة، ولكن أهم أعراضه هي أنهم عادة ما يعانون من ثُقل في أطرافهم، بالإضافة إلى أنهم يُفرطون في الأكل وفي النوم أكثر من المعتاد، ويشعرون بالتعب عموماً.

الاضطراب ثنائي القطب- Bipolar Disorder:

ويُسمى أيضاً بالاكتئاب الجنوني لأن الشخص تارة يكون هائج ويُصاب بالجنون العارم وتارة أخرى يكون منطوي ومنزوي.

الاكتئاب الذهاني – Psychotic Depression:

يختلط في هذه الحالة الشعور بالاكتئاب الشديد بالإضافة إلى الذهان والأوهام التي تُصاحب الشخص، فيما يخص الأشخاص المحيطين به أو قد يُصاب الشخص بالتشنج (الشلل) أو يشعر  وكأنه عالق في الفراش.

اكتئاب ما بعد الولادة- Postpartum Depression:

وعادة ما يحدث هذا الاكتئاب بعد الولادة بأسابيع أو حتى بشهور، وقد تشعر الأم بالانفصال عن طفلها الجديد أو تخشى من أن تؤذي طفلها.

اضطراب ما قبل الدورة – Premenstrual Dysphoric Disorder:

قد تعاني السيدات من أعراض تُلازمها خلال الأيام الأولى من الدورة أو التي قبلها، وقد تتمثل تلك الأعراض في العصبية والتوتر والإرهاق واضطراب الشهية وغيرها من الأعراض.

اكتئاب المواقف الحياتية- Situational Depression:

يحدث هذا الاكتئاب نتيجة تعرض الشخص لموقف قد يكون السبب في تغيير حياته كفقدان الوظيفة أو وفاة أحد الأفراد المقربين.

 

علامات وأعراض حالة الاكتئاب

على الرغم من وجود أنواع متعددة للاكتئاب، إلا أن العديد منها له أعراض مشابهة يمكن التعرف عليها! والقائمة التالية توضح لنا فقط الأعراض العامة والأكثر شيوعاً، والتي تتمثل في الآتي:

  • مشاعر مستمرة من الحزن، واليأس، وانعدام القيمة (التفاهة)، أو الفراغ.
  • التهيج أو الإحباط أو الأرق.
  • فقدان الاهتمام المفاجئ بالأنشطة أو الهوايات التي كانت ممتعة من قبل.
  • اضطرابات النوم سواء الصعوبة في النوم أو النوم أكثر من اللازم.
  • انخفاض الطاقة والشعور الدائم بالتعب والإرهاق.
  • صعوبة التفكير بوضوح، أو التذكر، أو التركيز، أو حتى اتخاذ القرارات.
  • اضطرابات الشهية أو تغيرات الوزن.
  • سيطرة أفكار سيئة تضر الشخص.
  • وتتمثل الأعراض الجسدية في الصداع، أو آلام المعدة، و آلام الظهر.

♦♦ لاحظ: إن التعرض لبعض هذه الأعراض لمدة أسبوعين على الأقل، قد يشير إلى الإصابة بنوبة اكتئابية.

 

كيفية علاج الاكتئاب:

يجب أن تعي أن علاج الاكتئاب يرتبط بشكل كبير ومباشر بإتباع نظام غذائي صحي وجدول نوم منتظم، قد يبدو الأمر بسيطاً، ولكن أهمية العناية بالجسم أمر هام للغاية أكثر مما تعتقد، ولتعلم أنه هناك العديد من الطرق التي يمكنك استخدامها لتهدئة أعراض الاكتئاب، منها على سبيل المثال:

ممارسة التمارين الرياضية:

إن ممارسة التمارين الرياضية أمر مهم لجميع الفئات ولكنها ذات أهمية خاصة للعقل المكتئب، فهي تُمكّن المريض من التعامل بشكل أفضل مع الإجهاد، كما أن الإندورفين الذي ينطلق أثناء التمارين الرياضية يُغزز من العمليات الذهنية، وبصرف النظر عن فوائده على الصحة العقلية، فإن مراكز مكافحة الأمراض (CDC) تفيد بأن النشاط البدني يساعد على النوم بشكل أفضل في الليل.

ممارسة تمارين التأمل:

هي شكل من أشكال التمارين ولكنها أكثر سهولة، فهي لا تتطلب معدات ولا الكثير من الجهد، فالتأمل هو وسيلة فعالة للغاية لتطهير الرأس من التوتر والأفكار المسيطرة عليه وكذلك لتهدئة الجسم، والرائع أنه من السهل القيام بها، وذلك إما من خلال استخدام تطبيقات الهواتف المحمولة (في شكل كتابي أو من خلال مقاطع الفيديو) أو من خلال الكتب.

كتابة المذكرات اليومية:

من الجيد والمفيد بالطبع أن يكون لديك أصدقاء وأفراد عائلة مقربين لك ويُمكنك الوثوق بهم، ولكنهم قد يكونوا غير متوفرين دائماً أو قد يتعرضون هم أيضاً لضغوطات تمنعك من تفريغ طاقتك معهم، ولهذا يُنصح بكتابة المذكرات اليومية فهذه فكرة جيدة أن يكون لديك طريقة بديلة للتنفيس، ولا تختنق بتلك الأفكار بداخلك.

الخضوع لعلاج الاكتئاب:

الخضوع للعلاج أمر مهم وقد يكون له نتائج كالسحر سواء تم مع أخصائي أو حتى مُعالج مُعتمد. وأكثر أنواع الاكتئاب القابلة للعلاج هي اكتئاب المواقف، لأن الشخص يُلقي ما بداخله للخارج ويبوح بما يُسبب له الألم بالإضافة إلى تلقي المشورة العملية. ولمزيد من النهج العملي، حاول اللجوء إلى الخبراء مثل الأطباء النفسيين أو علماء النفس، فهم قد يوفرون طرقاً مختلفة ومتنوعة للعلاج وفقاً للحالة، فعلى سبيل المثال قد يوفرون العلاج بالضوء لحالات الاكتئاب الموسمي أو العلاج السلوكي المعرفي الذي يعمل على تغيير عمليات التفكير الخاصة بك.

 

بدائل أخرى للعلاج:

قد تتمثل البدائل الأخرى في تناول أنواع خاصة من الأعشاب أو تناول المكملات الغذائية. والاعشاب مثل الشاي الأخضر وشاي البابونج والذي يعطي تأثيراً مهدئاً، وأيضاً شاي نبتة حشيشة القلب أو عُشبة سانت جون (St. John’s Wort) والذي لقى نجاحاً كبيراً لعلاج الاكتئاب بالرغم من عدم وجود دليل علمي على ذلك (يُمكن أن يؤخذ كمكمل غذائي)، ولكن تناول زيت السمك وإل ميثيونين (SAMe) كمكملات مُثبتة فاعليتها لعلاج المرض.

تناول العلاجات:

يجب أن نمتلك جميعاً ثقافة أنه ليس من العار تناول علاج للاكتئاب، فنحن معتادون على أخذ علاج للأمراض الجسدية، فما الفرق؟!! أما إذا كنت قلقًا بشأن الآثار الجانبية المحتملة، فاتصل بطبيبك لمناقشة هذه الأعراض، والذي قد يوصي إما بخفض الجرعة أو توقيفها تماماً، فلتعلم أن هناك أنواع مختلفة من العلاجات، وكل منها تناسب الاحتياجات الفردية وكذلك كيمياء الجسم المختلفة.

⇐ يجب أن تعي أن الاستشفاء هو رحلة طويلة ولن يتم تحقيقها من يوم وليلة، ولكن الأمر يستحق العناء فالطب يُوفر الآن طرق حديثة ومختلفة.

 

ننصحك بقراءة الموضوع التالي: هذا هو تأثير العواطف والمشاعر المختلفة على أجسادنا وصحتنا العامة

نتمنى للجميع الصحة والسلامة، ولكن أعلم أنه قد حان دورك لتساهم في نشر هذه المعلومات حول الاكتئاب، فكما ذكرنا اتضح أنه يوجد أنواع مختلفة وقد يعاني البعض من معارفنا من إحدى أنواع الاكتئاب ولكنه ليس على دراية بذلك!! لن يُكلفك الأمر سوى مشاركة المقال 🙂 .

المصادر: 1  2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *