لقد خُلِقَت أجسامنا بآلية دفاعية داخلية فعالة تُسمى بنظام المناعة، وتكمن مسئولية هذا الجهاز في التعرف على مسببات المرض اللا متناهية مثل دخول البكتيريا أو الفيروسات للجسم ومن ثم يقوم على تحييدها أو التخلص منها. فبمجرد أن يخترق الجسم شيء ضار، يُصدر نظام المناعة إشارات تحذير للخلايا وباقي الجسم للتأهب ومنه انتشار المرض، لذا فإنه من الواجب أن نهتم بموضوع تقوية جهاز المناعة لدينا. فنظام المناعة هو عملياً عبارة عن شبكة تقوم بمهمة مذهلة في حمايتنا. ولهذا السبب، ينبغي أن نعتني به ونعتني بأنفسنا بشكل أفضل.
وانطلاقاً من هذا المبدأ ولأننا نحرص كل الحرص على صحة قرّاءنا، قررنا أن نُقدم لكم بعض النصائح والتي من شأنها تقوية جهاز المناعة خاصة في فصل الشتاء.
كيفية تقوية جهاز المناعة بالأساليب الطبيعية؟
1. الثوم والعسل
يُنصح بتناول خليط الثوم والعسل لتقوية جهاز المناعة لفاعلية مكوناته:
- فالعسل غني بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، بالإضافة إلى الإنزيمات، كما أنه يتصدى للشوارد الحرة (هي عبارة عن مجموعة من جزيئات الأكسجين المُدمرة والغير مستقرة والتي تتعرض لها خلايا جسم الإنسان).
- أما الثوم ففوائده معروفة. فهو يحتوي على مركبات تعزز قدرة خلايا الدم البيضاء على مكافحة بعض الفيروسات، ولكن تذكر أن تسحق الثوم بدلاً من تقطيعه، لأن أثناء السحق يتم إطلاق مركب الإلين وهو المكوّن الرئيسي للثوم.
إليك طريقة خليط الثوم والعسل الرائع:
- 1 كوب من العسل الخام.
- 8 – 10 فصوص من الثوم المسحوق.
- ضع الثوم في جرة زجاجية ثم قم بملء الجرة بالعسل.
- اتركه في درجة حرارة الغرفة لمدة 3-5 أيام ثم ضعه في الثلاجة بعد ذلك.
♦♦ إنه جاهز للاستخدام بعد ذلك الوقت، فقط تناول ملعقة صغيرة من العسل مع قطعة من الثوم مرة واحدة في اليوم.
2. مشروب الكركم والزنجبيل
هذا المشروب رائع وخاصة في الشتاء، فأنت تحتاجه بشدة:
- الكركم: ويُسمى أيضاً بـ (الخرقوم أو الهرد)، والمادة الرئيسية في الكركم هي الكركومين (هو صباغ طبيعي ذات لون أصفر برتقالي، وهو المكوّن الأساسي في الكركم)، له فوائد صحية عديدة، وكذلك خواص مضادة للفيروسات ناهيك عن خواص تقوية جهاز المناعة!
- الزنجبيل: يحتوي الزنجبيل على خصائص قوية مضادة للبكتيريا ومضادة للفيروسات تساعد في تقوية جهاز المناعة.
أما عن طريقة إعداد مشروب الكركم والزنجبيل فهي كما يلي:
- 3 أكواب من الماء الساخن.
- حوالي 1 سم من جذور الكركم الطازجة (ثم يتم تقشيره وبشره) أو كبديل 2 ملعقة صغيرة من مسحوق الكركم إذا لم تتوافر الجذور الطازجة.
- حوالي 1 سم من جذور الزنجبيل (ثم يتم تقشيرها وبشرها) أو كبديل 2 ملعقة صغيرة من مسحوق الزنجبيل إذا لم تتوافر الجذور الطازجة.
♦♦ يُغلي الماء ويضاف إليه الكركم والزنجبيل، ثم يُترك المشروب لمدة 5-10 دقائق -لا تنسى تصفيته إذا كنت تستخدم النباتات طازجة- ثم أضف العسل أو الليمون حسب الرغبة.
3. مشروب الليمون
إن ثمرة الليمون معروفة باحتوائها على نسبة عالية من فيتامين C، مما يجعلها وسيلة رائعة لتعزيز وتقوية جهاز المناعة، وكل ما تحتاج إليه الآتي:
- 1 كوب من الماء الدافئ.
- عصير من 1/2 ليمونة.
♦♦ أضف عصير الليمون إلى الماء واستمتع بتناوله، ولكن تذكر أن تُعد المشروب قبل الاستخدام مباشرة، حتى لا تتغير خواصه أو طعمه.
4. مشروب الزنجبيل والليمون والفلفل الحريف
فكما ذكرنا سابقاً، أن الزنجبيل فعال جداً كمنتج مضاد للبكتريا ومضاد للفيروسات، كما أن الليمون غني جداً بفيتامين C، فإذن إذا اجتمع هذان المكونان فالنتيجة ستكون مُدهشة ولكن ماذا لو أضفنا قيمة أكبر، كإضافة فلفل الكايين (الحريف)؟! فهو معروف بأنه غني بفيتامين C، كما أنه يحتوي على البيتا كاروتين ومضادات الأكسدة، والتي تساعد جسمك على محاربة البكتيريا السيئة، بالإضافة إلى أنه يرفع درجة حرارة الجسم مما يُفعل نظام المناعة، بسبب أنه حرّيف للغاية.
سر تحضير مشروب الزنجبيل والليمون وفلفل كايين:
- حوالي 2 سم من جذور الزنجبيل (ثم يتم تقشيرها وبشرها).
- عصير 1/2 ليمون.
- 1/4 ملعقة صغيرة من فلفل كايين (الحريف).
♦♦ امزج المكونات معاً وتناولها. للحصول على أقصى نتيجة واستفادة يُمكنك أيضاً إضافة ملعقة صغيرة من العسل وقطعة صغيرة من الثوم المسحوق. هل أنت مُدرك للقيمة الغذائية التي ستتناولها؟!!
5. مشروب العسل والزنجبيل ونبتة العرقسوس والقنفذية
لقد ذكرنا من قبل فوائد العسل والزنجبيل، أما عن فوائد المكونات الأخرى فهي كما يأتي:
- عُشبة القنفذية: والتي يُطلق عليها أيضاً الإكيناسيا – أو زهرة القمح، فهذه العُشبة معروفة بأنها عُشبة خارقة نظراً لقدرتها العالية والرائعة في تقوية جهاز المناعة.
- العرقسوس: أو ما يُعرف بنبات السوس، فهو ليس مجرد حلوى، بل هو في الواقع نبتة ذات خصائص مضادة للالتهابات ومضادات للميكروبات ومضادة للأكسدة، وهذا ما يجعله مُنظم مناعي فعال جداً. لا يُنصح باستخدامه فترة طويلة، بل استخدمه لمدة تتراوح من 4 إلى 6 أسابيع.
مكونات مشروب نبتة العرقسوس والقنفذية…، كالآتي:
- 4 أكواب من الماء.
- 1/2 كوب من جذور العرقسوس (ثم يتم تقشيرها وبشرها).
- 1/2 كوب من جذور زهرة القمح (ثم يتم تقشيرها وبشرها).
- 1 كوب من العسل.
- 2 ملعقة كبيرة أو 5 سم من جذور الزنجبيل (المُقشرة والمبشورة).
♦♦ يتم غلي الماء ويُضاف إليه القنفذية والعرقسوس والزنجبيل ويُترك على نار خفيفة لمدة 45 دقيقة، ثم اتركه ليبرد وأضف العسل.
6. المشروم أو عش الغراب أو الفِطر
اُستخدم الفِطر في الطب الصيني منذ آلاف السنين، نظراً لفوائده الصحية الكثيرة والمتعددة. كما أنه طعام رائع لتعزيز المناعة بشكل فريد للغاية لقدرته على منع الخلايا المناعية من الالتصاق بجدران الأوعية الدموية، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه توجد أنواع قليلة من الفِطر ذات تأثير فعال في تقوية جهاز المناعة مثل: الشيتاكي وفِطر كورديسيبس، وتريميلا. والمُدهش أن لكل نوع من فطريات عيش الغراب تأثيرها الخاص في تقوية جهاز المناعة، إذا ما تم مزجهم معاً فهذا سيعطيك أقصى فائدة.
7. المشروب الأخضر
هذا العصير ليس فقط غني بالفيتامينات، ولكنه رائع لتقوية جهاز المناعة، بالإضافة إلى مذاقه الرائع واللذيذ، وهو يحتوي على:
- السبانخ: كما يُطلق عليها، فهي وجبة غذائية رائعة، وذلك لأنها نبتة محمّلة بالعديد من الفيتامينات والمعادن بما في ذلك فيتامين C، كما أنها غنية بالبيتا كاروتين ومضادات الأكسدة التي تساعد أجسامنا على مكافحة العدوى والفيروسات.
- البرتقال: بالطبع كما هو معروف بأن ثماره غنية بفيتامين C، وهو أمر ضروري لمكافحة الأنفلونزا أو البرد.
- الكرفس: الذي يحتوي على نسبة عالية من فيتامين C ومضادات الأكسدة، مما يساعد على جعل نظام المناعة نشطاً وفعالاً.
- الزنجبيل: معروف بخصائصه المضادة للبكتريا والمضادة للفيروسات.
طريقة إعداد المشروب الأخضر:
- 2 كوب من السبانخ.
- 2 ثمرة برتقال.
- 2 من سيقان الكرفس.
- 2 سم من جذور الزنجبيل (المُقشر والمبشور).
♦♦ أعصر جميع المكونات معاً وقم بتصفيتهم ثم استمتع بتناول العصير.
8. عُشبة الملك المُر Andrographis
هي عُشبة اعتادوا استخدامها في الطب الهندي والصيني لعدة قرون كعلاج للبرد وكمكملات وقائية. ويُتاح استخدامها في شكل كبسولات وأقراص.
مكافأة نهاية المقال: فاصل كوميدي!!
قبل بضع سنوات، توصل أستاذ كندي إلى فكرة أن أكل المخاط قد يكون مفيداً لجهازك المناعي! بغض النظر عن كون الفكرة مُقززة إلا أنه فسر الأمر بأنه عندما تأخذ عدداً صغيراً من الجراثيم إلى جسمك، فهذا يكون بمثابة تطعيم بدون تكلفة.
والآن، وبعد أن تتوقف عن الضحك والاندهاش، ربما حان الوقت لنُفسر الأمر. فلقد تم التأكيد في وقتٍ لاحق أنه لا توجد دراسة حقيقية عن تأثير تناول المخاط على جهاز المناعة، ولكنه أراد فقط من طلابه التفكير فيما إذا كان شيء من هذا القبيل ممكنًا والمشاركة في المحادثة ليس إلا!!
⇐ جميع المكونات التي تم ذكرها هي بالفعل مكونات طبيعية ولكن هذا لا يمنع أنه من الأفضل استشارة الطبيب، حتى تتأكد من ملائمتها لحالتك ووضعك.
ننصحك بقراءة: أسباب فقر الدم (الأنيميا) وكيفية علاجه والوقاية من نقص نسبة الهيموغلوبين في الجسم
هناك العديد من الطُرُق لإعطاء دفعة قوية للنظام المناعي، وربما ذكرنا فقط جزءاً صغيراً منها، شاركنا رأيك هل وجدت المعلومات مفيدة؟ أخبرنا في التعليقات ولا تنسى مشاركة المقالة مع أصدقائك وعائلتك :).